تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

8. ذيل جامعه بكتاب بكتاب العلل، وفيه فوائد نفيسة، أثرى الحافظ الحنبلي في شرحه عليها وذكر فيها جملة مسائل مهمة في علم الجرح والتعديل مثل ذكر طبقات أتباع بعض الرواة كابن عمر رضي الله عنه ونافع وذكر المختلطين ومن روى عنهم وذكر من كانت روايته في بلد أصح من روايته في بلد آخر، وقد نبه الشيخ طارق عوض الله حفظه الله إلى أن علل الترمذي هي تكميل لكتابه الجامع، وليست مصنفا مستقلا، وقد امتاز الترمذي في جامعه بنصه على العلل صراحة، حيث يذكر أقوال الأئمة في بيان علل هذا الحديث، وربما وافقهم، وربما عارضهم.

9. اهتم الترمذي ببعض الدقائق الحديثية، كاهتمامه بتسمية المكنين.

ومن أبرز من تكلم على مزايا جامع الترمذي:

¨ ابن رشيد حيث قال: إن كتاب الترمذي تضمن الحديث مصنفا على الأبواب وهذا علم برأسه، والفقه، وهذا علم ثان، وعلل الحديث، وهذا علم ثالث، (وهو يشتمل على بيان الصحيح من السقيم وما بينهما من المراتب)، والأسماء والكنى، وهذا علم رابع، والتعديل والتجريح، وهذا علم خامس، ومن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ومن لم يدركه ممن أسند عنه في كتابه، وهذا علم سادس، وتعديد من روى هذا الحديث، وهذا علم سابع، فهذه علومه المجملة، وأما علومه التفصيلية فكثيرة.

¨ أبو بكر العربي حيث قال بأن في الجامع 14 علما، فقد صنف وأسند وصحح وأسقم وعدد الطريق وجرح وعدل وأسمى وأكنى ووصل وقطع وأوضح المعمول به والمتروك وبين اختلاف العلماء في الرد والقبول لآثاره، وذكر اختلافهم في تأويله وكل علم من هذه العلوم أصل في بابه.

ومن المسائل المهمة التي تطرق إليها الشيخ الحميد حفظه الله في محاضراته عن مناهج الأئمة، تأثر الترمذي بشيخيه البخاري ومسلم، وبين حفظه الله تأثر الترمذي بكل واحد منهما على حدة، وذلك كالتالي:

أولا: بشيخه البخاري:

ويظهر هذا جليا في الجوانب الفقهية، وخاصة في تراجم أبوابه التي بناها على استنباطاته الفقهية، تماما كشيخه البخاري، ولكنه زاد عليه اهتمامه بذكر أقوال أهل العلم، وربما أورد اختلافهم، وربما رجح بين الآراء، فهو من المراجع المهمة لدراسة الفقه المقارن، كما سبق ذكره.

ثانيا: بشيخه مسلم:

ويظهر هذا في بعض الدقائق في الصناعة الحديثية ومن أبرزها:

¨ أنه يقرن شيوخه عند إيراده لروايته عنهم، فيورد المتن الواحد بإسنادين، بمساق واحد، كقوله، حدثنا قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر.

¨ أنه قد يورد هذا الحديث الذي قرن فيه شيوخه، بهذه الأسانيد عن شيوخه مستقلا سندا ومتنا، ولكنه في الغالب إذا فعل ذلك، فإنه يكرر المتن لأجل الإختلاف الوارد في المتن أو لما فيه من زيادة، وأما إذا كان المتن هو نفس المتن، أو فيه اختلاف يسير، فإنه يورد الإسناد الثاني ويشير إلى المتن إشارة كقوله (بمثله، أو نحوه)، وهذه طريقة مسلم.

¨ أنه يستخدم طريقة التحويل في الأسانيد، وقد أكثر منها مسلم في صحيحه، خلاف البخاري، كما نبه إلى ذلك النووي في شرحه لصحيح مسلم.

أهم المصطلحات التي استخدمها الترمذي في جامعه:

1. حسن:

ونبدأ بتعريف الترمذي للحسن كما ذكره في آخر العلل التي في آخر الجامع حيث اشترط له:

¨ أن لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب.

¨ ولا يكون شاذا.

¨ وأن يروى من غير وجه.

وفي معرض نقد بعض العلماء لهذا التعريف قالوا: بأن الشرطين الأول والثاني ينطبقان على الصحيح أيضا فيشترط له أن لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون شاذا فالشرط الثالث هو الذي يميز الصحيح من الحسن لأن الصحيح لا يشترط له تعدد الأوجه ويرد هنا اعتراض آخر وهو أن الحسن لذاته لا يشترط له أيضا تعدد الأوجه ويشترط في راويه العدالة والضبط "وإن كان الضبط خفيفا" بينما الشرط الأول في تعريف الترمذي يشمل من هو دون راوي الحسن لذاته فغايته ألا يكون في سنده متهم بالكذب فيخرج الحسن لذاته من حد التعريف ويكون تعريف الترمذي قاصرا على نوع واحد فقط من الحسن وهو الحسن لغيره (وهو الذي يحتاج إلى أكثر من وجه ليزول ضعفه كالمرسل الذي يتقوى بالشروط التي حررها العلماء ليصل إلى درجة الحسن لغيره ويكون صالحا للاحتجاج خلافا للحسن لذاته الذي يحتج به ابتداء دون اشتراط وروده من وجه آخر، بل إن وروده من وجه آخر قد يصل به إلى درجة الصحيح

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير