تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

باب إذا كان العالم أو المفتي يقظاً من أن تستغلَّ فتواه على غير وجهها:

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 05 - 03, 01:33 ص]ـ

* قال أبو عمر السمرقندي: هذا بابٌ من العلم: إذا كان العالم أو المفتي يقظاً من أن تستغلَّ فتواه على غير وجهها:

@ أخرج الإمام أبوعبدالله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه: باب قول الله تعالى: ((إنَّ الذين تولَّوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إنَّ الله غفور رحيم))، حديث (4066)، قال رحمه الله: حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة عن عثمان بن موهب قال: (جاء رجل حجَّ البيت فرأى قوماً جلوساً؛ فقال: من هؤلاء القعود؟، قالوا: هؤلاء قريش، قال: من الشيخ؟، قالوا: ابن عمر.

فأتاه، فقال: إني سائلك عن شيء أتحدثني؟

قال: أنشدك بحرمة هذا البيت؛ أتعلم أن عثمان بن عفان فرَّ يوم أحد؟

قال: نعم.

قال: فتعلمه تغيَّب عن بدر فلم يشهدها؟

قال: نعم.

قال: فتعلم أنه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟

قال: نعم.

فكبَّر!! [يعني الرجل السائل].

قال ابن عمر: تعالَ لأخبرك، ولأبيِّن لك عما سألتني عنه.

أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه.

وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت مريضة؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن لك أجر رجل ممن شهد بدراً وسهمه)).

وأما تغيبه عن بيعة الرضوان؛ فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه؛ فبعث عثمان، وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: ((هذه يد عثمان - فضرب بها على يده، فقال: هذه لعثمان)).

[فقال ابن عمر:] اذهب بهذا الآن معك).

* قال أبو عمر: في القصة فوائد:

1 - حذر العالم ويقظته من محاولة بعض المغرضين من أصحاب الأهواء استجراره إلى أمرٍ لم يرده من تمرير ألفاظ في الفتوى أو صياغة أسئلة جوابها حمال أوجه، وقد لا يكون خطرعلى قلبه.

2 - وجوب تبيين العالم ما كان من مجمل فتوى أو خبر إن كان في الإجمال إضلالاً أو استغلالاً.

3 - دأب أهل الأهواء – باختلاف مشاربهم – في محاولة استغلال النصوص أو الفتاوى حسب ما تهواه أنفسهم أو أفكارهم الرديئة.

* وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،

ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - 05 - 03, 03:32 ص]ـ

فائدة نفيسة يا أبا عمر - كعادتك فيما تشارك به -.

وكم نحن بحاجة إلى المفتي اليقظ!

وقد ذكر ابن القيم في الإعلام أن المفتي يحتاج إلى يقظة فيما يفتي به، فيفصل في الفتوى عند خوف اللبس.

وينبه على وجه الاحتراز مما قد يذهب إليه الوهم على خلاف الصواب.

ومن ذلك أن السائل قد يكون بحاجة إلى قضية لم يسأل عنها - وقد تكون أهم من سؤاله - فيحسن بالمفتي الإشارة إلى ذلك، ومنه إرشاده صلى الله عليه وسلم من سأله عن التطهر بماء البحر؛ حيث أجابه بما سأل وزاده ما يحتاج إليه، فقال:

(هو الطهور ماؤه الحل ميتته).

هذا إذا كان المستفتي حسن النية غير مغرض.

وأما مَنْ يُظن فيه السوء - مع القرينة - فينبغي الاحتراز منه أكثر، حتى لايستغلَّ الفتوى استغلالاً سيئاً.

ـ[طالب النصح]ــــــــ[18 - 05 - 03, 11:51 م]ـ

لله درك يا فضيلة الشيخ .. والله لقد أجدت وأفدت وأحسنت رفع الله قدرك وأعلى مرتبتك ..

سيدي ألا نستطيع أن نستدل على ذلك بما ورد في سبب نزول قوله تعالى: [يسألونك عن الروح]، وتقرير وجه الدلالة واضح حيث أن الكفار كانوا متعنتين في سؤالهم فأجابهم بجواب يكفي في رد التعنت وفي حصول الجواب

وجزاكم الله خيرا

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[19 - 05 - 03, 11:12 م]ـ

أخي الفاضل: الحمادي .. أحسنتم بارك الله فيكم في ذكر الحديث، والذي له تعلُّقٌ بالمضوع من جهة ما يحتاجه العالم من توضيح أكثر من مطلوب السؤال - أحياناً -، ويتأكد هذا فيما لو خشي المرء الالتباس حين الجواب المجمل.

ويضاف إلى ما ذكرتموه حديث: (لا تلبسوا البرانس ولا السراويلات ... الحديث).

أخي الفاضل: النَصِح .. أحسنتم بارك الله فيكم في ذكر الآية، وتعلقها بالموضوع، من جهة ما يحتاجه العالم من الأجوبة المسكتة - أحياناً - لمن يثير الأسئلة التي فيها تعنت أو تهويش.

وإن كان مدلولها أعم من مقصود الموضوع، (الذي يخصَّ) قضية بعينها، وهو ما يجب على العالم الحذر منه حال الفتوى او استصدار البيان أو ... غير ذلك.

@ وعموماً ... فهذا الموضوع نحن في أمسِّ الحاجة إليه في هذه الأزمان الخدَّاعات، التي كثرت فيه الفتن كقطع الليل المظلم.

ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.

ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - 05 - 03, 01:30 م]ـ

أخي الفاضل أبا عمر

وفقكم الله

جاءني عبر البريد الالكتروني أنكم حاولتم التواصل معي عبر الرسائل الخاصة، لكن صندوقي كان ممتلئا فيما يبدو ..

فأرجو إعادة بعث الرسالة

بارك الله فيكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير