(ولد البَغِيِّ) ليس في الغالب من يُفَقِهُهُ!
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[18 - 09 - 03, 08:40 ص]ـ
إخوتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قال الحافظ ابن حجر _ رحمه الله _ في الفتح كتاب الأذان باب إمامة العبد والمولى، عند كلامه عن إمامة ولد البغيّ، في تعليله لما جاء عن الإمام مالك _ رحمه الله _ أنه كره أن يتخذ ولد البغيّ إماماً راتباً، قال: (وقيل لأنه ليس في الغالب من يفقهه، فيغلب عليه الجهل) اهـ
فعلّق سماحة الإمام ابن باز _ رحمه الله _ على هذا الموضع جـ 2 صـ 235 بقوله: (كذا، ولعله: " ممن يفقه ") اهـ
والذي يبدو لي أن عبارة الأصل أصح حيث إن الكلام عن ولد البغيّ وهي الزانية المعروفة بالزنا المشهورة به، وهو أخص من ولد الزنا، وولد البغيّ لا يكون له أبٌ ليفقهه أو يذهب به إلى معلم ليعلمه، وأمه لا يحملها دين ولا تقوى على تعليمه، فيغلب عليه الجهل.
فلم أفهم سبب استبعاد سماحة الإمام ابن باز رحمه الله لعبارة الأصل واقتراحه تصويبها، وأنا جازم بقصور فهمي عن إدراك ما رمى إليه سماحته، فلذلك أتمنى أن يكون هناك توجيه يرجح عبارة (ممن يفقه) على عبارة (من يفقهه)، وأسأل الله تعالى أن يغفر لنا زللنا.
ـ[العقيدة]ــــــــ[18 - 09 - 03, 04:11 م]ـ
شيخي الفاضل أبو خالد
ما الفرق بين ولد البغي وولد الزنا؟
وما الفرق بين "من يفقهه" و"ممن يفقه"؟
وجزاك الله خيرا.
ـ[السني]ــــــــ[18 - 09 - 03, 05:08 م]ـ
الشيخ أبو خالد وفقه الله لما يحبه ويرضاه:
الذي لا حظت من كلام الحافظ ابن حجر أنه سقط منها ما يجلي العبارة - وذلك من وجهة نظري -
وأنقل إليك ما قاله الزرقاني في المنتقى شرح الموطأ 1/ 393:
" فيكره أن يتخذ إمامًا راتبًا، وعلته عند مالك أنه يصير معرضًا لكلام الناس فيه فيأثمون بسببه، وقيل لأنه ليس له غالبًا من يفقهه في الدين فيغلب عليه الجهل " اهـ
فلعل الشيخ - رحمه الله - لما لم تستقم عنده العبارة الناقصة التي أوردها الحافظ رجح غيرها لتستقيم كما يفعله كثير من أهل العلم بسبب السقط الحاصل في النسخ أو الطبع.
ولعله - رحمه الله - قال ذلك من باب دفع توهم غير المراد، فإن عبارة الفتح: لأنه ليس في الغالب من يفقهه. قد يُفهم منها أنه في الغالب هناك من لا يفقه مسألة إمامة ولد الزنا.
وهذه بعض الفوائد الأخرى:
قال الباجي في المتقى شرح الموطأ 1/ 235:
" ومما يدل على ذلك أن موضع الإمامة موضع رفعة وتقدم على الناس في أهم أمر الدين وأجل عبادة المسلمين وهي مما يلزمه الخلفاء ويقوم به الأمراء والإمامة موضع شرف ورفعة وعلو منزلة فيكره أن يقوم لذلك من فيه شيء من النقائص المرذولة ألا ترى أنه لا يجوز أن تكون المرأة إماما لنقصها " اهـ
وقال ابن عبد البر في الاستذكار 5/ 379،380:
" فكره عمر بن عبد العزيز – رحمه الله - أن يُنصَّب إمامًا؛ لأنه خُلق من نطفة خبيثة ...... كما يعاب من حملت به حائضًا، أو من سكران، ووإن كان هو في ذلك كله لا ذنب له.
وقال: ليس في شيء من الآثار الواردة في شرط الإمامة في الصلاة ما يدل على مراعاة نسب، وإنما فيه الدلالة على الفقه والقراءة والصلاح في الدين " اهـ
هذا ما تيسر والله أعلم.
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[18 - 09 - 03, 06:08 م]ـ
أخي الشيخ أبا خالد "بارك الله فيه":
الأظهر - والله أعلم - تصويب عبارة الأصل، ومعناها لا يحتاج إلى بيان - كما تعلم -.
أما عن تعليق الشيخ ابن باز يرحمه الله؛ فلعله أراد بأن ولد البغي ليس في الغالب هو ممن يتصدر للتفقيه الذي هو مهمة الإمام الراتب، لغلبة الجهل على من مثله.
وهذا المعنى يشكل عليه العبارة التالية المصدرة بالفاء [فيغلب عليه الجهل].
ما رأيك؟
هل من تعليق؟ لنستفيد،،،،
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 09 - 03, 06:16 م]ـ
أخي الشيخ أبو خالد حفظه الله.
ما ذكرتم هو الاظهر.
والدليل ان قول الحافظ: ((لأنه ليس في الغالب من يفقهه، فيغلب عليه الجهل)).
الفاء في (فيغلب) الظاهر انها سببيه اي فبسبب عدم وجود من يفقهه فأنه يغلب عليه الجهل.
وأيضا فان غلبة الجهل لاتكون لانه ولد بغى (اي من ماء محرم) بل هذا لايصح ان يكون الجهل بسبب الماء او غيره بل الجهل سببه خارج عن هذا.فيكون سببه عدم من يفقهه او يعلمه او يدفعه الى الكتاب.
اذ ان ولد البغى لو وجد من يعلمه لتعلم.
وايضا عبارة الزرقاني التى نقلها الاخ مبينه للمقصود.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 09 - 03, 09:45 م]ـ
ظهر لي امر اخي الشيخ وليد.
قول الشيخ رحمه الله (فأنه في الغالب ليس ممن يفقه) فيه تعليل لكراهية امامته.
وماذكرتم من تصويب لعبارة الحافظ (ليس له في الغالب من يفقهه) فيها تعليل لعدم فقهه وبالتالى كراهية امامته.
فالنتيجة واحدة ... وعلى هذا ينبغى ان نرفع قوله (فيغلب).
وعلى تصويبكم ينبغى ان ننصب (فيغلب) لانها فعل مضارع فينصب بالفاء السببية.