تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: إذا كان الأمر كذلك فكيف استخدم العرب قديما الضاد كما في الأبيات السابقة وهي تدل علي معني الضاد وليست الطاء؟؟ فإن قالوا هذه لهجة أخري، قلنا إذن يجوز لنا القراءة بها كما تلقيناه عمن سبقونا،، ودل هذا الكلام أن الطاء الحالية جاءت نتيجة تطورات حدثت فلا ضاد ولا طاء .. فماذا بقي لنا من الأحرف؟؟ ولماذا لا نأخذ بما يقوله القراء عن طريق المشافهة؟؟ أليست المشافهة أسلم؟؟ قال ا. د/عبد الصبور شاهين في كتابه ـ علم الأصوات ـ:" ... فإن صوتي الطاء والقاف يكونان قد تعرضا للهمس خلال القرون وصارا ينطقان بوصفهما الجديد مهموسين،عند قراء القرآن وهم المقياس المثالي لسلامة النطق الحرفي للفصحي "ا. هـ صـ112 والقراء القائلون بالضاد الظائية لا يأخذون بالطاء الشبيهة بالضاد المصرية رغم مطابقتها لوصف سيبويه والقراء أيضا؟؟

فإن قال قائل: ألم تقولوا إن الطاء القديمة صوت الضاد؟ فكيف تثبتون لنا صحة الضاد وهي صوت الطاء قديما؟؟

أقول: لا ضير في ذلك فهناك كثير من الأمثلة التي تدل علي تغير الحرف وهي تحل بنفس المعني ما دام الناس تعارفوا علي ذلك في لغتهم ولهجاتهم مثل: (حتي حين) هذيل تقول (عتي حين) فهي علي اللهجتين تفيد الغاية، فتغير الحرف في اللهجتين والمعني واحد،ومثل إبدال الشين من كاف يقولون ـ تميم ـ "ما جاء بش " يريدون "ما جاء بك" ونقل ابن جني في المحتسب قوله تعالي "قد جعل ربك تحتك سريا " يقرؤونها " قد جعل ربش تحتش سريا "ومثل "مده" يريدون "مدح" والأمثلة علي ذلك كثيرة في استعمال العرب للكلمات مع تغير حرف وبقاء المعني، أعني أن العجيليين كانوا يستخدمون صوت الطاء القديمة في حرف الضاد وهذا ما عليه الناس اليوم، هذا مع وصف ابن سينا بأنها شديدة.

... إذن هذه الضاد لها أصل قديم أيضا كما قدمنا،وللمزيد في معرفة تغير حرف في كلمة مع عدم تغير المعني ارجع لكتاب الموضح للقرطبي وكذا للسان العرب.

والخلاصة: إن القرآن الكريم يؤخذ مشافهة وهناك بعض الأوجه التي كانت مشهورة وتركها القراء مثل إظهار الميم الساكنة عند الباء، بل قال أبو علاء الهمذاني العطار:" وأكثر أهل الأداء علي إظهارها أيضا عند الباء " وقال المرادي:" القول بالبيان أشهر وعليه الأكثر" الدراسات الصوتية صـ392

وهكذا إخوتي في الله إذا أخذنا بأوصاف القدامى في الأحرف وتركنا ما عليه القراء في زماننا لغيرنا هذه الأحرف المختلف فيها كما يري علماء الأصوات، فالذين أخذوا الضاد الظائية حسب الوصف كان يجب عليهم أن يأخذوا في الأحرف الأخري حيث لا يوجد لهم مستند في عصرنا سوي وصف سيبويه، والعجيب أنك تري ممن لا علم عنده يقول لك هذه الضاد أخذناه مشافهة من شيوخنا فلا يعرف هذا المسكين أن شيوخه لم يتلقوا هذه الضاد، إنما أخذوها بناء علي الوصف كما سبق.

وهذه الفقرة منقولة من بحث فتوي علماء الأزهر بتحريم الضاد الظائية: وفرغلي نقله من كتاب (الجامع في علم التجويد). لفضيلة الشيخ / نبيل بن عبد الحميد وتمّ مراجعة هذا الكتاب من فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف عبد الله ـ حفظهما الله ـ وكنت أنا والشيخ نبيل معا في معهد القراءات في بنها وكنا نقرأ معا علي العلامة الشيخ عبدالله الجوهري وكان معي أيضا في مقرأة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف في الإسعاف

وإليك كلامه:" قال المصنف من (ص 222: 231)

الفصل السادس

الفرق بين الضاد والظاء

لعل من مثيرات العجب أن نعقد فصلاً كاملاُ للتفريق بين حرفين اثنين , سبق الحديث عنهما في معرض حديثنا عن مخارج الحروف وصفاتها. والأعجب أن يفرد بعض أهل العلم لهذين الحرفين رسائل ومصنفات خاصة؛ ذلك لأن اتجاهاً يفرط في القول بتقارب الحرفين مخرجاً , واشتراكهما في أغلب الصفات إلى حد يخرج نطق أحدهما دون حد فاصل عن الآخر. وبصورة أدق ينطقون الضاد ظاء أو على الأقل مشمة بها؛ وقد واجه أهل العلم قديماً وحديثاً هذا الاتجاه وردوا على هؤلاء القائلين بالضاد الظائية , ومع تتابع الزمن وامتداد الآجال عاد هذا الاتجاه بصورة أكثر قوة وعاد أصحابه أكثر جرأة في محاولة تبرير اتجاههم وإضفاء الشرعية عليه؛ وعملنا في الصفحات التالية هو مناقشة هؤلاء والرد على شبههم على النحو التالي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير