تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"قَالَ لَهُ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّا نَرَى صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ، حَتَّى يُعَلِّمَكُمُ الْخِرَاءَةَ، قَالَ: أَجَلْ؛ إِنَّهُ يَنْهَانَا أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ، أَوْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ، وَيَنْهَانَا عَنِ الرَّوْثِ وَالْعِظَامِ، وَقَالَ: لاَ يَسْتَنْجِي أَحَدُكُمْ بِدُونِ ثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ.".

ــــــــــــ

الرَّوْث: رجيع ذوات الحوافر.

ــــــــــــ

أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والبزار، والنسائي، وابن خزيمة، والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي.

* * *

عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r :

" إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ أُعَلِّمُكُمْ إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلاَ تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا، وَأَمَرَ بِثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ، وَنَهَى عَنِ الرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ، وَنَهَى أَنْ يَسْتَطِيبَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ.".

ــــــــــــ

وَأَمَرَ بِثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ؛ يعني في الاستجمار.

الروث؛ رجيع ذوات الحوافر.

ــــــــــــ

أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، وابن خزيمة.

* * *

فهذه ثلاثة أحاديث في باب قضاء الحاجة، من نور هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، يعلمنا فيها إذا دخلنا دورة المياه ماذا نقول، وكيف نستنجي، وإذا لم نجد ماءً كيف نصنع، وأن لا نستقبل القبلة ولا نستدبرها عند قضاء الحاجة، وأن لا يستنجي أحد منا بيمينه.

فبالله عليكم بعد هذا النور الواضح المبين نحتاج لأن نرجع لقول فلان، أو رأي فلان؟!

لقد اكتمل ديننا وطاب؛

إن رسالة الإسلام العظيم جمعها الله، عَزَّ وجَلَّ، بحكمته وعلمه، في كتابه، وفي هَدْيِ رسوله صلى الله عليه وسلم , وما عدا ذلك فهو أمرٌ آخر، يُسمَّى باسمٍ آخر، وما هو من دين الله في شيءٍ، يتفق فيه الناسُ، أو يختلفُ فيه البعضُ، فقد أكملَ الله دينَنَا، وأَتَمَّ علينا نعمتَهُ، ورضيَ لنا الإسلامَ دينًا، وكل ذلك حدث قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعامٍ، فأيُّ ادعاءٍ بزيادةٍ بعد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في أحكام الإسلام، أو نقصان، إنما هو في الحقيقة ادعاءُ إنسان لم يُؤمن بأن الله أَكمل هذا الدينَ، وأَتَمَّهُ.

يقول رب العالمين: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... }.

وهذا اليوم، المشار إليه في الآية، هو يومُ عَرفَةَ، من حَجَّةِ الوداع؛

فعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ أَنَّ عَلَيْنَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لأَعْلَمُ أَيَّ يَوْمٍ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، نَزَلَتْ يَوْمَ عَرَفَةَ، فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ.

أخرجه الحُميدي، وأحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.

فإذا عَلِمَ المُسلِمُ أن الرسالةَ قد كَمُلَتْ بمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم , فهل يُسلم أَمْرَهُ لغيره، يسأله، ويستفتيه عن رأيه؟.

لو نزلت الآيةُ على اليهود، وعَلِموا اليوم الذي نزلت فيه، لاتخذوه عيدًا.

وقد نَزَلَت الآيةُ علينا، وعَلِمْنَا اليومَ، والساعةَ، كل هذا ومازلنا نقول:

إذا لم تجد الحكم في كتاب الله، ففي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فإذا لم تَجِدْهُ في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعليك بالإجماع.

فإذا لم تَجِدْهُ في الإجماع، فعليك بالقياس.

فإذا لم تَجِدْهُ في القياس، فعليك بفهم السَّلَف.

فإذا لم تَجِدْهُ في فهم السَّلَف، فعليك بالمصالح المرسلة.

فإذا لم تَجِدْهُ في المصالح المرسلة، فعليك بعمل أهل المدينة، على مذهب المالكية.

فإذا لم تَجِدْهُ في عمل أهل المدينة، فعليك بالاستحسان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير