تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- روى الخلالُ في " السنة " (851) بإسنادهِ فقال: وأخبرني محمدُ بنُ علي قال: ثنا صالح أنه قال لأبيه: الرجلُ يُذكرُ عنده الحجاجُ أو غيرهُ فيلعنهُ؟ قال: لا يعجبني لو عبر فقال: ألا لعنةُ اللهِ على الظالمين، وروى عن ابنِ سيرين أنهُ قال: المسكينُ أبو محمد.

قال المحققُ لـ " السنة ": إسناده صحيحٌ. وقال عن المقصودِ بأبي محمد: لعله يقصدُ الحجاجَ فكنيته أبو محمد.

- وروى أيضاً (853) فقال: وأخبرني زكريا بنُ يحيى أن أبا طالب حدثهم قال: قال أبو عبد اللهِ: كان الحجاجُ بن يوسف رجلُ سوءٍ.

قال المحققُ: إسنادهُ صحيحٌ.

وكذلك الواجبُ على المسلمِ أن يجتنبَ اللعن، وأن لا يعود لسانه عليه.

ولاشك أن في الأمةِ من أمثالِ الحجاجِ كثر، بل أشد منه.

- روى الخلالُ في " السنة " (858) فقال: أخبرنا الدوري قال: ثنا شاذان قال: ثنا سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: يأتي على الناسِ زمانٌ يصلون فيه على الحجاجِ.

قال المحققُ: إسناده صحيحٌ، وهذا صحيحٌ على معنى: " لا يأتي زمانٌ إلا والذي بعده أشر منه " كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكم من حجاجٍ تولى على المسلمين من بعد الحجاجِ فكان شره مستطيراً وعمل أكثرَ مما عمل الحجاجُ.ا. هـ.

مسألةُ تكفيرِ الحَجَّاجِ بنِ يُوْسُفَ الثَّقَفِيُّ:

أما المسألةُ الثانيةُ في هذا المبحثِ مسألةُ تكفير الحجاجِ بنِ يوسف، وهي مسألةُ وردت فيها نصوصٌ عن السلفِ حكموا بكفرهِ، وفي المقابلِ جاءت أفعالُ الصحابةِ على النقيضِ من ذلك، فقد صلوا وراءهُ، وحجوا معهُ، وسأذكرُ النصوصَ الواردةَ لكلا الفريقين.

القولُ الأول: القائلون بعدمِ كفرهِ:

أدرك بعضُ الصحابةِ زمن إمارةَ الحجاجِ ومنهم ابنُ عمر، وأنسُ بنُ مالك، وعبدُ الله بن الزبير وكانوا يعرفون ما عند الرجلِ من ظلمٍ وجورٍ وسفكٍ للدماءِ ومع هذا لم يقولوا بكفرِ الحجاجِ، وهذه بعض النصوصِ في هذا المقام:

إمارةُ الحَجَّاجِ بنِ يُوْسُفَ الثَّقَفِيُّ للحُجَّاجِ وفيهم ابنُ عمر:

عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ حِينَ أَصَابَهُ سِنَانُ الرُّمْحِ فِي أَخْمَصِ قَدَمِهِ؛ فَلَزِقَتْ قَدَمُهُ بِالرِّكَابِ؛ فَنَزَلْتُ فَنَزَعْتُهَا وَذَلِكَ بِمِنًى، فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ، فَجَعَلَ يَعُودُهُ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لَوْ نَعْلَمُ مَنْ أَصَابَكَ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَنْتَ أَصَبْتَنِي، قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: حَمَلْتَ السِّلَاحَ فِي يَوْمٍ لَمْ يَكُنْ يُحْمَلُ فِيهِ، وَأَدْخَلْتَ السِّلَاحَ الْحَرَمَ وَلَمْ يَكُنْ السِّلَاحُ يُدْخَلُ الْحَرَمَ. رواهُ البخاري (966).

عَنْ إِسْحَاق بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ: كَيْفَ هُوَ؟ فَقَالَ: صَالِحٌ فَقَالَ: مَنْ أَصَابَكَ قَالَ: أَصَابَنِي مَنْ أَمَرَ بِحَمْلِ السِّلَاحِ فِي يَوْمٍ لَا يَحِلُّ فِيهِ حَمْلُهُ. يَعْنِي الْحَجَّاجَ. رواه البخاري (967).

يتبينُ من هذين الحديثين أن ما فعلهُ الحجاجُ مع ابنِ عمر كان في الحجِ في منى، وسببُ هذا الفعلِ من الحجاجِ ما جاء في الحديثِ الآخر.

عَنْ سَالِمٍ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنْ لَا يُخَالِفَ ابْنَ عُمَرَ فِي الْحَجِّ فَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَنَا مَعَهُ يَوْمَ عَرَفَةَ حِينَ زَالَتْ الشَّمْسُ فَصَاحَ عِنْدَ سُرَادِقِ الْحَجَّاجِ، فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: الرَّوَاحَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ، قَالَ: هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ قَالَ: فَأَنْظِرْنِي حَتَّى أُفِيضَ عَلَى رَأْسِي ثُمَّ أَخْرُجُ، فَنَزَلَ حَتَّى خَرَجَ الْحَجَّاجُ فَسَارَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي فَقُلْتُ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ فَاقْصُرْ الْخُطْبَةَ، وَعَجِّلْ الْوُقُوفَ؛ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: صَدَقَ. رواهُ البخاري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير