تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولن نطيل عليكم، فالأمر يحتاج منا لجهد كبير حتى نستطيع أن نَفِيَ الأمر حقه، ولكن المسلم تكفيه الإشارة، والله يوفقنا وإياكم لطاعته، واتباع رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، والله ولي التوفيق؛

وأخيرًا وليس آخرًا، دعونا نتعلم كيف نتبع ونطيع ونسلم لنبينا الكريم بما يأمرنا به وينهانا عنه، فكيف نتبع؛

فعَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

"إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ.

قَالَ الْبَرَاءُ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ. قُلْتُ: وَرَسُولِكَ. قَالَ: لاَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ.".

أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبوداود، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خزيمة، وابن حبان.

انظروا وتأملوا، حتى هذا التبديل الحرفي، والذي قد يقول فيه بعض أهل اللغة: إنه لا يُخل بالمعني، لأن: رسولك الذي أرسلت، هو مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، و: نبيك الذي أرسلت، هو مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.

هذا، لم يقبله النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فقال للبراء: "لاَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ" لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول شيئا من عند نفسه، وإنما هو من عند الله: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}.

كان لا بد لنا من هذه المقدمة الموجزة لكي نتعرف على كيفية الطاعة والأخذ عن المرسل رحمة للعالمين.

فهذا فيض من غيض، وسطر من قمطر، ولكن كما قلنا سابقا المسلم هو من تكفيه إشارة، وبعدها يسلك الطريق الأقوم، برحمة من الله وفضل.

ودعونا الآن نبدأ أولى هذه المشاركات؛

الحكم الأول؛

كتاب الطهارة

باب آداب قضاء الحاجة

عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ:

"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُْثِ وَالْخَبَائِثِ.".

(*) وفي رواية: "كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبُْثِ وَالْخَبَائِثِ.".

(*) وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى الْخَلاَءَ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الْخُبُْثِ وَالْخَبِيثِ، أَوِ الْخَبَائِثِ.".

قَالَ شُعْبَةُ: وَقَدْ قَالَهُمَا جَمِيعًا.

(*) وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ الْكَنِيفَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُْثِ وَالْخَبَائِثِ.".

ــــــــــــ

الْخَلاَء , وَالْكَنِيف، وَالْمِرْحَاض، كُلّهَا مَوْضِع قَضَاء الْحَاجَة.

الْخُبْث، جَمْع خَبِيث، وَالْخَبَائِث جَمْع خَبِيثَة , يُرِيد ذُكْرَان الشَّيَاطِين وَإِنَاثهمْ، قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ وَابْن حِبَّان وَغَيْرهمَا.

والْخُبُث بِضَمِّ الْبَاء وَإِسْكَانهَا، الْخُبْث فِي كَلاَم الْعَرَب الْمَكْرُوه , فَإِنْ كَانَ مِنْ الْكَلاَم فَهُوَ الشَّتْم , وَإِنْ كَانَ مِنْ الْمِلَل فَهُوَ الْكُفْر , وَإِنْ كَانَ مِنْ الطَّعَام فَهُوَ الْحَرَام , وَإِنْ كَانَ مِنْ الشَّرَاب فَهُوَ الضَّارّ.

ــــــــــــ

أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.

* * *

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير