تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمقصود أن ذوق حلاوة الإيمان والإحسان أمر يجده القلب تكون نسبته إليه كنسبة ذوق حلاوة الطعام إلى الفم وذوق حلاوة الجماع إلى إلفة النفس)

قال الشوكاني في نيل الأوطار: [قَوْلُهُ: (يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي) قَالَ فِي الْفَتْحِ: اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَاهُ هُوَ عَلَى حَقِيقَتِهِ وَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْتَى بِطَعَامٍ وَشَرَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كَرَامَةً لَهُ فِي لَيَالِي صِيَامِهِ.

وَتَعَقَّبَهُ ابْنُ بَطَّالٍ وَمَنْ تَبِعَهُ بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ مُوَاصِلًا، وَبِأَنَّ قَوْلَهُ: " أَظَلُّ " يَدُلُّ عَلَى وُقُوعِ ذَلِكَ فِي النَّهَارِ.

وَأُجِيبَ بِأَنَّ الرَّاجِحَ مِنْ الرِّوَايَاتِ بِلَفْظِ " أَبِيتُ " دُونَ " أَظَلُّ "، وَعَلَى تَقْدِيرِ الثُّبُوتِ فَلَيْسَ حَمْلُ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ عَلَى الْمَجَازِ بِأَوْلَى مِنْ حَمْلِ لَفْظِ ظَلَّ عَلَى الْمَجَازِ وَعَلَى التَّنَزُّلِ فَلَا يَضُرُّ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، لِأَنَّ مَا يُؤْتَى بِهِ الرَّسُولُ عَلَى سَبِيلِ الْكَرَامَةِ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ وَشَرَابِهَا لَا يَجْرِي عَلَيْهِ أَحْكَامُ الْمُكَلَّفِينَ.

وَقَالَ الزَّيْنُ بْنُ الْمُنِيرِ: هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ أَكْلَهُ وَشُرْبَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ كَحَالَةِ النَّائِمِ الَّذِي يَحْصُلُ لَهُ الشِّبَعُ وَالرَّيُّ بِالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، وَيَسْتَمِرُّ لَهُ ذَلِكَ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ فَلَا يَبْطُلُ بِذَلِكَ صَوْمُهُ وَلَا يَنْقَطِعُ وِصَالُهُ وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ.

وَقَالَ الْجُمْهُورُ: هُوَ مَجَازٌ عَنْ لَازِمِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَهُوَ الْقُوَّةُ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: يُعْطِينِي قُوَّةَ الْآكِلِ وَالشَّارِبِ، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ.]

وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين: (يعني يطعمه الله ويسقيه بما يمده به من ذكره، وتعلق قلبه به حتى ينسى الأكل والشرب ولا يطلبه. ونحن نعلم الآن أن الرجل لو شغل بأمر من أمور الدنيا نسى الأكل والشرب حتى أن الشعراء يتمثلون بهذا بقولهم:

لها أحاديث من ذكراك تشغلها

عن الشراب وتلهيها عن الزاد

يعني أن أحاديثها بك إذا قامت تتحدث؛ ألهاها ذلك عن الشراب وعن الزاد.

فالنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ لقوة تعلقه بربه، إذا قام من الليل يتهجد، فإن الله ـ تعالى ـ يعطيه قوة بما يحصل له من الذكر، تكفيه عن الأكل والشرب. أما نحن فلسنا كهيئته، ولهذا منع الوصال، وبين أنه من خصائصه صلى الله عليه وسلم).

والله أعلم.

ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[22 - 09 - 07, 03:07 م]ـ

هل من الأفضل أن نقول في مثل هذه النصوص ((أمروها كما جاءت)

ـ[عبد]ــــــــ[22 - 09 - 07, 03:32 م]ـ

ولابن القيم نحو هذا في "مفتاح دار السعادة"، فليُنظر عند الحاجة.

ـ[عبد]ــــــــ[22 - 09 - 07, 03:38 م]ـ

ولا ننس أن الرسول صلى الله عليه وسلم يمده الله بما يعينه على الطاعة، نظيره ما جاء في القرآن أن يحي عليه السلام جعله الله حصورا - محصور عن إتيان النساء على قول - ليتفرغ للطاعة والعبادة. فكذلك يهيء الله لأوليائه أسباب القوة على الطاعة، وهذا من طريقين: نزع موانع الطاعة أو زرع أسباب معينات على الطاعة.

ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[29 - 09 - 07, 10:23 م]ـ

الذي يظهر من كلام أهلِ العلمِ أنه ليسَ المقصودُ الطعامَ والشَّرابَ الحِسِّيَّان، بل هو المدُّ بالقوَّةِ على الطاعةِ ..

وهو اختيار الأكثر ..

فيكونُ قولهُ من قبيل التجوُّز اللفظي الذي لا يراد به المعنى المتبادر إلى الذهن، وهو ما يسميه المتأخرون بالمجاز ..

والله أعلمُ

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - 09 - 07, 11:04 م]ـ

جزاك الله خيرا

وفي معنى ذلك ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في زمن الدجال في حديث أبي أمامة:

وأن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد. يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها. ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها. ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة. ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء. فلا تبقى ذات ظلف إلاهلكت إلا ماشاء الله). قيل فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال (التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد ويجرى ذلك عليهم مجرى الطعام.

سنن ابن ماجة (4077) وفيه ضعف

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - 09 - 07, 11:27 م]ـ

الذي يظهر من كلام أهلِ العلمِ أنه ليسَ المقصودُ الطعامَ والشَّرابَ الحِسِّيَّان، بل هو المدُّ بالقوَّةِ على الطاعةِ ..

وهو اختيار الأكثر ..

فيكونُ قولهُ من قبيل التجوُّز اللفظي الذي لا يراد به المعنى المتبادر إلى الذهن، وهو ما يسميه المتأخرون بالمجاز ..

والله أعلمُ

المتبادر إلى أذهان الصحابة من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "إني لست كهيئتكم إني يطعمني ربي ويسقيني" هو "الطعام الروحي والسقاية الروحية المغنيان عن تناول الخبز والماء ومفطرات الصيام من الأكل والشرب وغيرهما".

فلسنا بحاجة إلى أن نسميه "تجوزا عن الحقيقة".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير