تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فاستبان بذلك أن الاتكاء المكروه عند الأكل إنما هو الميل إلى أحد الشقين والاعتماد عليه لا الاتكاء على وطاء تحته مع الاستواء فقول الشهاب الهيثمي: الاتكاء هنا لا ينحصر في المائل يشمل الأمرين فيكره كل منهما غير معمول به لأنه إنما اعتمد فيه على ابن الأثير غافلا عن كونه متعقبا بالرد من هذا الإمام المحدث الفقيه المرجوع إليه في هذا الشأن والكراهة حكم شرعي لا يصار إلى إثباتها في مذهب الشافعي بكلام مثل ابن الأثير فتدبر وحكمة كراهة الأكل متكئا أنه فعل المتكبرين المكثرين من الأكل بنهمة وشره المشغوفين من الاستكثار من الطعام فالسنة في الأكل كما قال القسطلاني أن يقعد مائلا إلى الطعام منحنيا عليه.

وقال الحافظ ابن حجر يجلس على ركبتيه وظهور قدميه أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى اهـ.

الحلقة الثانية

الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على خير خلقه، وبعد فهذه تتمة موضوع (هداية الألباء إلى حكم الاتكاء) ..

قال الحافظ: واختُلف في صفة الاتِّكاء، فقيل: أن يتمكَّن في الجلوس الآكل على أي صفة كان.

وقيل: أن يميل على أحد شقيه.

وقيل: أن يعتمد على يده اليسرى من الأرض.

قال الخطابي: تحسب العامة أن المتكئ هو الأكل على أحد شقيه وليس كذلك بل هو المعتمد على الوطاء الذي تحته.

قال: ومعنى الحديث إنِّي لا أقعُد مُتكئًا على الوطاء عند الأكل فعل من يستكثر من الطعام فإنِّي لا آكل إلا البُلغة من الزاد؛ فلذلك أقعد مستوفزًا وفي حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم أكل تمرًا وهو مُقْعٍ.

وفي رواية: وهو محتفز.

قلت: قال مسلم في (الصحيح): حدثنا زهير بن حرب وابن أبي عمر (جميعًا) عن سفيان قال بن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن مصعب بن سليم عن أنس قال ثم أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بتمر فجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يقسمه وهو محتفز يأكل منه أكلاً ذريعًا.

وفي رواية زهير أكلاً حثيثًا.

قال الحافظ: والمراد الجلوس على وركيه غير مُتمكِّن.

وأخرج ابن عدي بسندٍ ضعيف زجر النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) أن يعتمد الرجل على يده اليُسرى عند الأكل.

قال مالك: هو نوعٌ من الاتِّكاء.

قلت: وفي هذا إشارة من مالك إلى كراهة كل ما يعدُّ الأكل فيه مُتكئًا، ولا يختص بصفةٍ بعينها.

وجزم ابن الجوزي في تفسير الاتكاء بأنه الميلُ على أحد الشِّقين، ولم يلتفت لإنكار الخطابي ذلك. اهـ.

وقد فهم جماعة من السلف الخصوصية في ذلك ومنهم بعض رواة الحديث كابن عباس).

ووجه الخصوصية ورد في بعض الأحاديث في الباب وهو حديث الزهري): قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم ملك لم يأته قبلها ولا بعدها فقال إن ربك يخيرك بين أن تكون نبيًا ملكًا أو نبيًا عبدا قال فنظر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى جبريل كالمستثير له فأشار إليه أن تواضع فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) بل نبيا عبدًا فما رئي النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد ذلك متكئا.

وورد موصولاً من روايته عن محمد بن علي بن عبداللَه بن عباس عن أبيه (فذكره).

أخرجه البخاري في ((التاريخ))، والنسائي في ((السنن الكبرى))، الطبراني في ((المعجم الكبير)).

وقال ابن حجر: ((وإسناده حسن فإنه من رواية بقية عن الزبيدي وقد صرح ووافقه معمر عن الزهري أخرجه عبد الرزاق أيضا)).

قال الطحاوي: ((قد يجوز أن يكون هذا هو المعنى الذي من أجله قال لا أكل متكئا لأنه فعل الملوك الجبابرة وفعل الأعاجم فكره ذلك ورغب في فعل العرب كما روى عن عمر فإنه حدثنا حسين بن نصر قال سمعت يزيد بن هارون قال ثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال أتانا كتاب عمر بن الخطاب اخشوشنوا واخشوشبوا واخلولقوا وتمعددوا كأنكم معد وإياكم والتنعم وزي العجم أفلا ترى أنه نهاهم عن زي العجم وأمرهم بالتمعدد وهو العيش الخشن الذي تعرفه العرب فكذلك الأكل متكئا نهوا عنه لأنه فعل العجم)).

الحلقة الثالثة

الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على خير خلقه، وبعد فهذه تتمة موضوع (هداية الألباء إلى حكم الاتكاء) ..

وقال ابن حجر في (التلخيص3/ 126): ((لم يثبت دليل الخصوصية في ذلك وإنما هو أدب من الآداب)).

وممن ورد عنه الأكل من الصحابة متكئًا: خالد بن الوليد (مصنف ابن أبي شيبة 24517) وأبو هريرة (شعب الإيمان 5978).

ومن التابعين: وابن سيرين (مصنف ابن أبي شيبة 24520).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير