[إذا كنت ممن يمسح على الجوربين فتفضل بقراءة هذا البحث]
ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[27 - 02 - 05, 01:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إخواني في ملتقى أهل الحديث ... هذه أولى مشاركاتي في منتداكم المبارك، أقدم لكم فيها آخر ما حررت من أبحاث، بانتظار مشاركاتكم واستفساراتكم، و أرجو أن تزودوني بنقول تفيدني و تغني هذا البحث، بارك الله فيكم .......
............................ و الحق أحق أن يتّبع.
ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[28 - 02 - 05, 02:53 م]ـ
القَوْلُ الأَصْوَب في المسْحِ علَى الجَوْرَب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، اللهم صلِّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وأزواجه أجمعين أما بعد:
فقد أصبح من الملاحظ على بعض النّاس إذا قاموا للصلاة، أنهم يمسَحون على الجوارب بدلاً مِنْ غسْل القدمين، ويتكرّرُ ذلك الفعلُ منهم في حال الصحّة، صيفاً وشتاءً، وفي البيت أو مكان العمل، وأكثر ما يكون ذلك في الفتيان منهم! فإذا سأَلْتَ أحَدَهم لم لا تنزع جوربيك لتغسلَ قدميك؟ أجابَك مُسْرِعاً: إنّها السنّة، أو قال: هي رخصةٌ لمن شاءَ الأخذَ بها، أو قال: إنَّ نزعَ الجوربين لغسل القدمين هو من التنطّعِ و التشدُّد في الدّين والأَوْلَى المسحُ عليهما.
لذلك تجِدُهم اعتَادوا المسحَ على الجوربين، حتى أصبحَ المسحُ عند بعضهم هو الأصل، أو بديلاً مكافئاً للغسل، أو كما يقولون هي رخصةٌ مطلقة لا قيدَ لها. وانتشرَ هذا الفعل حتى أصبح ظاهرةً تَلْفِتُ النظر.
وكنتُ قرأتُ رسالةً في المسح على الجوربين للشيخ العلاّمة جمال الدّين القاسمي بتحقيق الشيخ المحدّث ناصر الدّين الألباني و تقديم العلاّمة أحمد شاكر، رحمة الله عليهم، واتفقَ ثلاثَتُهم على تصحيح حديث المغيرة بن شعبة: (أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم توضّأ ومسحَ على الجوربين و النعلين).
وكذلك قرأتُ بحثاً حديثياً للشيخ المحدث أحمد الغماري، في تخريجه لأحاديث بداية المجتهد, جنحَ فيه أيضاً إلى تصحيح الحديث؛ فاستقرَّ في ذهني أن الرّاجحَ هو كونُ حديث المسح على الجوربين من قسم الصحيح، و الذي فهمته أيضاً أن المسح رخصةٌ عند الحاجة.
ثمّ قرأتُ بحثاً لأخينا الشيخ محمد أمجد البيطار حفظه الله، بعنوان " الحديث الشاذ وأثره في الفقه " وضربَ لذلك أمثلةً، منها حديث المغيرة في المسح على الجوربين، ونَقَلَ كلامَ العُلماء فيه واتّفاقَ الأئمّةِ منهم على تضعيفه وأنّه مخالفٌ لجميع الروايات عن المغيرة والتي فيها المسح على الخُفَّيْن.
مما دفعني إلى البحث في علّة هذا الحديث، والتّدبّرِ في أصول هذه المسألة واستقصاء كلام العلماء فيها فكانت هذه الرّسالة.
أوّلاًـ وقبلَ الشّروعِ في بيان علّة الحديث، لابدَّ من التنبيه على أن مسألة المسحِ على الجوربين قد وَرَدَتْ عن بعض الصّحابة الكرام *، وهم العُمْدَة عند من رخّص بالمسح على الجوربين، مع حكمه على حديث المغيرة بالضعف؛ لذلك أجد أنّه من المفيد أن أَشْرَعَ في بيانِ معنى الجورب عند السّلف.
فأقول مستعيناً بالله القوي:
· جاء في شرح منتهى الإرادات للبهوتي ج 1: " .. الجوربُ ... ولعله اسمٌ لكلِّ ما يلبس في الرِّجل على هيئة الخُفِّ * من غير الجلد. انتهى
· و جاء في كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود للعظيم آبادي مع تعليقات ابن القيم ج1 صـ180:
" باب المسح على الجَوْرَبَيْنِ: .. تثنية الجورب. قال في القاموس: الجورب لِفَافة الرجل. وفي الصحاح: الجورب معرّب .. انتهى. وقال الطيبي: الجورب لِفافة الجلد وهو خفّ معروفٌ من نحو الساق. قال أبو بكر ابن العربي في عارضة الأحوذي: الجورب غشاء للقدم من صوف يتخذ للدفاء، وهو التسخان. ومثله في قوة المغتذي للسيوطي. وقال القاضي الشوكاني في شرح المنتقى: الخفّ نعلٌ من أَدَم يغطّي الكعبين.والجرموق أكبر منه يُلبس فوقه، والجوربُ أكبر من الجرموق. وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي في اللمعات: الجورب خفٌّ يلبس على الخف إلى الكعب للبرد ولصيانة الأسفل من الدرن والغسالة. وقال في شرح كتاب الخرقي:الجرموق خف واسع يلبس فوق الخف في البلاد الباردة. وقال المطرّزي: الموق خفٌّ قصير يلبس فوق الخف .. انتهى كلام الشيخ. وقال
¥