بارك الله في أخوي الكريمين، وللفائدة فهذا هو شرح البيتين من كلام النووي رحمه الله.
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (16/ 142_143):
(تباح الغيبة لغرض شرعي وذلك لستة أسباب:
أحدها: التظلم. فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلي السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه، فيقول: ظلمني فلان أو فعل بي كذا.
الثاني: الاستعانة (وفي الأصل: الاستغاثة) على تغيير المنكر، ورد العاصي إلى الصواب. فيقول لمن يرجو قدرته: فلان يعمل كذا فازجره عنه ونحو ذلك.
الثالث: الاستفتاء. بأن يقول للمفتي: ظلمني فلان، أو أبي، أو أخي، أو زوجي بكذا، فهل له ذلك، وما طريقي في الخلاص منه ودفع ظلمه عني ونحو ذلك، فهذا جائز للحاجة، والأجود أن يقول في رجل أو زوج أو والد وولد: كان من أمره كذا، ومع ذلك فالتعيين جائز لحديث هند وقولها أن أبا سفيان رجل شحيح.
الرابع: تحذير المسلمين من الشر. وذلك من وجوه منها:
_جرح المجروحين من الرواة والشهود والمصنفين، وذلك جائز بالإجماع، بل واجب صونا للشريعة.
_ومنها الإخبار بعيبه عند المشاورة في مواصلته.
_ومنها إذا رأيت من يشتري شيئاً معيباً أو عبداً سارقاً أو زانياً أو شارباً أو نحو ذلك تذكره للمشتري إذا لم يعلمه نصيحة لا بقصد الإيذاء والإفساد.
_ومنها إذا رأيت متفقهاً يتردد إلى فاسق أو مبتدع يأخذ عنه علماً وخفت عليه ضرره، فعليك نصيحته ببيان حاله قاصداً النصيحة.
_ومنها أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها لعدم أهليته أو لفسقه فيذكره لمن له عليه ولاية ليستدل به على حاله فلا يغتر به ويلزم الاستقامة.
الخامس: أن يكون مجاهراً بفسقه أو بدعته كالخمر، ومصادرة الناس وجباية المكوس وتولي الأمور الباطلة، فيجوز ذكره بما يجاهر به، ولا يجوز بغيره إلا بسبب آخر.
السادس: التعريف. فإذا كان معروفاً بلقب كالأعمش والأعرج والأزرق والقصير والأعمى والأقطع ونحوها، جاز تعريفه به، ويحرم ذكره به تنقصاً، ولو أمكن التعريف بغيره كان أولى والله اعلم.
ـ[طالب النصح]ــــــــ[30 - 05 - 02, 02:29 م]ـ
كنت أتكلم مع أحد الأخوة فقرر أن الكلام عن مجهول دون أن يسمى بما يعرف به .. لا يكون من الغيبة إذ لا غيبة لمجهول. طالما أنه لم يعينه ولم يذكر ما يدل على تعيينه .. واستدل لهذا بما يصنعه الواعظ والناصح من ذكر بعض الأمور عن بعض الناس دون تسمية أو تعيين أو ما يدل على التعيين .. كما جاء في الحديث: "ما بال أقوام .. " ..
أيها المشايخ الفضلاء: هل يصح هذا .. أنه لا غيبة لمجهول؟
جزاكم الله خيراً ونفع بكم الإسلام والمسلمين .. آمين ..
والحق أن موضوع الغيبة من أخطر الموضوعات لكثرة تفشيه في المجتمع وفي الصحف وغيرها ..