قال ابن الجزري في التمهيد:" ومنهم من لا يوصلها إلي مخرجها بل يخرجها دونه ممزوجة بالطاء المهملة لا يقدرون علي غير ذلك وهم أكثر المصريين وبعض أهل المغرب .. " صـ 82
قال الصفا قسي في كتابه " تنبيه الغافلين .. : " قال في التمهيد: ومن الناس من لا يوصلها إلي مخرجها بل يخرجها ممزوجة بالطاء وهم أكثر أهل مصر وبعض أهل المغرب " انتهي وفي قوله لا يقدر صوابه لا يعرف إذ المعلوم أنهم غير عاجزين عن ذلك بل لو علموا لتعلموا .. وقوله بعض أهل المغرب يريد الأقصى وأما الأدنى فإنهم يبدلونها ظاء معجمة كما تقدم وليس هذا مختصا بأهل مصر والغرب بل يفعله كثير ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد .. " أ. هـ صـ87
أقول: انظر إلي هذه الفقرة" بل يفعله كثير ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد .. " إذا كان هذا هو الحال ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد كما قال الصفا قسي فما ظنك بأهل هذا الزمان؟؟ .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
هذه نصوص صريحة واضحة وضوح الشمس في علاه بأن الطاء القديمة هي الضاد الحالية، بل وذكر سيبويه الطاء التي كالتاء في الحروف الغير مستحسنة في القرآن وذكر أنها لغة بعض الأعاجم .. هذا مع قول المرعشي السابق.
إذن الجميع مجمعون علي ان الضاد الحالية هي صوت الطاء القديمة ولا يماري في ذلك إلا جاهل أو متعسف، وبعد أقوال النحاة وإمامهم والقراء القدامي ننظر ماذا قال علماء الأصوات الحاليين في ذكرهم وجود الطاء القديمة ـ الضاد الحالية ـ في العالم العربي:
قال د/ عبد الصبور شاهين قائلا:" .. وربما زاد في ثبات الصورة الجديدة تطور آخر حدث للطاء حين فقدت جهرها،فصارت مفخمة مهموسة، لتصبح نظير التاء المرققة المهموسة، وبذلك حدث تبادل في المواقع ـ يقصد بين الطاء والضاد ـ وتعدل في نظام الهجائية العربية "صـ 117
وذكر ا. د غانم قدوري في الدراسات الصوتية " .. أن بعض المحدثين ذكر أن الطاء العربية القديمة (الدال المطبقة) لا تزال تسمع في بعض البلدان مثل جنوبي الجزيرة العربية، حيث يقولون (مضر) يريدون (مطر) ... ينطقون بالطاء ضادا مثل التي تنطق في مصر اليوم "صـ 209
قال أ. د / محمد حسن حسن جبل في الطاء:" .. وأن نطق أهل صعيد مصر للطاء يكاد يطابق ضادنا المصرية. فهو النطق الفصيح لأنه يتحقق فيه مقررات الأئمة عن الطاء. ولا عجب في هذا فأهل صعيد مصر جمهورهم قبائل عربية نزحت من الجزيرة العربية ثم هم معروف عنهم قوة الحفاظ علي الموروث أما الطاء التي ينطقها أهل شمال مصر وتشيع الآن فهي مهموسة فليست هي الفصحي قطعا. ولعل طاءنا هذه هي المقصودة بالكلام عمن ينطقون الطاء تاء.
ثم ذكر في هامش الكتاب سيبويه وابن جني وابن سنان وابن يعيش،قال: والفيروزبادي وسماها طاء العجز " ا. هـ المختصر في أصوات اللغة العربية صـ 139
أقول: حتى من جهة الحس ـ أي التجربة ـ تجد صحة قولهم، قد قرر علماء التجويد أن الطاء أقوي الحروف فلو قلت (طال) (ضال) لوجدت الضاد أقوي في السمع من الطاء فدل ذلك علي صدق قول القدامى.
إذن الجميع متفقون علي هذه القضية ونقول للظائيين إذا كنتم تحتجون بالنصوص، فلماذا تركتم نصوص الطاء التي هي أوضح من الضاد الظائية؟ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟؟ إمَّا أن تأخذوا بسائر النصوص أو تتركوا سائرها؟؟ فإن قالوا لا خلاف في الطاء اليوم؟؟ قلنا وما أدراكم؟ قالوا هذا ما عليه الناس اليوم؟ قلنا وكذا الضاد الحالية هذا ما عليه الناس اليوم، فإن قالوا هناك بعض القراء يقولون بالضاد الظائية؟؟ قلنا كذا هناك من يقول بالطاء القديمة في الجزيرة العربية ومصر دل ذلك علي صحة وصف القدامى. ثم نقول لهم لم اعتبرتم ما عليه الناس اليوم في الطاء ولم تعتبروها في الضاد الظائية؟؟ فلن تجد جوابا شافيا ستجدهم يترنحون ولا يُفهم ما يقولون.
¥