[ما حكم قراءة القرآن دون ترتيل؟]
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[16 - 01 - 09, 04:48 م]ـ
السلام عليكم ..
هل يجوز قراءة القرآن قراءة عاديّة؟ أي دون أي ترتيل؟ لأني أرى أني أكثر قدرة على تفحص المعاني و الكلمات القرآنية، إذا قرأته قراءة عاديّة دون أي ترتيل، بينما إذا رتلت أجد نفسي أنساق وراء الترتيل دون قدرة على التركيز على المعاني و تأمل الآيات!!
شُكرًا لكم ..
لا تَنسوا قراءة سورة الكهف ليوم الجمعة ..
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[16 - 01 - 09, 05:28 م]ـ
السؤال
السلام عليك فضيلة الشيخ هل المسلم ملزم بأن يجود قراءة القرآن في أثناء الصلاة وفي خارج الصلاة (أي: عندما يريد أن يقرأ القرآن من المصحف)؟ أفيدونا أفادكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فالمسلم كتابه الذي يتلوه ويتغنى به ويقضي وقته معه هو القرآن الكريم.
والله تعالى يقول في كتابه: (ورتل القرآن ترتيلاً). [المزمل: 4]، وكلما كانت القراءة مرتلة ومجوَّدة كلما كانت أخشع للقلب وأسرع للفهم وأجلب للسكينة أما القراءة السريعة وغير المجوَّدة التي يقصد منها غالباً الانتهاء من مقطع معين أو سورة أو جزء. فقد ورد نهي السلف عن فعل مثل هذا الأمر كما نقل ذلك عن ابن مسعود.
وقراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته كانت مدَّاً يمد الحروف ويحسنها حتى قالت عائشة: لربما قرأ السورة القصيرة حتى يظن أنها أطول مما هي عليه.
ولكن لو قرأ الشخص القرآن بالحدر مع مراعاة أحكام التجويد فلا حرج عليه إن شاء الله كما يفعل من أراد القراءة أو المراجعة في غير الصلاة.
مع العلم بأن مراعاة أحكام التجويد واجبة في القراءة أخذاً بقوله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) [المزمل:4].
وهو قول جماعة من العلماء.
قال الإمام ابن الجزري والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القرآن آثم.
والله أعلم.
المصدر:
الشبكة الاسلامية.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[16 - 01 - 09, 06:06 م]ـ
هذه بعض تعليقات كنتُ كتبتها على سورة المزمل، وإليك الجزء الخاص بمعنى الترتيل وكلام أهل العلم في حكمه:
? ? ? ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=963961#_ftn1))
أي اقرأه على تَمَهُّلٍ، وبيّنه تبييناً.
ــــــــــ
([1]) قال الإمام الطبري (23/ 362): [يقول تعالى ذكرُه: وبَيّن القرآنَ إذا قرأتَهُ تبيينا، وتَرَسَّل فيه ترسلاً]، وقال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (21/ 322): [أي: لا تعجل بقراءة القرآن، بل اقرأه في مَهَل وبيان مع تدبر المعاني]، وقال الإمام ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (14/ 161): [أي: اقرأه على تمهل، فإنه يكون عوناً على فهم القرآن وتدبره].
ـــــــــ
فوائد
الفائدة الأولى: استحبابُ ترتيل القرآن، وجوازُ الإسراعِ في قراءته، وكراهةُ السرعةِ الشديدةِ في قراءته:
قال الإمام النووي (ت:676هـ):
[وقد اتَّفَقَ العُلَمَاءُ على استحبابِ الترتيلِ] ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=963961#_ftn1)).
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت:852هـ):
[اِسْتِحْبَاب التَّرْتِيل لا يَسْتَلْزِم كَرَاهَة الإِسْرَاع، وَإِنَّمَا الَّذِي يُكْرَه الْهَذّ وَهُوَ الإِسْرَاع الْمُفْرِط بِحَيْثُ يَخْفَى كَثِير مِنْ الْحُرُوف أَوْ لا تَخْرُج مِنْ مَخَارِجهَا] ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=963961#_ftn2)).
وقال أيضاً:
[وَالتَّحْقِيق أَنَّ لِكُلٍّ مِنْ الإِسْرَاع وَالتَّرْتِيل جِهَةَ فَضْل، بِشَرْطِ أَنْ يَكُون الْمُسْرِع لا يُخِلّ بِشَيْءٍ مِنْ الْحُرُوف وَالْحَرَكَات وَالسُّكُون الْوَاجِبَات، فَلا يَمْتَنِع أَنْ يَفْضُلَ أَحَدُهمَا الآخَرَ وَأَنْ يَسْتَوِيَا، فَإِنَّ مَنْ رَتَّلَ وَتَأَمَّلَ كَمَنْ تَصَدَّقَ بِجَوْهَرَةٍ وَاحِدَة مُثَمَّنَةٍ، وَمَنْ أَسْرَعَ كَمَنْ تَصَدَّقَ بِعِدَّةِ جَوَاهِر لَكِنْ قِيمَة الْوَاحِدَة، وَقَدْ تَكُون قِيمَة الْوَاحِدَة أَكْثَر مِنْ قِيمَة الأُخْرَيَات، وَقَدْ يَكُون بِالْعَكْسِ] ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=963961#_ftn3)).
قال الإمام ابنُ القيم:
[قراءةُ سورة بتدبرٍ ومعرفة وتفهم وجمع القلبِ عليها أحب إلى الله تعالى من قراءة ختمة سرداً وهَذَّاً وإن كَثُرَ ثوابُ هذه القراءة] ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=963961#_ftn4)).
الفائدة الثانية: جواز القراءة بدون تدبر، لكن القراءةَ بتدبر أعظمُ أجراً:
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني:
[وَلا خِلافَ فِي جَوَازِ السَّرْدِ بِدُونِ تَدَبُّرٍ، لَكِنَّ الْقِرَاءَةَ بِالتَّدَبُّرِ أَعْظَمُ أَجْراً] ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=963961#_ftn5)).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) "التبيان في آداب حملة القرآن" (ص91).
([2]) "فتح الباري بشرح البخاري" (8/ 707).
([3]) "فتح الباري بشرح البخاري" (8/ 707).
([4]) "المنار المنيف في الصحيح والضعيف" (ص21).
([5]) "فتح الباري بشرح البخاري" (2/ 303 - ط. دار الريان).
¥