تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن طريق أبي عبيدة معمر بن المثنى عن رؤبة بن العجاج عن أبيه عن عمران بن حصين: " أن أبا طالب قال لجعفر بن أبي طالب لما أسلم: قبل جناح ابن عمك فصلى جعفر مع النبي صلى الله عليه و سلم ".

ومن طريق محمد بن زكريا الغلابي عن العباس بن بكار عن أبي بكر الهذلي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: "جاء أبو بكر بأبي قحافة وهو شيخ قد عمى. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ألا تركت الشيخ حتى آتيه قال: أردت أن يأجره الله. والذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي , ألتمس بذلك قرة عينك.

وأسانيد هذه الأحاديث واهية.

وليس المراد بقوله في الحديث الأخير إثبات إسلام أبي طالب.

فقد أخرج عمر بن شبة في كتاب " مكة" وأبو يعلى , وأبو بشر سمويه في " فوائده" كلهم من طريق: محمد بن سلمة عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أنس:"في قصة إسلام أبي قحافة قال: فلما مد يده يبايعه , بكى أبو بكر , فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ما يبكيك؟.

قال: لأن تكون يد عمك مكان يده ويسلم ويقر الله عينك أحب إلي من أين يكون."

وسنده صحيح.

وأخرجه الحاكم من هذا الوجه. وقال: صحيح على شرط الشيخين.

وعلى تقدير ثوبتها , فقد عارضها ما هو أصح منها.

أما الأول: ففي الصحيحين: من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه:"أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه و سلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال: يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله. فقال له: أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب: أترغب عن ملة عبد المطلب؟!! فلم يزالا به حتى قال آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب. فقال النبي صلى الله عليه و سلم: لأستغفرن لك ما لم أنه عنك. فنزلت (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) الآية. ونزلت (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).

فهذا هو الصحيح برد الرواية التي ذكرها بن إسحاق , إذ لو كان قال كلمة التوحيد ما نهى الله تعالى نبيه عن الاستغفار له.

وهذا الجواب أولى من قول من أجاب: بأن العباس ما أدى هذه الشهادة وهو مسلم وإنما ذكرها قبل أن يسلم.فلا يعتد بها.

وقد أجاب الرافضي المذكور عن قوله وهو على ملة عبد المطلب بأن: عبد المطلب مات على الإسلام.

واستدل بأثر مقطوع عن جعفر الصادق , وسأذكره بعد ولا حجة فيه لانقطاعه وضعف رجاله.

وأما الثاني: وفيه شهادة أبي طالب بتصديق النبي صلى الله عليه و سلم. فالجواب عنه وعما ورد من شعر أبي طالب في ذلك: أنه نظير ما حكى الله تعالى عن كفار قريش (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) فكان كفرهم عنادا ومنشؤه من الأنفة والكبر.

وإلى ذلك أشار أبو طالب قوله: "لولا أن تعيرني قريش "

وأما الثالث: وهو أثر الهوزني فهو مرسل. ومع ذلك فليس في قوله:"وصلتك رحم" ما يدل على إسلامه , بل فيه ما يدل على عدمه وهو معارضته لجنازته ولو كان أسلم لمشى معه وصلى عليه.

وقد ورد ما هو أصح منه وهو: ما أخرجه أبو داود والنسائي وصححه بن خزيمة من طريق ناجية بن كعب عن علي قال:" لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت: إن عمك الضال قد مات. فقال لي: اذهب فواره ولا تحدثن شيئا حتى تأتيني. ففعلت , ثم جئت فدعا لي بدعوات ".

وقد أخرجه الرافضي المذكور من وجه آخر عن ناجية بن كعب عن علي بدون قوله "الضال ".

وأما الرابع والخامس: وهو أمر أبي طالب ولديه باتبعاه , فتركه ذلك هو من جملة العناد وهو أيضا من حسن نصرته له وذبه عنه ومعاداته قومه بسببه.

وأما قول أبي بكر فمراده: "لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي" أي:لو أسلم.

ويبين ذلك ما أخرجه:أبو قرة موسى بن طارق عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال:"جاء أبو بكر بأبي قحافة يقوده يوم فتح مكة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ألا تركت الشيخ حتى نأتيه؟ قال: أبو بكر أردت أن يأجره الله , والذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب لو كان أسلم مني بأبي ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير