تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الدرس الثاني في شرح الرحبية (المقدمة)]

ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[24 - 06 - 03, 11:19 ص]ـ

الدرس الثاني في شرح الرحبية

(المقدمة)

قالَ الإمام محمد بن علي الرحبي رَحمَهُ اللّهُ تَعالىَ:

[بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ]

الشرح: افتتح الناظم نظمه بالبسملة، اقتداءً بالكتاب العزيز، واقتداءً بكتب النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يفتتحها بالبسملة، ولذا استحب أهل العلم افتتاح الكتب والرسائل بالبسملة، وأما حديث: [كل أمر ذي بال لا يُبدأ ببسم الله فهو أبتر] فلا يصح، وقد جعل الناظم البسملة مستقلة عن النظم غير معدودة من أبياته، وهي طريقة كثير من الناظمين، والكلام عن البسملة يطول جداً، فإن أهل العلم يتكلمون عنها من جهات عديدة، منها: معناها، وتاريخها، وإعرابها، وفضائلها، وقرآنيتها، وحكم قراءتها مع الإسرار أو الجهر بها في الصلاة، وأحكامها في ابتداء السور وفي أجزائها وبين السورتين، ولذا فقد أفردها بعض أهل العلم بالتصنيف.

وسوف أذكر بإذن الله نبذة عن كل جهة من الجهات السابقة في نقاط سريعة:

1 - معناها:

أما معناها الإجمالي فهو: أبتدئ أو أؤلف أو أفتتح تأليفي مستعينا أو متبركا بأسماء الله الرحمن الرحيم سبحانه وتعالى، وأما المعنى التفصيلي فهو: (بسم) الباء للمصاحبة، أو للاستعانة، وأصل اسم سموٌ من السمو، وهو الارتفاع حذف عجزه وعوض عنه همزة الوصل فوزنه افع وقيل افل من السيما وقيل اعل من الوسم وطولت الباء لتكون عوضا عن حذف همزة الوصل، والاسم تارة يراد به المسمى، كما في قوله تعالى (سبح اسم ربك)، وتارة يراد به اللفظ الدال على المسمى، كما في قولك: الرحمن مشتق من الرحمة، ولم يقل بالله حذرا من إيهام القسم وليعم جميع أسمائه تعالى، (الله) قال ابن كثير ما خلاصته أن لفظ الجلالة (الله) اِسْم لَمْ يُسَمَّ بِهِ غَيْره تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلِهَذَا لَا يُعْرَف فِي كَلَام الْعَرَب لَهُ اِشْتِقَاق مِنْ فَعَلَ يَفْعَل فَذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ مِنْ النُّحَاة إِلَى أَنَّهُ اِسْم جَامِد لَا اِشْتِقَاق لَهُ وَقَدْ نَقَلَهُ الْقُرْطُبِيّ عَنْ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء مِنْهُمْ الشَّافِعِيّ وَالْخَطَّابِيّ وَإِمَام الْحَرَمَيْنِ وَالْغَزَالِيّ وَغَيْرهمْ وَرُوِيَ عَنْ الْخَلِيل وَسِيبَوَيْهِ أَنَّ الْأَلِف وَاللَّامَ فِيهِ لَازِمَة قَالَ الْخَطَّابِيّ أَلَا تَرَى أَنَّك تَقُول يَا اللَّه وَلَا تَقُول يَا الرَّحْمَن فَلَوْلَا أَنَّهُ مِنْ أَصْل الْكَلِمَة لَمَا جَازَ إِدْخَال حَرْف النِّدَاء عَلَى الْأَلِف وَاللَّام وَقِيلَ إِنَّهُ مُشْتَقّ وَاسْتَدَلُّوا عَلَيْهِ بِقَوْلِ رُؤْبَةَ بْن الْعَجَّاج: لِلَّهِ دَرّ الْغَانِيَات الْمُدَّهِ سَبَّحْنَ وَاسْتَرْجَعْنَ مِنْ تَأَلُّهِي فَقَدْ صَرَّحَ الشَّاعِر بِلَفْظِ الْمَصْدَر وَهُوَ التَّأَلُّه مِنْ أَلِه يَأْلَهُ إِلَاهَة وَتَأَلُّهًا كَمَا رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَرَأَ " وَيَذَرك وَإِلَاهَتك " قَالَ عِبَادَتك أَيْ أَنَّهُ كَانَ يُعْبَد وَلَا يَعْبُد وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَغَيْره وَقَدْ اِسْتَدَلَّ بَعْضهمْ عَلَى كَوْنه مُشْتَقًّا بِقَوْلِهِ تَعَالَى" وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ " كَمَا قَالَ تَعَالَى" وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ " وَنَقَلَ سِيبَوَيْهِ عَنْ الْخَلِيل أَنَّ أَصْلَهُ إِلَاه مِثْل فِعَال فَأُدْخِلَتْ الْأَلِف وَاللَّام بَدَلًا مِنْ الْهَمْزَة قَالَ سِيبَوَيْهِ مِثْل النَّاس أَصْله أُنَاس وَقِيلَ أَصْل الْكَلِمَة لَاه فَدَخَلَتْ الْأَلِف وَاللَّام لِلتَّعْظِيمِ وَهَذَا اِخْتِيَار سِيبَوَيْهِ. قَالَ الشَّاعِر: لَاه اِبْن عَمّك لَا أَفَضَلْت فِي حَسَب عَنِّي وَلَا أَنْتَ دَيَّانِي فَتَخْزُونِي قَالَ الْقُرْطُبِيّ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَيْ فَتَسُوسنِي وَقَالَ الْكِسَائِيّ وَالْفَرَّاء أَصْله الْإِلَه حَذَفُوا الْهَمْزَة وَأَدْغَمُوا اللَّام الْأُولَى فِي الثَّانِيَة كَمَا قَالَ " لَكِنَّا هُوَ اللَّه رَبِّي " أَيْ لَكِنْ أَنَا وَقَدْ قَرَأَهَا كَذَلِكَ الْحَسَن قَالَ الْقُرْطُبِيّ ثُمَّ قِيلَ هُوَ مُشْتَقّ مِنْ وَلِهَ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير