تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد سبق في كلام ابن القيم رحمه الله أن أئمة الأطباء وعقلاءهم يعترفون به ولا يدفعونه، وإنما أنكر ذلك جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم وزنادقتهم. فاعلم ذلك أيها القارئ وتمسك بما ذكرناه من الحق ولا تغتر بجهلة الأطباء وغيرهم، ولا بمن يتكلم في هذا الأمر بغير علم ولا بصيرة، بل بالتقليد لجهلة الأطباء وبعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم، والله المستعان ..

تنبيه:

قد دل ما ذكرناه من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كلام أهل العلم على أن مخاطبة الجني ووعظه وتذكيره ودعوته للإسلام وإجابته إلى ذلك ليس مخالفا لما دل عليه قوله تعالى عن سليمان عليه الصلاة والسلام في سورة ص أنه قال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [7]، وهكذا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وضربه إذا امتنع من الخروج، كل ذلك لا يخالف الآية المذكورة، بل ذلك واجب من باب دفع الصائل، ونصر المظلوم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما يفعل ذلك مع الإنسي.

وقد سبق في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم ذعّت الشيطان حتى سال لعابه على يده الشريفة، عليه الصلاة والسلام وقال: ((لولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقاً حتى يراه الناس) وفي روايةٍ لمسلم من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن عدو الله إبليس جاء بشهابٍ من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات، ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة))، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

وهكذا كلام أهل العلم، وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ومقنع لطالب الحق، وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه، والثبات عليه، وأن يمن علينا جميعاً بإصابة الحق في الأقوال والأعمال، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من القول عليه بغير علم، ومن إنكار ما لم نحط به علماً، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.


[1] سورة ص الآية 35.

[2] سورة ص الآية 35.

[3] سورة البقرة الآية 255.

[4] سورة البقرة الآية 275.

[5] سورة البقرة الآية 275.

[6] سورة البقرة الآية 275.

[7] سورة ص الآية 35.))

ـ[عبد الحميد أبو بكر]ــــــــ[10 - 02 - 07, 01:10 م]ـ
نقل مشهور حسن سلمان في هامش كتابه "فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان" عن الشيخ ابن عثيمين المنع من الاستعانة بالجن في الرقية سدا للذريعة لأربعة أمور.
من كان عنده الكتاب على شكل وورد فليفدنا به. وجزاكم الله خيرا

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 02 - 07, 01:38 ص]ـ
أظن أن بعض الإخوة قد خلطوا بين عدة أمور ..
فأما تلبس الجن بالإنس فلا أظن دليلاً يمنعه، فهو محتمل الحدوث دون ريب.
وأما الاستعانة بهم .. فإن كان بوسيلة كفرية أو محرمة، أو كانت الاستعانة لفعل محرم فلا شك في تحريم هذا النوع من الاستعانة.
أما الاستعانة بهم بوسيلة مباحة_إن صح وقوعه_ وفي أمر مباح فالأرشد سده ومنعه، لأنه مفضٍ إلى ما لا تحمد عقباه من ادعاء السحرة أنهم إنما يفعلون ذلك بوسائل مباحة لأمور حسنة فيسقط الحد عنهم.
وما ذكره الأخ (محب أهل العلم) جزاه الله خيراً في النقطة الرابعة ظاهر السقوط، فما يظهر لعالم قد يخفى على آخر. والله أعلم

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 02 - 07, 01:56 ص]ـ
أرجو من الشيخ عبدالرحمن الفقيه التعليق على مشاركتي السابقة وتصويب ما كان فيها من خطأ إن وجد

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 02 - 07, 01:41 ص]ـ
أظن أن بعض الإخوة قد خلطوا بين عدة أمور ..
فأما تلبس الجن بالإنس فلا أظن دليلاً يمنعه، فهو محتمل الحدوث دون ريب.
وأما الاستعانة بهم .. فإن كان بوسيلة كفرية أو محرمة، أو كانت الاستعانة لفعل محرم فلا شك في تحريم هذا النوع من الاستعانة.
أما الاستعانة بهم بوسيلة مباحة_إن صح وقوعه_ وفي أمر مباح فالأرشد سده ومنعه، لأنه مفضٍ إلى ما لا تحمد عقباه من ادعاء السحرة أنهم إنما يفعلون ذلك بوسائل مباحة لأمور حسنة فيسقط الحد عنهم.

بارك الله فيكم
أما الاستعانة بهم في أمور مباحة فينظر أولا إلى شرعية هذا الفعل، فحديث النبي صلى الله عليه وسلم في تركه لربط الشيطان في سارية المسجد لدعوة سليمان عليه السلام ينبهنا إلى أن الله سبحانه قد وهب سليمان ملكا لاينبغي لأحد من بعده وهو تسخير الجن له، فاستخدامهم في المباحات منازعة لسليمان عليه السلام في ملكه المختص به.
إضافة إلى ما ذكرته- حفظه الله- من المفاسد التي قد تحصل من فتح هذا الباب.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير