تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

معنى (واهجروهن في المضاجع) أَوْثِقُوهُنَّ فِي الْبُيُوت وَاضْرِبُوهُنَّ!! قاله ابن جرير!!

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 08:20 م]ـ

قال تعالى:

(وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا). [النساء (34)].

قال العلامة ابن جرير الطبري – بعد سوقه أقوال أهل العلم في معنى الهجر -:

(قال أبو جعفر: ولا معنى لـ"الهجر" في كلام العرب إلا على أحد ثلاثة أوجه:

أحدها:"هجر الرجل كلام الرجل وحديثه"، وذلك رفضه وتركه، يقال منه:"هَجر فلان أهله يهجرُها هجرًا وهجرانًا".

والآخر: الإكثار من الكلام بترديد كهيئة كلام الهازئ، يقال منه:"هجر فلانٌ في كلامه يَهْجُر هَجْرًا"، إذا هذَى ومدّد الكلمة "وما زالت تلك هِجِّيراه، وإهْجِيرَاه"، ومنه قول ذي الرمة:

رَمَى فَأَخْطَأَ، وَالأقْدَارُ غَالِبَةٌ ... فَانْصَعْنَ وَالْوَيْلُ هِجِّيرَاهُ وَالْحَرَبُ

والثالث:"هَجَر البعير"، إذا ربطه صاحبه بـ "الهِجَار"، وهو حبل يُربط في حَقْويها ورُسغها، ومنه قول امرئ القيس:

رَأَتْ هَلَكًا بِنِجَافِ الْغَبِيطِ ... فَكَادَتْ تَجُدُّ لِذَاكَ الْهِجَارَا

........... "ثم أبطل رحمه الله تعالى القولين الأولين، ورجح الثالث! " فقال:

فأولى الأقوال بالصواب في ذلك أن يكون قوله:"واهجروهن"، موجَّهًا معناه إلى معنى الرّبط بالهجار!!، على ما ذكرنا من قيل العرب للبعير إذا ربطه صاحبه بحبل على ما وصفنا:"هَجَره فهو يهجره هجْرًا".

وإذا كان ذلك معناه كان تأويل الكلام:

واللاتي تخافون نشوزَهن فعظوهن في نشوزهن عليكم. فإن اتعظن فلا سبيل لكم عليهنّ، وإن أبين الأوْبة من نشوزهن فاستوثقوا منهنّ رباطًا في مضاجعهن يعني: في منازلهن وبُيوتهن التي يضطجعن فيها ويُضاجعن فيها أزواجهنّ .. ) اهـ.

وهذا الذي قاله هذا البحر مستغرب جدا!، و لقد رد عليه العلامة ابن العربي – رحمه الله تعالى – في تفسيره فقال –وأجاد-:

("يا لها هفوة من عالم بالقرآن والسنة!! وإني لأعجبكم من ذلك: أن الذي جرأه على هذا التأويل، ولم يرد أن يصرح بأنه أخذه منه، وهو حديث غريب، رواه ابن وهب عن مالك: أن أسماء بنت أبي بكر الصديق امرأة الزبير بن العوام ... " ثم ذكر قصة ضرب الزبير أسماء وضرتها، وأنه عقد شعر واحدة بالأخرى "

ثم قال ابن العربي:

(فرأى الربط والعقد مع احتمال اللفظ، مع فعل الزبير، فأقدم على هذا التفسير لذلك. وعجبًا له، مع تبحره في العلوم وفي لغة العرب، كيف بعد عليه صواب القول، وحاد عن سداد النظر"!!) اهـ.

وقد صوّب الحافظ كلام ابن العربي في الفتح فقال:

(وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّفْسِير فِي الْمُرَاد بِالْهِجْرَانِ، فَالْجُمْهُور عَلَى أَنَّهُ تَرْك الدُّخُول عَلَيْهِنَّ وَالْإِقَامَة عِنْدهنَّ عَلَى ظَاهِر الْآيَة، وَهُوَ مِنْ الْهِجْرَان وَهُوَ الْبُعْد، وَظَاهِره أَنَّهُ لَا يُضَاجِعهَا. وَقِيلَ الْمَعْنَى يُضَاجِعهَا وَيُوَلِّيهَا ظَهْره، وَقِيلَ يَمْتَنِع مِنْ جِمَاعهَا، وَقِيلَ يُجَامِعهَا وَلَا يُكَلِّمهَا، وَقِيلَ " اُهْجُرُوهُنَّ " مُشْتَقّ مِنْ الْهُجْر بِضَمِّ الْهَاء وَهُوَ الْكَلَام الْقَبِيح أَيْ أَغْلِظُوا لَهُنَّ فِي الْقَوْل، وَقِيلَ مُشْتَقّ مِنْ الْهِجَار وَهُوَ الْحَبْل الَّذِي يُشَدّ بِهِ الْبَعِير يُقَال هَجَرَ الْبَعِير أَيْ رَبَطَهُ، فَالْمَعْنَى أَوْثِقُوهُنَّ فِي الْبُيُوت وَاضْرِبُوهُنَّ قَالَهُ الطَّبَرِيُّ وَقَوَّاهُ وَاسْتَدَلَّ لَهُ؛ وَوَهَّاهُ اِبْن الْعَرَبِيّ فَأَجَادَ) اهـ.

قال العلامة أحمد شاكر في تحقيقه على تفسير الطبري متعقبا ابن العربي في استنتاجه دليل ابن جرير، بعد أن نقل كلام ابن العربي:

(واستخراج أبي بكر ضمير الطبري، إذ ذكر الخبر الذي جرأه على هذا التفسير، ليس يعجبني، ولو كان الطبري أراده لذكره كعادته. ولكني أظن أبا جعفر قد تورط في هذا التأويل، للعلل التي قدم ذكرها بعد كلامه في تفسير"الهجر"، وأنه لو كان الكلام"فاهجروهن في المضاجع"، ولم يقل سبحانه قبله"فعظوهن"، لما احتاج أبو جعفر إلى هذا التأويل. وإذن فالذي دعاه إلى هذا التأويل هو تتابع الكلامين"فعظوهن" و"اهجروهن في المضاجع"، ثم إنه أيضًا لم يجد مساغًا للجمع بين معنى"النشوز"، ومعنى"الهجر"، كما قلت في ص: 308 تعليق: 4. ولاستيفاء القول في ذلك مكان غير هذا المكان) اهـ.

أقول (علي):

الحمد لله الحمد لله أن هذا القول مرجوح بل ومستغرب، لأن كثيرا من النساء لم تسلم من بسطة زوجها على القول الراجح، فكيف مع هذا القول الغريب؟!!:)

والحمد لله رب العالمين.

ـ[ابو مسهر]ــــــــ[24 - 01 - 09, 07:52 م]ـ

واهجروهن في المضاجع واضربوهن اي اربطوهن في المضاجع واضربوهن

وهذا تفسير لا استغراب فيه وهو ان يكون الضرب في المضجع مربوطة

وكان في وسع ابن العربي وهو المالكي ان لا يقول عن حديث يرويه ابن وهب عن مالك غريب

وهذا خير من ان يوصي باخذ ما شجر بين الصحابة من تاريخ ابن جرير كما في العواصم

اما قول الحافظ فاجاد يعني ابن جرير والله اعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير