تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لا مشاحة في الاصطلاح .. !!]

ـ[يحيى العدل]ــــــــ[29 - 04 - 02, 08:02 م]ـ

كثيرًا ما نسمع هذه العبارة .. تدور بين أصحاب الفنون المختلفة ..

فإذا كثر الاعتراض على شخص معين في مصطلح من المصطلحات .. رأينا من ينبري مدافعًا عنه .. بمقولة: (لا مشاحة في الاصطلاح).

فهل هذه المقولة صحيحة؟!

نحن نرى بعض المصطلحات جرت على غير المصطلح العرفي.

فهل من الحق لأي مؤلف أن يعمد إلى مصطلحات قد استقرت في الأذهان .. فيوجهها إلى غير ما تواضع أهل الفن عليه؟؟!! ..

أظن المسألة تحتاج مزيدًا من البحث والنظر .. (فهلموا إلى ذلك) ..

وأضرب المثال .. ليتضح المقال ..

صنف محي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي (516هـ) كتاب (مصابيح السنة) واصطلح فيه على مصطلح لم يُقر عليه، فقال:

((هذه ألفاظ صدرت عن صدر النبوة .. وسنن سارت على معدن الرسالة .. وأحاديث جاءت عن سيد المرسلين .. وخاتم النبيين .. هن مصابيح الدجى .. خرجت عن مشكاة التقوى .. مما أورده الأئمة في كتبهم ... (إلى أن قال):

وتجد أحاديث كل باب منها تنقسم إلى صحاح وحسان .. أعني بالصحاح ما أخرجه الشيخان ... أو أحدهما .. وأعني بالحسان ما أورده أبو داود ... والترمذي ... وغيرهما من الأئمة في تصانيفهم ... )).

والاعتراض عليه متوجه إلى: أنه مزج بين صحيح ما في السنن وحسنها.

وقد اعترض عليه بعض العلماء .. ودافع عنه آخرون:

فقال ابن الصلاح في (المقدمة): ((هذا اصطلاحٌ لا يُعرف .. وليس الحسن عند أهل الحديث عبارةً عن ذلك .. وهذ ه الكتب تشتمل على حسن وغير حسن ... )).

وقال النووي في (التقريب): ((وأما تقسيم البغوي أحاديث (المصابيح) إلى حسان وصحاح .. مُريدًا بالصحاح ما في الصحيحين .. وبالحسان ما في السنن (فليس بصواب) .. لأن في السنن الصحيح .. والحسن .. والضعيف .. والمنكر)).

وقال ابن كثير في (اختصاره): ((هو اصطلاحٌ خاصٌّ .. لا يُعرف إلا له)).

وهناك من انبرى للدفاع عنه:

قال التاج التبيرزي بعدم المشاحة: ((ولا أزال أتعجب من الشيخين (يعني ابن الصلاح .. والنووي) في اعتراضهما على البغوي .. مع أن المقرر أنه لا مشاحة في الاصطلاح)).

وهناك من حاول توجيه الاصطلاح إلى غير مراده:

قال العراقي في (التقييد): وأجيب عن البغوي بأنه يبين عقب كل حديث الصحيح والحسن والغريب!!.

قلت: وما ذكره هذا المُجيب عن البغوي .. من أنه يذكر عقب كل حديث كونه صحيحًا أو حسنًا أو غريبًا .. (ليس كذلك) .. فإنه لا يبين الصحيح من الحسن فيما أورده من (السنن) .. وإنما يسكت عليها .. وإنما يبين الغريب غالبًا .. وقد يبين الضعيف ... )).

وكتب يحيى العدل بعد ظهيرة الاثنين السادس عشر من صفر لسنة ثلاث وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.

ـ[ابن القيم]ــــــــ[30 - 04 - 02, 02:14 ص]ـ

أخي المفضال / يحيى ...

هذا الموضوع له أهميته الفائقة ونحن نتكلم على المصطلحات.

ثم:

قد كتب في هذه المسألة بخصوصها الأخ الباحث أبو عبد الرحمن محمد الثاني بن عمر مقالا جيدا في (مجلة الحكمة / عدد 22/ 1422 هـ ص / 281 ـ 317)، بعنوان:

((التقييد والإيضاح لقولهم: لا مشاحة في الاصطلاح)).

وهو مقال نافع.

ويبقى البحث مع ذلك مجالا للدراسة.

والله الموفق.

ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[01 - 06 - 02, 10:04 ص]ـ

شكر الله لكما

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير