تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفيه، قال: سائر أهل الإسلام كل من اعتقد بقلبه اعتقادا لا يشك فيه، وقال بلسانه: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن كل ما جاء به حق، وبريء من كل دين سوى دين محمد؛ فإنه مسلم مؤمن ليس عليه غير ذلك.

انتهى مختصرا من درء تعارض العقل والنقل 7/ 405 - 407.

25 - ما هو الفعل الذي وقع فيه الصحابي حاطب؟ ومن أي نوع هو؟ وهل من فعل مثل ما فعل حاطب الآن لا يكفر؟

الحمد لله، الفعل الذي وقع من حاطب أنه كتب لأهل مكة يخبرهم بمسير النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، ليكون ذلك يدا له عندهم يحمون بها أهله، وماله، وهذا فعل الجاسوس، وقد دفع حاطب الكتاب إلى امرأة لتبلغه إلى قريش فنزل الوحي على النبي صلى لله عليه وسلم، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا والزبير ـ رضي الله عنهما ـ في أثر تلك المرأة فأدركاها فأخذا منها الكتاب، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم حاطبا، فقال: ما هذا؟ فقال: لا تعجل عليّ ـ وذكر سبب فعله ـ وقال: ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر بمغفرة الله له لشهوده بدرا حين قال لعمر: " وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "، فلم يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم ما وقع من حاطب موجبا لردته، ولهذا أجمع العلماء أن المسلم إذا جَسّ على المسلمين لا يكفر، وإنما اختلفوا في قتله، وهو موضع اجتهاد.

ومما يدل على أن حاطبا لم يكفر بما وقع منه أن الله تعالى خاطبه باسم الإيمان بقوله سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء} الآيات، فمن فعل مثلما فعل حطب ـ أي من غير ارتداد، ورغبة عن الإسلام ـ فإنه لا يكفر، بل هو مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب يستوجب عليها القتل، أو التعزير، وإنما اندفعت العقوبة عن حاطب ـ رضي الله عنه ـ بكونه من أهل بدر، كما نوه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، والله اعلم.

26 - إن معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو إثبات ما ورد في الكتاب السنة:

السؤال: هل (التردد - الملل - الظل .. ) تدخل في ذلك؟

الحمد لله، هذه الألفاظ لا شك أنها وردت مضافة إلى الله في أحاديث صحيحة، ولكن دلالة الأحاديث على اعتبارها صفة لله، أو غير صفة مختلفة، فأما التردد فإنه بالمعنى الذي ورد في الحديث القدسي " وما ترددتي في شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت، وأكره مساءته، ولا بد له منه ". هو صفة فعلية، ومعناها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: تعارض إرادتين: إرادة قبض نفس المؤمن وكراهة الله لما يسوء المؤمن، وهو الموت.

وليس هذا التردد من الله ناشئا عن الجهل بمقتضى الحكمة، والجهل بما ينتهي إليه الأمر فهذا تردد المخلوق بل هو سبحانه العليم الحكيم، فهذا التعارض بين إرادتيه سبحانه تردد مع كمال العلم بالحكمة، ومنتهى الأمر، ولهذا قال في الحديث: " ولا بد له منه ". فتردد المخلوق الناشئ عن جهله نقص بخلاف التردد من الله فلا نقص فيه بل هو متضمن للكمال: كمال العلم، وكمال الحكمة.

وأما الملل المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم:" اكلفوا من العلم ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا".

فالعلماء مختلفون في دلالة الحديث على إثبات الملل صفة لله تعالى، فقال بعضهم: إنه لا يدل على إثبات الملل، وأنه من جنس قول القائل: فلان لا تنقطع حجته حتى ينقطع خصمه. لا يدل على إثبات الانقطاع.

ومنهم من قال: إنه يدل على إثبات الملل، وتأوله بقطع الثواب، فمعناه أن الله لا يقطع الثواب حتى تقطعوا العمل ففسروا اللفظ بلازمه.

ويمكن أن يقال: إنه يدل على إثبات الملل صفة لله تعالى في مقابل ملل العبد من العمل بسبب تكلفه، وإشقاقه على نفسه، والملل من الشيء يتضمن كراهته، ومعلوم أن الله تعالى يحب من عباده العمل بطاعته ما لم يشقوا على أنفسهم، ويكلفوها ما لا تطيق فإنه الله يكره منهم العمل في هذه الحال، والله أعلم بالصواب.

وأما الظل المضاف إلى الله بقوله صلى الله عليه وسلم:" سبعة يظلهم الله في ظله ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير