تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- الشيخ محمد الشنقيطي صاحب كتاب " كوثر المعاني ": " فضيلة من انتظر الصلاة مطلقاً، سواء ثبت في مجلسه ذلك من المسجد، أم تحول إلى غيره، ولفظه " ولا يزال في صلاة ما انتظر " فأثبت للمنتظر حكم المصلي، فيمكن أن يحمل قوله " في مصلاه " على المكان المعد للصلاة، لا الموضع الخاص بالسجود " [14]

- العلامة الوزاني المالكي صاحب كتاب " النوازل الكبرى ": " جلوس الإمام في المسجد ينتظر الصلاة يستدفع به مشقة الرجوع، لمطر أو بعد دار لا يمنع من نيل الثواب المذكور في انتظار الإمام ذلك، وفي انتظار الإمام الصلاة بالدويرة التي بالجامع " [15]

- قال الباجي – رحمه الله - " قوله ما دام فِي مصلاهُ الذي صَلَّى فيه يعني موضع صلاته،ويحتمل ذلك وجهين: أحدهما أنها تدعو له ما دام في مصلاه قبل أن يصلي فيه منتظراً للصلاة حتى يصلي فيه، إلا أن يحدث قبل صلاته فيجب عليه القيام للوضوء، فلا يصلي حينئذ لجلوسه، والوجه الثاني: أن الملائكة تصلي عليه ما دام في مكانه الذي صلى فيه جالساً بعد صلاته فيه إلا أن جلوسه فيه يكون لأحد وجهين أما للذكر بعد الصلاة، وإما لانتظار صلاة أخرى " [16].

- الشيخ ابن باز - رحمه الله -: " سئل: هل المكوث في المنزل بعد صلاة الفجر لقراءة القرآن حتى تطلع الشمس، ثم يصلي الإنسان ركعتي الشروق له نفس الأجر الذي يحصل بالمكوث في المسجد؟

فأجاب: هذا العمل فيه خير كثير وأجر عظيم، ولكن ظاهر الأحاديث الواردة في ذلك أنه لا يحصل له نفس الأجر الذي وعد به من جلس في مصلاه في المسجد، لكن لو صلى في بيته صلاة الفجر لمرض أو خوف ثم جلس في مصلاه يذكر الله أو يقرأ القرآن حتى ترتفع الشمس، ثم يصلي ركعتين فإنه يحصل له ما ورد في الأحاديث لكونه معذوراً حين صلى في بيته.

وهكذا المرأة إذا جلست في مصلاها بعد صلاة الفجر تذكر الله أو تقرأ القرآن، حتى ترتفع الشمس ثم تصلي ركعتين فإنه يحصل لها الأجر الذي جاءت به الأحاديث، وهو أن الله يكتب لمن فعل ذلك أجر حجة وعمرة تامتين، والأحاديث في ذلك كثيرة يشدّ بعضها بعضاً وهي من قسم الحديث الحسن لغيره والله ولي التوفيق " [17]

لترجيح:

القول الراجح في هذه المسألة – والله أعلم – أن القول الأول هو أقرب للصواب، لقوة الأدلة من حيث ثبوتها ودلالتها على حد سواء، أما الأدلة التي استدل بها أصحاب القول الثاني فالرد عليها كما يأتي:

· استدلالهم بالحديث الذي رواه مسلم في صحيحه:" كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناً " فالرد يكون عليه من وجوه مختلفة:

- أولها: ثبت في صحيح مسلم (592) من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يقعد إلا مقدار ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام " وعند البخاري (850) من حديث أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: " كان إذا سلم يمكث في مكانه يسيراً "،وقد ذهب الإمام مالك – رحمه الله – إلى حديث عائشة وأم سلمة، فكره للإمام المقام في موضع صلاته بعد سلامه،وعلى أية حال فهذه الأدلة توضح أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يفعل ذلك أحياناً ويمكث كثيراً في مصلاه عند عدم الشغل، وفعل النبي – صلى الله عليه وسلم – هذا غاية ما فيه أنه يدل على الاستحباب، لكن لا يدل على انتفاء الثواب لمن تحول عن مكانه.

- ثانيها: قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: " العبادات الواردة على وجوه متنوعة ينبغي أن تفعل على جميع الوجوه هذا تارة وهذا تارة بشرط أن لا يكون في هذا تشويش على العامة " [18] وقال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: "إن العبادات الواردة على وجوه متنوعة ينبغي للإنسان أن يفعلها على هذه الوجوه، وتنويعها فيه فوائد أولاً: حفظ السنة بوجوهها ثانياً: التيسير على المكلف ثالثاً: حضور القلب وعدم ملله وسآمته رابعاً: حفظ الشريعة وصيانتها " [19].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير