تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[08 - 05 - 10, 02:18 م]ـ

جزاكم الله خيرا ...

لعل النقول الآتية عن شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، توضح الفرق:

قال، رحمه الله، في الفتاوي 27/ 72 - 75:: وَأَمَّا مَنْ يَأْتِي إلَى قَبْرِ نَبِيٍّ أَوْ صَالِحٍ، أَوْ مَنْ يَعْتَقِدُ فِيهِ أَنَّهُ قَبْرُ نَبِيٍّ أَوْ رَجُلٍ صَالِحٍ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَيَسْأَلُهُ وَيَسْتَنْجِدُهُ، فَهَذَا عَلَى ثَلاثِ دَرَجَاتٍ:

إحْدَاهَا: أَنْ يَسْأَلَهُ حَاجَتَهُ، مِثْلُ أَنْ يَسْأَلَهُ أَنْ يُزِيلَ مَرَضَهُ، أَوْ مَرَضَ دَوَابِّهِ، أَوْ يَقْضِيَ دَيْنَهُ، أَوْ يَنْتَقِمَ لَهُ مِنْ عَدُوِّهِ، أَوْ يُعَافِيَ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ وَدَوَابَّه، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلا اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، فَهَذَا شِرْكٌ صَرِيحٌ يَجِبُ أَنْ يُسْتَتَابَ صَاحِبُهُ فَإِنْ تَابَ وَإِلا قُتِلَ.

وَإِنْ قَالَ أَنَا أَسْأَلُهُ لِكَوْنِهِ أَقْرَبَ إلَى اللَّهِ مِنِّي لِيَشْفَعَ لِي فِي هَذِهِ الأُمُورِ؛ لأَنِّي أَتَوَسَّلُ إلَى اللَّهِ بِهِ، كَمَا يُتَوَسَّلُ إلَى السُّلْطَانِ بِخَوَاصِّهِ وَأَعْوَانِهِ، فَهَذَا مِنْ أَفْعَالِ الْمُشْرِكِينَ وَالنَّصَارَى ...

ثم قال:

"وَإِنْ قُلْت: هَذَا إذَا دَعَا اللَّهَ أَجَابَ دُعَاءَهُ، أَعْظَمَ مِمَّا يُجِيبُهُ إذَا دَعَوْته. فَهَذَا هُوَ (الْقِسْمُ الثَّانِي) وَهُوَ: أَلا تَطْلُبَ مِنْهُ الْفِعْلَ وَلا تَدْعُوَهُ، وَلَكِنْ تَطْلُبُ أَنْ يَدْعُوَ لَك. كَمَا تَقُولُ لِلْحَيِّ: اُدْعُ لِي، وَكَمَا كَانَ الصَّحَابَةُ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، يَطْلُبُونَ مِنْ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، الدُّعَاءَ، فَهَذَا مَشْرُوعٌ فِي الْحَيِّ كَمَا تَقَدَّمَ. وَأَمَّا الْمَيِّتُ مِنْ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَغَيْرِهِمْ، فَلَمْ يُشْرَعْ لَنَا أَنْ نَقُولَ: اُدْعُ لَنَا، وَلا اسْأَلْ لَنَا رَبَّك، وَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَلا أَمَرَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ، وَلا وَرَدَ فِيهِ حَدِيثٌ ".

إلى أن قال: " لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ قَطُّ، بَلْ هُوَ بِدْعَةٌ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ".

فقد جعل، رحمه الله، الأخير من قبيل البدعة وليس من الشرك الأكبر كما في القسمين الأولين.

والله أعلم

ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[08 - 05 - 10, 08:06 م]ـ

جزاك الله خيرا على النقل الهام.

ما الفرق بين القسم الثالث وبين قول المشركين كما اخبر عنهم الله سبحانه وتعالى:

أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء

مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى

إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر: 3]

=تحديث =

لقد جاء كلام الشيخ رحمه الله مقيدا بالمجئ الى القبر. وقد سبق تناوله في مشاركات الاخوة.

وَأَمَّا مَنْ يَأْتِي إلَى قَبْرِ نَبِيٍّ أَوْ صَالِحٍ، أَوْ مَنْ يَعْتَقِدُ فِيهِ أَنَّهُ قَبْرُ نَبِيٍّ أَوْ رَجُلٍ صَالِحٍ وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَيَسْأَلُهُ

ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[11 - 05 - 10, 12:17 ص]ـ

ما الفرق بين القسم الثالث وبين قول المشركين كما اخبر عنهم الله سبحانه وتعالى: أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى.

الفرق أن الذين عناهم الله تعالى هم الذين صرفوا العبادة لغير الله. وكل ماكان من خصائص الألوهية أو الربوبية وصرف لغير الله فهو شرك. وأما من طلب مايقدر عليه المخلوقين فلايدخل في مسمى العبادة.

والله أعلم

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - 05 - 10, 07:44 ص]ـ

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

يبدو لي أن الشرك هو دعوة الأموات في ما لايقدر عليه إلا الله، وهو يستلزم تعظيمهم وإضفاء صفات الربوبية عليهم. وأما مخاطبة الأموات عموما فمنها ماهو واجب ومنها ماهو سنة ومنه ماهو مباح ومنه ماهو محرم وشرك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير