تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا واقع؛ فنجد الذين يجتمعون على شرٍ أو فساد – مثلاً – سرعان ما يتعادون ورُبما فضح بعضهم الآخر.

قال أبو الوفاء بن عقيل (513هـ) -رحمه الله-: " إذا أردت أن تعلمَ محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبوابِ الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنَّما انظر إلى مواطأتهم أعداءَ الشريعة "

ثم قال- رحمه الله-: " عاش ابن الرواندي والمعري- عليهم لعائن الله- ينظمون وينثرون كفراً، عاشوا سنين، وعُظِّمت قبورهم، واشتريت تصانيفهم، وهذا يدلُ على برودةِ الدين في القلب " والآن أيُّها الإخوة تجدون كثيراً من المجلات والصحف، والمؤلفات الساقطةِ التي تحاربُ دينَ الله عز وجل؛ ومع ذلك ترى الكثيرِ من أهلِ الصلاة قد انكبوا على شرائها، أو الاشتراك فيها.

نحنُ في زمانٍ حصل فيه تلبيسٌ وقلبٌ للمفاهيم؛ فتجد بعض الناس إذا تحدث عن الحبِ في الله والبغض في الله، قال: هذا يُؤدي إلى نفر ة الناس، يؤدي إلى كراهيةِ الناس لدين الله عز وجل.

وهذا الفهمُ مصيبة، فالناسُ يقعون في المداهنةِ والتنازلاتِ في دين الله عز وجل باسمِ السماحة،، ولا شك أنَّ هذا من التلبيس، فالحبُ في الله، والبغض في الله، ينبغي أن يتحققَ، وينبغي أن يكون ظاهراً؛ لأنَّ هذا أمرٌ فرضهُ الله علينا، ولهذا يقولُ ابن القيم- رحمه الله- عن مكائدِ النفس الأمارةِ بالسوء: " إنَّ النفسَ الأمارة بالسوء تُرى صاحبها صورة الصدق، وجهاد من خرج عن دينه، وأمره في قالب الانتصاب لعداوة الخلق، وأذاهم وحربهم، وأنَّهُ يُعرضُ نفسهُ للبلاءِ ما لا يطيق، وأنَّهُ يصيرُ غرضاً لسهام الطاعنين وأمثال ذلك من الشبه " [9]

فبعضُ الناس يقول: لو أحببنا هذا الشخص في الله، وأبغضنا فلاناً الكافر أو المرتد، لأدّى هذا إلى العداوةِ وإلى أنَّهُ يُناصبنا العداء، وهذا من مكائدِ الشيطان، فعلى الإنسانِ أن يحققَ ما أمرَ اللهُ به، وهو سُبحانه يتولى عبادهُ بحفظهِ كما قال تعالى: ((أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)) (الزمر:36) وقال عز وجل:

((وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)) (الطلاق:3).


[1] الصارم المسلول (2/ 152)

[2] الصارم المسلول (2/ 390)

[3] الصارم المسلول (2/ 185)

[4] أخرجه أحمد والحاكم وابن أبي شيبة في الإيمان وحسنه الألباني.

[5] أخرجه أحمد والنسائي والبيهقي وصححه الألباني.

[6] أخرجه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

[7] أوثق عرى الإيمان (ص 38).

[8] مجموع الفتاوى (15/ 128، 129)

[9] كتاب الروح (ص 392).

ـ[نياف]ــــــــ[06 - 11 - 05, 08:39 ص]ـ
د. عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف

معنى الحب في الله والبغض في الله

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- في كتابه (قاعدة في المحبة): (أصلُ الموالاة هي المحبة كما أنَّ أصلَ المعادة البغض، فإنَّ التحاب يوجبُ التقاربَ والاتفاق، والتباغضَ يوجبُ التباعدَ والاختلاف) [1]

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن- رحمة الله عليهم-: (أصلُ الموالاة: الحب، وأصلُ المعاداةِ: البغض، وينشأ عنهما من أعمالِ القلوبِ والجوارح ما يدخلُ في حقيقةِ الموالاةِ والمعاداة؛ كالنصرةِ والأنس والمعاونة، وكالجهادِ والهجرةِ ونحو ذلك من الأعمال) [2].

وسئلَ الإمامُ أحمد- رحمة الله- عن الحب في الله، فقال: " ألاَّ تُحبه لطمعٍ في ديناه [3]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير