تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثالثة: انتقال علم أهل المدينة وعملهم إليه، وإرثه حصيلتها الفقهية ..

الرابعة: اجتماع أهل المدينة عليه.

الخامسة: طول إقرائه وإفتائه.

السادسة: كثرة إملاءاته ومؤلفاته.

السابعة: اشتهار شيوخه.

الثامنة: أخذ شيوخه عنه.

التاسعة: كثرة الرحلة إليه.

العاشرة: انتفاء البدعة عنه.

ثم عقد فصلا بين فيه معني ما أورده مجملا، ومدللا عليه بما تيسر له.

ثم الفصل الثاني: الأسباب التي ترجع إلى مذهب الإمام مالك في انتشاره ورسوخه في المغرب الأقصى.

توطئة

قال فيها: (تقدم في الفصل السابق ما يوضح أن المغاربة اختاروا مذهب الإمام مالك لما اشتهر به – رضي الله عنه – من الإمامة في العلم والتقوى ... ونريد في هذا الفصل أن نبين أن انتظام المغاربة في سلك المذهب المالكي أزيد من اثني عشر قرنا، مبني على أساس آخر قوي وجيه، هو تميز هذا المذهب من حيث محتواه العلمي، ومضمونه الفقهي، وقيمته التربوية، بصفات جعلته أهلا لأن يتبع، وأحرى أن يسار على منهاجه، ويسلك على دربه وشرعته، وهذه الصفات كثيرة نجملها في الكليات والأمهات الآتية:

الأولى: سعة أصوله وكثرة قواعده.

الثانية: قيامه على فقه خيار الصحابة والتابعين.

الثالثة: توسطه واعتداله.

الرابعة: كثرة أتباعه من الأئمة.

الخامسة: كثرة المؤلفات فيه.

السادسة: طول القضاء به.

السابعة: طول الإفتاء به.

الثامنة: حظوته بدراسة واسعة عميقة.

التاسعة: الإلزام به على مستوى الحكم.

العاشرة: توحيده بين أطراف أفريقية.

ثم أخذ سراعا يشرح ويبين في عجالة ما أجمله من نقاط.

ثم عقد فصلا ثالثا مع توطئته، بعنوان: (الأسباب التي ترجع إلى النقل في انتشار المذهب المالكي .. ) ذكر فيه حديثين شريفين في هذا المعنى، أحدهما حديث: (يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة) وحديث: (لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة).

وأما جواب الشطر الثاني من سؤالك، وهو: وهل كان الأدارسة المتقدمون مالكية؟؟ فالحق أنه قد أعيا الباحثين حديثا، وأهل العلم من المؤرخين وأصحاب التراجم قديما.

قال الأستاذ عمر الجيدي – رحمه الله -: (وإذا كانت بداية دخول المذهب المالكي إلى تونس والأندلس معروفة .. فالأمر بالنسبة للمغرب الأقصى والأوسط على عكس ذلك، إذ أننا لم نجد أحدا من أهل هذين القطرين شد الرحلة إلى مالك، وحتى العبارة التي أوردها القاضي عياض في المدارك لا يمكن الاطمئنان إليها، لأنها لم تحدد موطن ذلك المغربي الذي اتصل بمالك وشكا إليه الأهواء التي كثرت بين قومه، وطلب منه أن ينصحه، فوصف له مالك شرائع الإسلام من صلاة وزكاة وصوم وحج، وإن كان الفضيلي يحدد المنطقة (سجلماسة).

فهذه العبارة من القاضي كما ترى لا تجعلنا نجزم بشئ؛ فالمغربي في زمانه كان يطلق على الغرب الإسلامي بكامله، ويبعد أ، يكون مغاربة المغربين الأقصى والأوسط قد أخذوا عن مالك، لأن الجو لم يكن مهيئا في بلدهم للرحلة أولا، ولأن الثقافة لم تكن قد استقرت فيهما كما كان الشأن بالنسبة لأفريقية والأندلس.

وعلى كل حال فإن الروايات في هذا الشأن متضاربة، ويحيط بها الكثير من الغموض، فهناك رواية تذهب إلى أنه دخل المغرب أواخر القرن الثاني الهجري، بينما تذهب رواية أخرى إلى أن دخوله تأخر إلى أواسط القرن الرابع الهجري).

بينما يذهب الناصري في الاستقصا، والكتاني في الأزهار العاطرة الأنفاس: إلى أن المولى إدريس الثاني هو الذي نشر المذهب ونصره بالمغرب الأقصى.

و قد ذكرت في بعض كتب التاريخ والتراجم عدة أسباب لانتصار المولى إدريس لمذهب الإمام مالك.

وقد أعانه على ذلك – إن صح – قاضيه عامر بن سعيد القيسي، أحد تلاميذ الإمام مالك، الذي كان قد جاء إلى المغرب الأقصى من الأندلس.

ثم كان في توالي الوفود على المولى إدريس الثاني من الحاضرتين: القيروان والأندلس أكبر عامل في توطيد دعائم المذهب في تلك الربوع العامرة. و كان عدد أسر الوافدين من الأندلس يفوق عشرة أضعاف الوافدين من القيروان، وخصوصا بعد حادثة الربض الشهيرة في عهد الحكم الربضي (180 - 206).

أما بعد بناء مسجد القرويين (245) فقد استقر الأمر للمذهب المالكي، وكان الناس على ذلك إلى يومنا هذا. ولله الأمر من قبل ومن بعد. لا غالب إلا هو سبحانه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير