تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أيضًا: أما الصيام مع ترك الصلاة فإنه لا يجدي ولا ينفع ولا يصح مع ترك الصلاة، ولو عمل الإنسان مهما عمل من الأعمال الأخرى من الطاعات فإنه لا يجديه ذلك ما دام أنه لا يصلي لأن الذي لا يصلي كافر، والكافر لا يقبل منه عمل، فلا فائدة من الصيام مع ترك الصلاة. [48]

ترك الصلاة يحبط العمل

1ـ إذا تركها بالكلية حبط كل عمله:

قال ابن القيم: أما تركها بالكلية، فإنه لا يقبل معه عمل، كما لا يقبل مع الشرك عمل، فإن الصلاة عمود الإسلام كما صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسائر الشرائع كالأطناب والأوتاد ونحوها وإذا لم يكن للفسطاط عمود لم ينتفع بشيء من أجزائه فقبول سائر الأعمال موقوف على قبول الصلاة، فإذا ردت، ردت عليه سائر الأعمال، وقد تقدم الدليل على ذلك.

2ـ وأما تركها أحيانا فقد صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأحاديث الآتية:

ـ عن أبي الدَّرْدَاء قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ تَرَكَ صَلاةَ الْعَصْرِ مُتَعَمِّدًا حَتَّى تَفُوتَهُ فَقَدْ أُحْبِطَ عَمَلُهُ)) [49].

ـ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي غَزْوَةٍ، فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ فَقَالَ: بَكِّرُوا بِصَلاةِ الْعَصْرِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ تَرَكَ صَلاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ)) [50].

ـ عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مِنْ الصَّلاةِ صَلاةٌ مَنْ فَاتَتْهُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ)) [51].

ـ عن نوفل بن معاوية رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((صلاةٌ من فاتته فكأنما وتر أهله وماله)) قال ابن عمر هي صلاة العصر [52].

ـ عن نوفل بن معاوية رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من فاتته صلاةٌ، فكأنما وتر أهله وماله)) [53].

قال ابن القيم: والذي يظهر في الحديث والله أعلم بمراد رسوله أن الترك نوعان: ترك كلي لا يصليها أبدا فهذا يحبط العمل جميعه، وترك معين في يوم معين فهذا يحبط عمل ذلك اليوم، فالحبوط العام في مقابلة الترك العام، والحبوط المعين في مقابلة الترك المعين.

تنبيه:

كل كلام ابن القيم منقول من كتابه (الصلاة وحكم تاركها).

_____

[1] مجموع الفتاوى (3/ 423).

[2] فتاوى ابن باز (10/ 241).

[3] رواه مسلم في الإيمان باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة (116).

[4] رواه الترمذي في الإيمان باب ما جاء في ترك الصلاة واللفظ له (2543) وقال حسن صحيح، وابن ماجه في إثامة الصلاة (1068)، وأحمد (14451)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2849).

[5] رواه النسائي في الصلاة باب الحكم في تارك الصلاة (460) صحيح رواه مسلم.

[6] رواه الترمذي في الإيمان باب ما جاء في ترك الصلاة (2545)، والنسائي في الصلاة (459)، وابن ماجه في إقامة الصلاة (1069)، وأحمد (21859).، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4143).

[7] رواه ابن ماجه في إقامة الصلاة باب ما جاء في ترك الصلاة (1070) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5388).

[8] رواه هبة الله الطبري وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 367): صحيح.

[9] رواه أحمد في مسند عبدالله بن عمرو (6288)، والدارمي في الرقاق (2605)، والطبراني في الأوسط (2/ 1778)، وابن حبان في صحيحه (1/ 1465) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 292) وقال رجال أحمد ثقات، والمنذري في الترغيب والترهيب وقال: إسناده جيد، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح (6/ 150).

[10] رواه ابن ماجه في الفتن باب الصبر على البلاء (4024) وصححه الألباني في صحيح الجامع (7339).

[11] ذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: رواه الطبراني في الأوسط ولا بأس بإسناده في المتابعات، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره (1/ 368).

[12] رواه أحمد (26098) والبيهقي، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 369): صحيح لغيره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير