تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الفهم أهم وأعلى من الحفظ]

ـ[ابن جلا]ــــــــ[14 - 04 - 02, 06:42 م]ـ

((سئل ابن الجعابي: أكان ابن صاعد يحفظ؟ فتبسم وقال: لا يقال لأبي محمد يحفظ، كان يدري. قال السهمي: قلت لأبي بكر ابن عبدان:

أيشٍ الفرق بين الدراية والحفظ؟ فقال الدراية فوق الحفظ)) سؤالات السهمي رقم 379

ـ[كشف الظنون]ــــــــ[14 - 04 - 02, 10:41 م]ـ

المقصود هنا:

أنه لا يحفظ فقط، بل يحفظ ويدري، لهذا قال: يدري، فالدراية تضم

الحفظ والعلم بالمحفوظ، فتنبه!

ـ[الباعث]ــــــــ[14 - 04 - 02, 11:28 م]ـ

وقال الحافظ ابن حجر في (إنباء الغمر: 5/ 172) في ترجمة شيخه العراقي ـ بعد أن ذكر الهيثمي ـ: "وصار لشدة ممارسته أكثر استحضارا للمتون من شيخه، حتى يظن من لا خبرة له أنه أحفظ منه

وليس كذلك، لان الحفظ المعرفة " انتهى

والمتقدمون كانوا يستعملون المعرفة بمعنى الحفظ قال ابو بكر الخطيب في (الجامع: 2/ 156): "من لم تعل في المعرفة درجته ولا كملت لانتخاب الحديث آلته فينبغي أن يستعين ببعض حفاظ وقته على انتقاء ما له غرض في سماعه وكتبه " انتهى

وكثيرا ما يعبر الخطيب في كتبه بـ: (أهل الحفظ والمعرفة). وقد يطلقون المعرفة ويريدون بها الحفظ.

ـ[ابن جلا]ــــــــ[15 - 04 - 02, 12:42 ص]ـ

الذي لا يختلف فيه اثنان أن الفهم هو الغاية من الحفظ، وابن صاعد لايخفى على كل طالب علم أنه كان أحد الحفاظ، لكن وصفه بالدراية، مع رفض وصفه بالحفظ يدل على أن الوصف بالدراية أعلى وأجل من وصفه بالحفظ، وهذا هو وجه الاستدلال. وعبارة الحافظ تدل على ما أردت،حيث وصف الهيثمي بأنه أكثر استحضارا من العراقي، وهذا هو الحفظ لغة، فبين الحافظ أن الحفظ الذي يستحق المدح هو المعرفة، لا الحفظ المجرد أو الذي مع قلةٍ في المعرفة

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[15 - 04 - 02, 12:45 ص]ـ

مسألة الحفظ و الفهم من المسائل المهمة في سلك الطلب ..

و لا بد للطالب من مراعاتهما رعاية تحفظ مقامهما، و شأنهما

و ذلك من خلال أمور:

الأول: الوقت المناسب لهما:

الحفظ أغلب ما يكون الاشتغال به في زمن الصبا (و أعني: الإكثار من المحفوظ).

و الفهم أغلب وقته هو حال الكبر لتفتح الذهن.

و لا يعني ذلك أن الفهم يُغفل في حال الصغر.

و لا أن الحفظ يهمل في سن الكبر.

لا، و إنما المراد هو إعمال كل سن بما يكون الإقبال عليه أكثر كما مر تقريره.

الثاني: ما يُعمل في كلا منهما.

أغلب ما يكون الاشتغال بالمحفوظ في أمور:

أحدها: النصوص الشرعية التعبدية.

ثانيها: ما يكثر الاستدلال به و الاحتجاج من العلم.

ثالثها: التعاريف و الضوابط.

و الجامع لهذين هو أغلب علم الغاية.

و أغلب ما يكون الفهم في أمورٍ تحتاج إلى تبصر و تعقل فهذه لا تحتاج إلى حفظ أكثر من احتياجها إلى الفهم و التدبر.

الثالث: الفهو هو تفتيق للذهن و إعمال لوظيفته فلا يجوز للطال أن يغفله أو يهمله.

و هو صعب في أوله لكنه مع الإدمان و الدربة يسهل.

و الحفظ هو تكرار لمحفوظ فلا ينفع صاحبه إلا في جزيئة صغيرة.

هذا إذا لم يكن ثمة فهم يصاحبه.

فإن صاحبه فهم فهو من أحسن ما يكون.

هذه خاطرة سنحت في البال لما قرأت مقالة أخينا الكريم

و التعاليق البديعة عليه

ـ[ابن جلا]ــــــــ[15 - 04 - 02, 01:32 ص]ـ

وللفائدة أضيف هذه النقل: سئل صالح بن محمد: هل كان ابن معين يحفظ؟ قال: لا إنما كان عنده معرفة. قيل له: فعلي؟ قال: كان يحفظ ويعرف. السير 11/ 48

ـ[عبد الحميد أبو بكر]ــــــــ[13 - 02 - 07, 02:11 م]ـ

أعجبني الموضوع المقترح, وأحب أن أشارك فيه بكلام نفيس لصديق حسن خان:

المنظر السابع في أن الحفظ غير الملكة العلمية:

اعلم: أن من كان عنايته بالحفظ، أكثر من عنايته إلى تحصيل الملكة، لا يحصل على طائل من ملكة التصرف في العلم؛ ولذلك ترى من حصل الحفظ، لا يحسن شيئا من الفن، وتجد ملكته قاصرة في علمه إن فاوض أو ناظر، كأكثر فقهاء المغرب، وطلبة علمه من: أهل بخارى، وبغداد، وكابل، وقندهار، ومن إليها من المدن والأمصار.

ومن ظن أنه المقصود من الملكة العلمية فقد أخطأ، وإنما المقصود هو: ملكة الاستخراج، والاستنباط، وسرعة الانتقال من الدوالِّ إلى المدلولات، ومن اللازم إلى الملزوم، وبالعكس، فإن انضم إليها ملكة الاستحضار فنعم المطلوب، وهذا لا يتم بمجرد الحفظ، بل الحفظ من أسباب الاستحضار، وهو راجع إلى جودة قوة الحافظة وضعفها، وذلك من أحوال الأمزجة الخلقية، وإن كان مما يقبل العلاج. اه (أبجد العلوم 1/ 240)

و لتحصيل هذه الملكة يقول ابن خلدون: «والملكة كلها جسمانية سواء كانت في البدن أو في الدماغ». والملكة متميزة عن مفهومي الفهم والوعي (تتجاوز هذين المفهومين) لأن «الملكة في غير الفهم والوعي». فالفهم والوعي مشتركان بين العامي والجاهل والمبتدئ والعالم. والحال أن الملكة لا تكون إلا للعالم. والملكة فوق ذاك تكتسب بتكرار الأفعال، والملكات لا تحصل إلا بتكرار الأفعال لأن الفعل يقع أولاً وتعود منه للذات صفة، فتكون حالاً، ومعنى الحال أنها صفة غير راسخة فيزيد التكرار فتكون ملكة أي صفة راسخة». وعندما ترسخ هذه الملكة يحصل الحذق والذكاء والكيس والاستيلاء على العلوم والصنائع. وحسن الملكات في التعليم والصنائع وسائر الأحوال العادية يزيد الإنسان ذكاء في عقله وإضاءة في فكره. «وما لم تحصل الملكة لم يكن الحذق». وفضلاً عن هذا، الملكة تتطور وتجود مثلما تنطفئ وتخمد، «فالمتعلم إذا حصل ملكة ما في علم من العلوم، استعد بها لقبول ما بقي، وحصل له نشاط في طلب المزيد والنهوض إلى ما فوق»، «فتجود ملكته «. «وإذا تنوسي الفعل تنوسيت الملكة الناشئة عنه».

أطلب رأيكم فيما قرأتم؟؟؟؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير