تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: وأما رواية إسماعيل بن عياش، فما أدري ما هي؟ إنما روى عنه إسماعيل أحاديث يسيرة. فكأن أبا حاتم استبعد أن يكون إسماعيل حدث به، لأن هشام بن عمار تغير في آخر عمره، فلعله رأى أن هذا مما خلط فيه، ولكت أورد ابن أبي حاتم على إطلاق أبيه طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة التي قدمناها، ثم اعتذر عنه بقوله: كأنه لم يصحح رواية عبد الرحمن بن أبي عمرو عن المقبري (فكأن الطريق المعلولة لا تأخذ في الإعتبار) وهذا يدلك على أنهم قد يطلقون النفي، ويقصدون به نفي الطرق الصحيحة، فلا ينبغي أن يورد على إطلاقهم مع ذلك الطرق الضعيفة والله الموفق. انتهى.

وقد نبه الشيخ حمزة المليباري في الموازنة (ص 118 - 122) على أن البعض قد يستدرك على الحفاظ إذا قالوا لا يعرف من هذا الوجه بطرق غريبة متأخرة عن زمن هذا الإمام وذكر أمثلة لذلك.

ومن الأمثلة التي استخدم فيها الترمذي رحمه الله هذا المصطلح مع ورود الحديث من طرق أخرى حديث زكاة الفطر وزيادة مالك رحمه الله: "من المسلمين" حيث قال الترمذي رحمه الله في آخر العلل: ورب حديث إنما يستغرب لزيادة تكون في الحديث. وإنما يصح إذا كانت الزيادة ممن يعتمد على حفظه مثل ما روى مالك بن أنس_ فذكر الحديث_ثم قال: وزاد مالك في هذا الحديث: "من المسلمين"، وروى أيوب وعبيد الله بن عمر وغير واحد من الأئمة هذا الحديث عن نافع عن ابن عمر ولم يذكروا فيم "من المسلمين". وقد روى بعضهم عن نافع مثل رواية مالك ممن لا يعتمد على حفظه. انتهى كلام الترمذي رحمه الله ومن هذه المتابعات ما رواه مسلم من طريق الضحاك بن عثمان عن نافع وما رواه البخاري وأبو داود والنسائي من طريق عمر بن نافع عن أبيه. ودفع الطحاوي رحمه الله عن الترمذي رحمه الله في شرحه على المقدمة مدافعا عن الترمذي، أنه لم يذكر التفرد مطلقا عن مالك، وإنما قيده بتفرد الحافظ كمالك "فهناك متابعات لمالك رحمه الله ولكنها ليست لحفاظ كمالك رحمه الله.

ويرد على هذا الرأي أيضا، حكم الترمذي رحمه الله على بعض أحاديث جامعه بقوله: هذا حديث حسن صحيح غريب، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:

§ حديث: (إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي)، حيث حكم عليه الترمذي بقوله: هذا حديث حسن صحيح غريب.

§ حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يده كتابان، فقال: هل تدرون ما هذان الكتابان؟، قال: قلنا: لا إلا أن تخبرنا يا رسول الله. قال للذي في يده اليمنى: هذا كتاب من رب العالمين تبارك وتعالى بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل عليهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص أبدا. ثم قال للذي في يساره: هذا كتاب أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص أبدا، الحديث. حيث حكم عليه الترمذي بنفس الحم السابق.

§ حديث: (اللهم اهد ثقيفا)، حيث حكم عليه أيضا بنفس الحكم.

فقد وصف الترمذي رحمه الله هذه الأحاديث بالحسن والصحة معا، ومع ذلك حكى رحمه الله التفرد بقوله: غريب، ولكن، قد يرد على هذا، أن الترمذي رحمه الله لم يحكم بالغرابة المطلقة، فلم يقل: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، فلعل الغرابة هنا نسبية، لا تمنع ورود الحديث من طريق آخر، والله أعلم.

¨ أنه حسن متنا وصحيح إسنادا، وهو رأي ابن الصلاح رحمه الله، واستدرك على هذا القول بأن حسن المتن غير معتبر في الحكم على الأحاديث وقد أورد الترمذي رحمه الله أحاديث في الوعيد والحدود ونحو هذا وحكم عليها بالحسن والصحة ولكن يمكن الرد على هذا الإعتراض بأن حسن المتن لا يلزم منه أن يكون من الحديث من أحاديث الوعد فحسن البيان يشمل كل أنواع الحديث، وممن انتقد هذا التعريف، الحافظ ابن دقيق العيد رحمه الله في الإقتراح، حيث قال رحمه الله بأنه يلزم من هذا، أن يوصف الحديث الضعيف بل والموضوع بالحسن، إذا كانت ألفاظه جزلة، وقد رد الحافظ العراقي رحمه الله على ابن دقيق العيد رحمه الله، بقوله بأن هذا المعنى، الذي ذكره ابن الصلاح رحمه الله، قد وجد في كلام بعض أهل العلم، وممن أكثر من استخدامه، الحافظ ابن عبد البر رحمه الله، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير