تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يدخله الجنة وإن غرق كان حق على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابته كان حق على الله أن يدخله الجنة)) رواه أحمد والنسائي. وكما في حديث عمرو بن عبسة لما سأل رسول الله r عن الجهاد، قال: ما الجهاد؟ قال: ((أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم)). قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: ((من عقر جواده وأهريق دمه .. )) الحديث رواه أحمد وفيه انقطاع. قال ابن رشد

- رحمه الله -: ((وجهاد السيف قتال المشركين على الدين فكل من أتعب نفسه في ذات الله فقد جاهد في سبيله إلا أن الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقع بإطلاقه إلا على مجاهدة الكفار بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) مقدمة ابن رشد.

فصل

قال الجبوري: الخاتمة. ويدور على السلاح المعنوي لعدم وجود سلاح مادي فلا قتال حتى قال - في تعليقه - عند قوله تعالى:) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ((). وهذا فيه رد على من قال يجب إعداد العدة الإيمانية والعدة المادية في الوقت نفسه، فأقول: هذه حالته، يتناقض قبل ذلك بقول: الجهاد بشرطين. ثم يقول: بأن الآية فيها رد على من قال يجب إعداد العدة الإيمانية والعدة المادية في الوقت نفسه فيقال: قد جاءت النصوص بذلك. كالآية السابقة) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (() الآية فهي جامعة لقوة الإيمان وقوة العدة ولذا قال أبو الدرداء t : إنما تقاتلون من تقاتلون بأعمالكم.

وأختم هذه الأسطر بقوله تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ((). قال ابن كثير -رحمه الله-: أمر الله تعالى المؤمنين أن يقاتلوا الكفار أولا فأولا، الأقرب فالأقرب إلى حوزة الإسلام، ولهذا بدأ - رسول الله r - بقتال المشركين في جزيرة العرب، فلما فرغ منهم وفتح الله عليه مكة والمدينة، والطائف، واليمن، واليمامة، وهجر، وخيبر، وحضر موت، وغير ذلك من أقاليم جزيرة العرب، ودخل الناس من سائر أحياء العرب في دين الله أفواجا، شرع في قتال أهل الكتاب، فتجهز لغزو الروم الذين هم أقرب الناس إلى جزيرة العرب، وأولى الناس بالدعوة إلى الإسلام لكونهم أهل الكتاب، فبلغ تبوك ثم رجع لأجل جهد الناس وجدب البلاد وضيق الحال، وكان ذلك سنة تسع من هجرته، عليه السلام. ثم أشتغل في السنة العاشرة بحجة الوداع. ثم عاجلته المنية - صلوات الله وسلامه عليه - بعد الحجة بأحد وثمانين يوما، فأختاره الله لما عنده. وقام بالأمر بعده وزيره وصديقه وخليفته أبو بكر t وقد مال الدين ميلة كاد أن ينجفل، فثبته الله تعالى به فوطد القواعد، وثبت الدعائم ورد شارد الدين وهو راغم، ورد أهل الردة إلى الإسلام وأخذ الزكاة ممن منعها من الطغام، وبين الحق لمن جهله، وأدى عن الرسول ما حمله. ثم شرع في تجهيز الجيوش الإسلامية إلى الروم عبدة الصلبان، وإلى الفرس عبدة النيران، ففتح الله ببركة سفارته البلاد، وأرغم أنف كسرى وقيصر ومن أطاعهما من العباد. وأنفق كنوزهما في سبيل الله. كما أخبر بذلك رسول الله r . وكان تمام الأمر على يدي وصيه من بعده، وولى عهده الفاروق الأواب، شهيد المحراب أبي حفص عمر بن الخطاب، فأرغم الله بن أنوف الكفرة الملحدين، وقمع الطغاة والمنافقين، واستولى على الممالك شرقا وغربا. وحملت إلية خزائن الأموال من سائر الأقاليم بعدا وقربا. ففرقها على الوجه الشرعي، والسبيل المرضي ثم لما مات شهيدا وقد عاش حميدا، أجمع الصحابة من المهاجرين والأنصار، على خلافة أمير المؤمنين أبي عمرو عثمان بن عفان شهيد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير