[ما هي مصادر ابن حزم الفقهية في النقل عن المذاهب الأربعة؟]
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 02 - 05, 04:25 ص]ـ
وسبب السؤال هو أن العديد من الحنفية يعترض على ابن حزم بأن نقوله غير دقيقة عن مذهبهم، وبأنه لم يفهم حججهم كما زعموا. مع أن ابن حزم قد اطلع على كتب الطحاوي، وكثيرا ما ينقل عنه دون أن يسميه، ويجيب على حججه. لكن من الغريب أن يخطئ ابن حزم على الشافعي (باعتباره كان شافعي المذهب أول أمره) فيخلط بين القديم والجديد. فما هي الكتب التي اعتمدها في النقل عن المذاهب الأربعة، وبخاصة المذهب الحنبلي؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 05 - 05, 11:18 ص]ـ
؟؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[02 - 05 - 05, 02:59 ص]ـ
من مصادر ابن حزم الفقهية في المحلى.
ذكر الشيخ محمد المنتصر الكتاني في مقدمة معجم فقه ابن حزم 81: أن ابن حزم قلما يشير إلى مصادره الفقهية – وهذه حقيقة، وأظن السبب الرئيس في ذلك إعتماده على حفظه - ثم ذكر مجموعة من المصادر أشار لها ابن حزم في المحلى بالاسم، وهي:
1 - كتاب السبعة لعبد الرحمن بن زيد، ذكره في 3/ 199. ولعل في العبارة خطأ مطبعيا، وأذكر أن الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - لم يعرف الكتاب، ولا مؤلفه، إن لم أخطئ.
قلت: ورأيته في موطن آخر ينسبه على الجادة، فيقول: ... عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه في كتاب السبعة .... لعله ذكر ذلك في أواخر المحلى، فمكانه لا يحضرني الآن.
2 - المبسوط للقاضي إسماعيل، ذكره في 5/ 5.
3 - الجامع الصغير لمحمد بن الحسن، ذكره في 6/ 243، و7/ 492.
قلت: وفي نفس الجزء 7/ 492 ذكر – رحمه الله – [الأصل الكبير] وهو المعروف بالمبسوط لمحمد بن الحسن أيضا – رحمه الله -. ولم يذكر ذلك الشيخ المنتصر.
4 - كتاب أحكام سحنون، جمعه ابنه محمد من أحكام أبيه أثناء توليه القضاء، المحلى 11/ 402.
قلت: وقد رأيته ذكر [المدونة] السحنونية أيضا ولا أذكر أين الآن.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - 05 - 05, 03:47 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - 05 - 05, 05:41 ص]ـ
أرجو أن تسمحوا لي بهذه الإضافة
5 - الموطأ للإمام مالك - رحمه الله تعالى -: ((المحلى 2/ 130، 8/ 523، 9/ 41)).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 05 - 05, 08:49 ص]ـ
نعم، لا شك أنه كان على اطلاع على عدد من روايات الموطأ. ويفترض أن اطلاعه على كتب المالكية أكثر من غيرهم لأنه عاش بينهم وناظرهم.
وقد روى في الإحكام (4
565): نا أحمد بن محمد بن الجسور نا وهب بن مسرة نا ابن وضاح نا سحنون نا ابن القاسم قال نا مالك ليس كل أحد يعرف أن اليمين ترد ذكر هذا في كتاب السرقة من المدونة.
فهذا يدل على أن مدونة سحنون هي من مصادره أيضاً. وأفترض أن "الواضحة" و"المستخرجة العتبية" كانتا من مصادره كذلك لشهرتهما بين أهل الأندلس وبخاصة الثانية. ومما يؤيد ذلك ما ذكره ابن حزم في الإحكام (6
192): روى العتبي محمد بن أحمد قال ثنا أصبغ بن الفرج قال سمعت ابن القاسم يقول قال مالك تسعة أعشار العلم الاستحسان. قال أصبع بن الفرج الاستحسان في العلم يكون أغلب من القياس ذكر ذلك في كتاب العالمين الأولاد من المستخرجة. وقال في المحلى (8
275): وهذا منصوص عنه في المستخرجة. وما أعرف إن كانت "الموازية" من رواياته.
وأما عن المذهب الشافعي فلم يظهر لي مصدر نقله عن الإمام الشافعي. فقد قرأ بالتأكيد شيئاً من كتبه. لكن ما أدري إن كان من رواية الربيع أم حرملة أم غيرهما. وهنا يعجب المرء كيف لم يعرف ابن حزم من هو الأصم (راوي كتب الشافعي)، وهو في الأصل كان شافعياً قبل أن يصبح ظاهرياً؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[05 - 05 - 05, 03:27 ص]ـ
كان الأولى بهذا كله أخي مبارك أبو عبد الرحمن؛ فهو من أعرف الناس هنا بفخر الأندلس.
هذه بعض النقول حول مصادر العلامة الفقيه المحدث ابن جزم الأندلسي – رحمه الله – المتعلقة بالفقه والأحكام فقط، المفترض أن يكون قد نقل عنها، أو استفاد منها في كتاباته الفقهية.
ومعلوم لكل من عرف العلامة ابن حزم أنه من أكثر أهل العلم إطلاعا، وأكثرهم تصنيفا وإبداعا – رحمه الله – فلا يظنن ظان أنه إذ لم يذكر أسماء مصادره في أغلب كتبه أنه عري من ذلك، لا، بل له في معرفة الكتب وتصانيف أهل الإسلام الحظ الأوفر، وفوق ذلك فهو يروي كل هذه الكتب بأسانيدها عن مؤلفيها، ويقوم على ضبطها وتصحيحها – رحمه الله – وينقد ما شاء الله منها مادحا أو مبينا لخلل، ويكتب مبينا – رحمه الله – الأغراض الصحيحة التي من أجلها تصنف الكتب، وذلك مشهور عنه ....
ويبدو أن الذي شغل ابن حزم عن ذكر الكثير من أسماء مصادره؛ شدة اعتماده على حفظه، وكتابته لمصنفاته من ذاكرته، ولذا تقع له بعض الهنات أحيانا في النقل والعزو، والضبط وتحرير الأقوال عن قايليها.
فمن أقواله – رحمه الله – في الحديث عن مصادره؛ ما جاء في [رسالتان أجاب فيهما عن رسالتين سئل فيهما سؤال التعنيف] الجزء الثالث من مجموعة رسائله تحقيق إحسان عباس، قال بعد أن ذكر جملة وافرة من دواوين السنة ص88: (وكل هذه الدواوين عندنا – ولله الحمد – روايتنا وضبطنا وتصحيحنا، وذلك فضل الله ومنته ... ).
وقال ص 89: ( ... وذلك أن الناس ألفوا: فألف أصحاب الحديث تواليف جمة، وألف الحنفيون تواليف جمة، وألف المالكيون تواليف، والشافعيون، فلم يكن عندنا تأليف طبقة من هذه أولى أن يلتفت إليه من تأليف غيرها، بل جمعناها – ولله الحمد – وعرضناها على القرآن، وما صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فلأي تلك الأقوال شهد القرآن والسنة أخذنا به، وتركنا ما عداه).
وقوله ص 91: (وأما قولهم: إنهم طالعوا دواوين لم نطالعها نحن، ومن الدواوين مالا نقف على أسمائها، فلعمري ما لشيوخهم ديوان مشهور مؤلف في نص مذهبهم؛ إلاّ وقد رأيناه ولله الحمد كثيرا، ككتاب ابن الجهم، وكتاب الأبهري الكبير، والأبهري الصغير، والقزويني، وابن القصار، وعبد الوهاب، والأصيلي ... ).
وهنا يشير للكتب المؤلفة خارج الأندلس، فكيف به مع كتب أهل بلده؟ رحمه الله.
¥