قال الترمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وقال ابن كثير: رَوَاهُ اِبْن جَرِير بِإِسْنَادٍ جَيِّد.
وأورده الشيخ مقبل الوادعي في " الصحيح المسند من أسباب النزول " (ص115).
القَولُ الثَّالثُ:
التنفل بين المغرب والعشاء.
ودليل هذا القول:
ما ورد من سبب نزول هذه الآيات وهي:
1 - عن الحارث بن وجيه قال: سمعت مالك بن دينار قال: سألت أنس بن مالك عن قوله تعالى: " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ " فقال: كان ناس من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يصلون من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء الآخرة فأنزل اللَّه فيهم " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ".
أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما نقل الشوكاني في " نيل الأوطار (3/ 54)، وفي سنده الحارث بن وجيه.
قال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وقال البخاري، وأبو حاتم: في حديثه بعض المناكير، زاد أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال النسائي: ضعيف.
وقد ذكر ابن عدي في الكامل هذا الحديث مما تفرد به الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار، وأيضا حديث: تحت كل شعرة جنابة.
وقد ضعف هذا الحديث الشوكاني بالحارث، وقال: ورواه أيضاً من رواية أبان بن أبي عياش عن أنس نحوه وأبان ضعيف أيضاً ورواه أيضاً من رواية الحسن بن أبي جعفر عن مالك بن دينار عنه.ا. هـ.
والحسن بن أبي جعفر أيضا لا يفرح به، قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وقال في موضع آخر: متروك الحديث.
2 - عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: قال بلال: لما نزلت هذه الآية " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ " كنا نجلس في المجلس وناس من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كانوا يصلون بعد المغرب إلى العشاء فنزلت.
أخرجه البزار في مسنده (1364)، وقال: ولا نعلم روى أسلم عن بلال إلا هذا الحديث، ولا نعلم له طريقا عن بلال غير هذا الطريق.
وقال الهيثمي في المجمع (7/ 90): رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.ا. هـ.
وقال الحافظ ابن حجر في مختصر البزار (1498): إسناده ضعيف.
3 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ " قَالَ: كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ يُصَلُّونَ. وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: قِيَامُ اللَّيْلِ.
أخرجه أبو داود (1321)، والبيهقي في السنن (3/ 19).
قال صاحب عون المعبود: قَالَ الْعِرَاقِيّ: وَإِسْنَاده جَيِّد.
وصححه العلامة الألباني – رحمه الله – في صحيح سنن أبي داود (1173).
4 - عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ " كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ " [الذاريات: 17] قَالَ: كَانُوا يُصَلُّونَ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. زَادَ فِي حَدِيثِ يَحْيَى: وَكَذَلِكَ " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ ".
أخرجه أبو داود (1322)، والبيهقي في السنن (3/ 19).
وصححه العلامة الألباني في صحيح سنن أبي داود.
وقد أورد محمد بن نصر المروزي في " قيام الليل " أبوابا تتعلق بهذه الأية في المراد بالتجافي، والخلاف الوارد فيها، والسيوطي في الدر المنثور (6/ 545) أورد أثارا كثيرة.
القَولُ الرَّابِعُ:
صلاة الفجر والعشاء جماعة. وقد استحسن هذا القول القرطبي فقال: قُلْت: وَهَذَا قَوْل حَسَن , وَهُوَ يَجْمَع الْأَقْوَال بِالْمَعْنَى. وَذَلِكَ أَنَّ مُنْتَظِرَ الْعِشَاءِ إِلَى أَنْ يُصَلِّيَهَا فِي صَلَاةٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ جَلَّ وَعَزَّ ; كَمَا قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَال الرَّجُل فِي صَلَاة مَا اِنْتَظَرَ الصَّلَاة ".ا. هـ.
وبعد ذكر هذه الأقوال نأتي إلى المقصود من هذا البحث ألا وهو بيان ما ورد من الأحاديث في صلاة الأوابين، وإنما قدمت بهذه المقدمة لكي نأخذ القول الذي نريده وهو القول الثالث وننطلق في بحثنا من خلاله.
يتبع ...... ( http://www.saaid.net/Doat/Zugail/109-1.htm)
رابط الموضوع ( http://alsaha.fares.net/[email protected]%[email protected])
كتبه عبد الله زقيل
[email protected]
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - 08 - 08, 04:46 م]ـ
ابو صفوان العوفي ما قصرت الله يعطيك العافيه