تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بحث مختصر في التوسل]

ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[06 - 03 - 05, 02:57 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم

وبعد

فهذا بحث مبسط مختصر في التوسل وأنواعه مع ذكر الأدلة المتعلقة بكل مسألة

نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه

أولاً: التوسل المشروع

المقصود به: التوسل في الدعاء ومعلوم أن قصد الداعي إجابة دعاؤه ولذلك فهو يتوسل في دعائه بما يقربه من هذا المقصد

حكم المشروعية: الوجوب أو الاستحباب وهذا يتوقف على حكم الدعاء نفسه

فمثلاً الدعاء في الفاتحة {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} لابد أن يتوسل قبله بـ: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وهذا توسل بالأسماء والصفات ثم يقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وهذا توسل بالعمل الصالح وهذا كله فرض لا تصح الصلاة بدونه

وأما الدعاء المستحب فالتوسل به مستحب وهذا النوع أقسام:

1. التوسل بأسماء الله وصفاته: الدليل: قوله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}

وحديث محجن بن الأدرع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد ويقول: اللهم إني أسألك يا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " قد غفر له قد غفر له " (رواه النسائي وأحمد وصححه الحاكم)

2.التوسل إلى الله بالعمل الصالح الذي قام به الداعي: الدليل: قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ}

وقوله تعالى: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ}

وكما في قصة الثلاثة الذين أغلق عليهم الغار وهى معروفة (حديثها متفق عليه)

وهذان النوعان من التوسل تدور عليهما أدعية الكتاب والسنة والأذكار الموظفة في الصباح والمساء

3.التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح: الدليل: قوله تعالى عن أبناء يعقوب: {قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ، قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}

وحديث استسقاء عمر بالعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا " (رواه البخاري وابن خزيمة)

وهو صريح الدلالة في أن معنى نتوسل إليك بنبينا أي بدعائه لأن المعلوم من صفة استسقائهم به عليه الصلاة والسلام هو طلبهم أن يدعو الله لهم، ولأنه لو كان التوسل بذاته لما تركوه مع وجود المقتضى وانتفاء الموانع.

ومن هذا الباب حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ادع الله أن يكشف لي عن بصري، قال: "أو ادعك" – وفى رواية " أو تصبر " - قال: يا رسول الله قد شق على ذهاب بصري – وفى رواية بل ادعه – قال: " فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل: اللهم أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربى أن يكشف لي عن بصري اللهم شفعه في وشفعني فيه" فرجع وقد كشف الله عن بصره. (رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد وصححه الحاكم والألباني)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير