[فائدة نفيسة من الإمام النووي]
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[25 - 02 - 05, 02:14 م]ـ
الحمد لله, أما بعد:
فهذه فائدة نفيسة من الإمام النووي:
قال الإمام النووي في شرح مسلم (1/ 47) ,عند شرحه لقول مسلم رحمه الله:
(وإنما يرجى بعض المنفعة في الاستكثار من هذا الشأن وجمع المكررات منه لخاصة من الناس ممن رزق فيه بعض التيقظ والمعرفة بأسبابه وعلله فذلك إن شاء الله يهجم بما أوتي من ذلك على الفائدة في الاستكثار من جمعه) , وبعد شرحه بقوله: (يهجم) وبيان اختلاف النسخ في ضبطها, والاختلاف في معناها قال رحمه الله:
(وحاصل هذا الكلام الذي ذكره مسلم رحمه الله: أنَّ المراد من علم الحديث تحقيق معاني المتون وتحقيق علم الإسناد والمعلل. والعلة: عبارة عن معنى في الحديث خفيٌ يقتضي ضعف الحديث مع أنَّ ظاهره السلامة منها, وتكون العلة تارة في المتن وتارة في الإسناد. وليس المراد من هذا العلم مجرد السماع ولا الإسماع ولا الكتابة, بل الاعتناء بتحقيقه, والبحث عن خفي معاني المتون والأسانيد, والفكر في ذلك, ودوام الاعتناء به, ومراجعة أهل المعرفة به, ومطالعة كتب أهل التحقيق فيه, وتقييد ما حصل من نفائسه, وغيرها. فيحفظها الطالب بقلبه ويقيدها بالكتابة ثم يديم مطالعة ما كتبه ويتحرى التحقيق فيما يكتبه ويتثبت فيه فانه فيما بعد ذلك يصير معتمداً عليه ويذاكر بمحفوظاته من ذلك من يشتغل بهذا الفن سواء كان مثله في المرتبة أو فوقه أو تحته فإن بالمذاكرة يثبت المحفوظ ويتحرر ويتأكد ويتقرر ويزداد بحسب كثرة المذاكرة ومذاكرة حاذق في الفن ساعة أنفع من المطالعة والحفظ ساعات بل أياماً وليكن في مذاكراته متحرياً الإنصاف قاصداً الاستفادة أو الإفادة غير مترفع على صاحبه بقلبه ولا بكلامه ولا بغير ذلك من حاله مخاطباً له بالعبارة الجميلة اللينة فبهذا ينمو علمه وتزكو محفوظاته والله أعلم) ا. هـ.
وهذه الفائدة كما قال شيخنا الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله عن تحرير الإمام النووي لابن أبي ليلى الأب والابن: (ومثل هذه الفائدة لا يُوقف عليها إلا من خلال جرد المطولات).
والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابن جبير]ــــــــ[25 - 02 - 05, 09:40 م]ـ
جزاكم الله خيراً اخ عبدالرحمن
وبما انكم ذكرتم هذا
هل من الممكن معرفة نوع الاجماع الذي ينقله النووي في (المنهاج) شرحه على صحيح مسلم
فلقد تباحثت مرة مع احد الاخوه فأخبرني ان النووي رحمه الله ينقل الاجماعات في المذهب وحصل ان تتبعت بعض الاجماعات وفرزتها عن الكتاب من باب تجميع الفوائد
فنبهني لذلك وقلت في حينها ان هذا امر لم انتبه له ولكن يمكن استدراكه ومعرفته بالمقارنه مع كتب الاجماع المعروفه - لابن المنذر - وابن عبدالبر
ليتبين ذاك، ولعلك تكفنى عناء ذالك ان كان عندك ما يفيد ولك الدعاء
ـ[باز11]ــــــــ[26 - 02 - 05, 12:58 م]ـ
سلمت يمينك على هذه الفائدة
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[01 - 03 - 05, 11:50 م]ـ
الحمد لله.
الأخ العزيز ابن جبير كنت أتمنى أن أُكفى الجواب.
الإمام النووي رحمه الله على علمه وجلالة قدره إلا أنه تساهل رحمه الله في نقله للإجماع.
قال الشوكاني في السيل الجرار (4/ 130):
( ... ولم يعولوا إلا على دعوى الإجماع, ولا أدري كيف هذه الدعوى؟ , فقد حصل التساهل البالغ في نقل الإجماعات, وصار من لا بحث له عن مذاهب أهل العلم يظن أن ما اتفق عليه أهل مذهبه وأهل قطره هو إجماع, وهذه مفسدة عظيمة فإن الجمهور قائلون بحجية الإجماع. فيأتي هذا الناقل بمجرد الدعوى بما تعم به البلوى ذاهلاً عن لزوم الخطر العظيم على عباد الله من النقل الذي لم يكن على طريق التثبت والورع, وأما أهل المذاهب الأربعة فقد صاروا يعدون ما اتفق عليه بينهم مجمعاً عليه ولا سيما المتأخر عصره منهم كالنووي ومن فعل كفعله, وليس هذا هو الإجماع الذي تكلم العلماء في حجيته فإن خير القرون ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كانوا قبل ظهور هذه المذاهب ثم كان في عصر كل واحد من الأئمة الأربعة من أكابر أهل العلم الناهضين بالاجتهاد من لا يأتي عليه الحصر وهكذا جاء بعد عصرهم إلى هذه الغاية وهذا يعرفه كل عارف منصف ولكن الإنصاف عقبة كئود لا يجوزها إلا من فتح الله له أبواب الحق وسهل عليه الدخول منها) ا. هـ.
حتى أنَّ الشوكاني رحمه الله بيَّن أن التساهل الواقع في نقل الإجماعات تجعل طالب العلم لا يهاب الإجماع.
ومع ذلك فكما قال شيخنا الشيخ عبدالكريم الخضير ومع هذا فعلى طالب العلم أن يهاب نقول الإجماع ...
أقول: فإجماعات النووي في المجموع على قسمين:
1_فأما ما أورده في أول الفصول فهذه يعني بها إجماعات الأصحاب.
2_وأما ما أورده بعد ذلك من النقول عن المذاهب والأئمة فيعني بها إجماعات الأئمة.
ومع ذلك فقد وُجد منه مناقضة لما حكى الإجماع عليه_ولا يحضرني شيء من ذلك_.
وأما الإجماعات التي نقلها في المنهاج شرح مسلم فيريد بها والله أعلم نقل الإجماع العام أعني إجماعات الأئمة.
والله أعلم
¥