تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقيل: الحكمة في مسخه ضبعاً أن الضبع من أحمق الحيوان، وآزر كان من أحمق البشر؛ لأنه بعد أن ظهر له من ولده من الآيات البينات أصرَّ على الكفر حتى مات، واقتصر في مسخه على هذا الحيوان: لأنه وسط في التشويه بالنسبة إلى ما دونه، كالكلب، والخنزير، وإلى ما فوقه، كالأسد مثلاً؛ ولأن إبراهيم بالغ في الخضوع له، وخفض الجناح، فأبى، واستكبر، وأصر على الكفر، فعومل بصفة الذل يوم القيامة؛ ولأن للضبع عوجا فأشير إلى أن آزر لم يستقم فيؤمن بل استمر على عوجه في الدين.

" فتح الباري " (8/ 500).

وأما الموقف الثاني: فإن فيه صورة تكاد تكون أبلغ من الأولى، ومطابقة للسؤال، وهي إخبار من الله تعالى عن مؤمن من أهل الجنَّة يمكنه ربه من رؤية صديق له في وسط النَّار، فلا يصيبه الحزن، ولا الكدر، بل يشكر ربه المتفضل عليه بالهداية، والإنجاء من الكفر والنار، ويلتفت لنعيمه الذي هو، ويشتغل به.

قال تعالى: (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ. قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ. يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ. أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ. قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ. فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ. قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ. وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ. قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ. فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ. قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ. وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ. أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ. إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ) الصافات/ 50 – 61.

قال ابن القيم – رحمه الله -:

ثم يقول المؤمن لإخوانه في الجنة: هل أنتم مطلعون في النار لننظر منزلة قريني هذا، وما صار إليه، هذا أظهر الأقوال، وفيها قولان آخران: أحدهما: أن الملائكة تقول لهؤلاء المتذاكرين الذين يحدِّث بعضهم بعضاً: هل أنتم مطلعون، رواه عطاء عن ابن عباس، والثاني: أنه مِن قوله الله عز وجل لأهل الجنة، يقول لهم: هل أنتم مطلعون؟.

والصحيح: القول الأول، وأن هذا قول المؤمن لأصحابه، ومحادثيه، والسياق كله، والإخبار عنه، وعن حال قرينه.

" حادي الأرواح " (ص 179).

قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله -:

(قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ) يقول المؤمن مخاطبا للكافر: والله إن كدت لتهلكني لو أطعتك. (وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) أي: ولولا فضل الله عليَّ: لكنت مثلك في سواء الجحيم حيث أنت، محضر معك في العذاب، ولكنه تفضل عليَّ، ورحمني، فهداني للإيمان، وأرشدني إلى توحيده (وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) الأعراف/ 43.

وقوله: (أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ. إِلا مَوْتَتَنَا الأولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) هذا من كلام المؤمن مغبطاً نفسه بما أعطاه الله من الخلد في الجنة، والإقامة في دار الكرامة، لا موت فيها، ولا عذاب؛ ولهذا قال: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

" تفسير ابن كثير " (7/ 16).

هذا الذي يمكننا قوله في هذه المسألة، وأن المؤمن يعلم حكم الله في الكفار، ويسلم لحكمة الله تعالى، وينسيه ما هو فيه من نعيم، ما يكون عليه غيره من أهله وأحبابه في النار؛ رحمة، وفضلاً من ربه عز وجل.

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islamqa.com/ar/ref/115480

ـ[يحيى صالح]ــــــــ[23 - 05 - 08, 03:10 م]ـ

[ CENTER] وأن لذلك أسباباً كثيرة، منها:

1. علم أهل الجنة بالحكم الشرعي.

2. تسليمهم بالحكمة الربانية.

3. ونعيمهم وهناؤهم العظيم ينسيهم ما فيه غيرهم من المستحقين للعذاب. [/ RIGHT]

الشيخ الفاضل / العتيبي

أكرمك الله تعالى وبارك فيك و نفعنا بعلمك.

هل يمكن أن يكون ما سبق من أسباب هو المبرر لذلك؟!

1. علم أهل الجنة بالحكم الشرعي.

هذا السبب مع كونه موجودًا فعلاً، إلا أنه ليس بسبب حقيقي.

هل العلم بالحكم الشرعي ينافي الحزن المستقر بالنفس؟

المرأة تحيض في الثواني الأخيرة قبل الغروب فتضطر للفطر في رمضان، أليست حزينة في قرارة نفسها، مع (علمها) بالحكم الشرعي؟

2. تسليمهم بالحكمة الربانية.

ألم ترَ إلى محمد صلى الله عليه وسلم كيف حزن على فراق ابنه إبراهيم و بكى عليه، مع تسليمه بالحكمة الربانية؟

3. ونعيمهم وهناؤهم العظيم ينسيهم ما فيه غيرهم من المستحقين للعذاب.

هل من الممكن أن ترى - أو يرى أحدهم - حبيبه أو قريبه في مأزق أو ورطة ثم تراه - هو يتمتع بحياته؟!

هذا من المستحيل عقلاً.

الذي يمكن تصوره هو أن الله عز وجل ينزع الرأفة من قلوب المؤمنين تجاه أقربائهم من أهل النار.

عندها لا يشعر المؤمن - المتنعم بالجنة - بأي أسىً أو حزنٍ تجاه أقربائه أو أحبائه.

و المسألة مطروحة بعد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير