تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن عوفِ بنِ أبي جميلةَ أن الحجاجَ بنَ يوسف غيرَ في مصحفِ عثمانَ أحد عشر حرفاً. قال: كانت في البقرةِ: " لَمْ يَتَسَنَّ وَانْظُرْ " [259] بغيرِ هاءٍ، فغيرها " لَمْ يَتَسَنَّهْ " بالهاء. وكانت في المائدةِ: " شَرِيْعَةً وَمِنْهَاجًا " [48]، فغيرها " شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ". وكانت في يونس: " هُوَ الَّذِي يَنْشُرُكُمْ " [22]، فغيرهُ " يُسَيِّرُكُمْ ". وكانت في يوسف: " أَنَا آتِيْكُم بِتَأْوِيلِهِ " [45]، فغيرها " أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ "، وكانت في المؤمنين: " سَيَقُولُونَ لِلَّهِ لِلَّهِ لِلَّهِ " [85، 87، 89] ثلاثتهن، فجعل الأخيرين " اللّه اللّه ". وكانت في الشعراء، في قصة نوح: " مِنْ الْمُخْرَجِينَ " [116]، وفي قصةِ لوط: " مِنْ الْمَرْجُومِينَ " [167]، فغير قصةِ نوح " مِنْ الْمَرْجُومِينَ " وقصة لوط " مِنْ الْمُخْرَجِينَ ". وكانت في الزخرف: " نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعَايشَهُمْ " [32] فغيرها " مَعِيشَتَهُمْ ". وكانت في الذين كفروا " مِنْ مَاءٍ غَيْرِ يَاسِنٍ " [محمد: 15]، فغيرها " مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ". وكانت في الحديد: " فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَاتّقَوْا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ " [7] فغيرها " وَأَنْفَقُوا "، وكانت في إذا الشمس كورت " وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ " [التكوير: 24]، فغيرها " بِضَنِينٍ ".

أخرجهُ ابنُ أبي داود في " المصاحف " (142، 348).

وفي سندِ الروايةِ عبادُ بنُ صهيب البصري، ذكره الذهبي في " الميزان " (2/ 367 رقم 4122) وقال: أحدُ المتروكين ... قال ابن المديني: ذهب حديثه. وقال البخاري والنسائي وغيرهما: متروك. وقال ابنُ حبان: كان قدرياً داعيةً، ومع ذلك يروي أشياءَ إذا سمعها المبتدىء في هذه الصناعةِ شهد له بالوضعِ.ا. هـ.

وقال الشيخُ عبدُ اللهِ الجديع في " المقدمات الأساسية في علوم القرآن " (ص161 حاشية) عن الخبر: هذا خبرٌ كذبٌ، فإن مُصحف عثمانَ زمن الحجاجِ قد طبق ديارَ الإسلامِ، وما كان الحجاجُ ليُغيِّرَ حرفاً من كتابِ اللهِ والمصاحفُ العثمانيةُ قد وقعت لكلِ الأمصارِ، وانتسخ الناسُ منها مصاحفهم، والقراءُ يومئذٍ من الذين يرجعُ إليهم الناسُ في القراءةِ موجودون، فإن كان الحجاجُ غيرَ حرفاً في مصحفٍ فوالله ما كان ليقدرَ أن يفعلهُ في جميعِ تلك المصاحفِ، وإن كان أرهب كثيراً من الناسِ يومئذٍ بظلمهِ وطغيانهِ، فما كان ليقدر أن يصمِّتَ جميعَ أمةِ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم فيُحرف القرآنَ على مرأى من جميع المسلمين، ثم هب أن ذلك قد وقع من الحجاجِ، فأين النقلةَ لم يجمعوا على نقلهِ، ولماذا لم يأتِ إلا من طريقِ عبادِ بنِ صهيبٍ رجلٍ من المتروكين الهلكى؟ كيف وقد ثبتت الأسانيدُ الدالةُ على بطلانِ هذه الحكايةِ بخصوص كتابةِ تلك الأحرفِ؟ ومثل هذا لا يستحقُ الإطالةَ الإطالةَ بأكثرَ مما ذكرتُ لظهورِ فسادهِ.ا. هـ.

ما نسب إليهِ من غلوٍ في عثمانَ رضي اللهُ عنه:

ورد خبرٌ أن الحجاجَ كان عثمانياً غالياً فيه فلننظر فيه.

عَنْ عَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ مَثَلَ عُثْمَانَ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ يَقْرَؤُهَا وَيُفَسِّرُهَا: " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا " [آل عمران: 55] يُشِيرُ إِلَيْنَا بِيَدِهِ وَإِلَى أَهْلِ الشَّامِ.

أخرجه أبو داود (4641)، وقال عنه العلامة الألباني في " ضعيف سنن أبي داود " (1006): ضعيف مقطوع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير