بَحْثٌ عَنْ " صَلاةِ الأَوَابِينَ " (1)
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[25 - 06 - 02, 12:37 ص]ـ
http://alsaha.fares.net/[email protected]^[email protected]
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[19 - 08 - 08, 12:22 ص]ـ
الشيخ عبد الله زقيل الموقع محجوب
وليتك تضع تخريج الحديث هنا حفظك الله
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 01:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بَحْثٌ عَنْ " صَلاةِ الأَوَابِينَ " (1)
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
يعتقد كثيرٌ من المسلمين أن صلاة الأوابين هي الصلاة التي تُصلى بين المغرب والعشاء، وهذا الاعتقاد بناءاً على ما ورد من أحاديث، وكلامٍ لأهل العلم.
فما صحة ما ورد في هذا الباب؟ وما هي صلاة الأوابين الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
قبل البدء؛ يذكر العلماء عند قوله تعالى: " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ " [السجدة: 16] أقوالا في المقصود بالصلاة التي تتجافى جنوبهم من أجلها، نذكرها باختصار:
القَولُ الأَوَّلُ:
قيام الليل، وهو قول جمهور المفسرين.
قال الإمام القرطبي في " أحكام القرآن " (14/ 67):
وَفِي الصَّلَاة الَّتِي تَتَجَافَى جُنُوبهمْ لِأَجْلِهَا أَرْبَعَة أَقْوَال:
أَحَدهَا: التَّنَفُّل بِاللَّيْلِ ; قَالَهُ الْجُمْهُور مِنْ الْمُفَسِّرِينَ وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ النَّاس , وَهُوَ الَّذِي فِيهِ الْمَدْح , وَهُوَ قَوْل مُجَاهِد وَالْأَوْزَاعِيّ وَمَالِك بْن أَنَس وَالْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن وَأَبِي الْعَالِيَة وَغَيْرهمْ. وَيَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى: " فَلَا تَعْلَم نَفْس مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّة أَعْيُن " [السَّجْدَة: 17] لِأَنَّهُمْ جُوزُوا عَلَى مَا أَخْفَوْا بِمَا خَفِيَ. وَاَللَّه أَعْلَمُ.ا. هـ.
واستدل الجمهور بما يلي:
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ، وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ. قَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ؛ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ قَالَ ثُمَّ تَلَا: " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ " حَتَّى بَلَغَ " يَعْمَلُونَ " ... الحديث.
أخرجه الترمذي (2616)، وابن ماجه (3973)، والنسائي في الكبرى (11330)، وأحمد (5/ 231).
وقال الترمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وقد رد الحافظ ابن رجب كلام الترمذي كما في " جامع العلوم والحكم " (2/ 135) بأن الحديث معلول بعلتين: الأول: الانقطاع بين أبي وائل، ومعاذ رضي الله عنه.
الثاني: أنه رواه حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن شهر بن حوشب، عن معاذ، خرجه الإمام أحمد مختصرا، قال الدارقطني: وهو أشبه بالصواب؛ لأن الحديث معروف من رواية شهر على اختلاف عليه فيه.
قال الحافظ ابن رجب: قلت: ورواية شهر عن معاذ مرسلة يقينا ... .ا. هـ.
وقال الشيخ الألباني في الإرواء (2/ 141) بعد أن ذكر طرق الحديث وما فيها من العلل:
وخلاصة القول: أنه لا يمكن القول بصحة شيء من الحديث إلا القدر الذي أورده المصنف – يعني صاحب منار السبيل وهو: وذروة سنامه الجهاد – لمجيئة من طريقين متصلين يقوي أحدهما الآخر.ا. هـ.
القَولُ الثَّانِي:
صلاة العشاء، وهي صلاة العتمة.
ودليل هذا القول:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ " نَزَلَتْ فِي انْتِظَارِ الصَّلَاةِ الَّتِي تُدْعَى الْعَتَمَةَ.
أخرجه الترمذي (3196)، وابن جرير (12/ 100).
¥