تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مفهوم الجلباب: كون الجلباب من قطعة واحدة فيه فائدة دقيقة]

ـ[سمير زمال]ــــــــ[24 - 01 - 09, 10:22 م]ـ

مفهوم الجلباب


قاله بفمه ورَقَمه بقلمه

العبدُ الضعيف أبو العباس محمد رحيل

إمام مسجد النور بوادي التاغية معسكر.

بسم الله الرحم?ن الرحيم

الحمد لله رب العلمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين, وآله الطيبين, وصحابته الغر الميامين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين أما بعد:

فإني لما رأيت بعض الناس يزعم أن الجلباب دخيل ومخترع, وليس هو من الإسلام في شيء أحببت أن أبين مفهوم الجلباب حتى يتضح الصبح لذي عينين فأقول -وبالله التوفيق-:

إن "الجلباب" لغة عربية فصيحة ذكرت في القرآن الكريم قال الله تعالى:? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا? [الأحزاب: 59]

الجلابيب جمع جلباب فما المراد بالجلباب؟ لقد اختلفت عبارات اللغويين في الجلباب على أقوال:

1 - أنه الملحفة: جاء هذا في مختار الصحاح ص107ط مؤسسة الرسالة.

2 - كل ثوب تلبسه المرأة فوق الخمار: جاء هذا في تفسير الألوسي روح البيان 11/ص88ط دار الفكر.

3 - أنه الخمار: جاء هذا في تفسير القا سمي 8/ص112.

4 - أنه الملاءة: نفس المصدر.

5 - أنه القميص: جاء هذا في لسان العرب لابن منظور 1/ص194 ط دار الكتب العلمية.

6 - أنه الإزار: نفس المصدر.

7 - أنه الرداء: نفس المصدر.

8 - ثوب واسع للمرأة دون الملحفة: جاء هذا في محيط المحيط ص115.

والمتمعن في هذه الألفاظ يجدها مختلفة اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد وممن قال بهذا:

1 - أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي [ت671ه] فقال في [تفسيره: الجامع لأحكام القرآن]: والجلابيب جمع جلباب وهو ثوب أكبر من الخمار، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنه الرداء وقد قيل إنه القناع، والصحيح أنه الثوب الذي يستر جميع البدن"

2 - برهان الدين أبو الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي [ت885ه] فقال في كتابه [نظم الدرر في تناسب الآيات والسور 6/ص135]: "والجلباب: القميص وثوب واسع دون الملحفة تلبسه المرأة، والملحفة: ما ستر اللباس أوالخمار وهو كل ما غطى الرأس، وقال البغوي: الجلباب الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الخمار, وقال حمزة الكرماني: قال الخليل: كل ما تستر به من دثار وشعار وكساء فهو جلباب، والكل يصح إرادته هنا فإن كان القميصَ فإدناؤه إسباغه حتى يغطي يديها ورجليها، وإن كان ما يغطي الرأس فإدناؤه سترُ وجهها وعنقها، وإن كان المراد ما يغطي الثياب فإدناؤه تطويله وتوسيعه بحيث يستر جميع بدنها وثيابها، وإن كان المراد ما دون الملحفة فالمراد ستر الوجه واليدين."

3 - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قال في [مجموع الفتاوى22/ص110 - 111]: "والجلباب هو الملاءة وهو الذي يسميه ابن مسعود -رضي الله عنه- وغيره الرداء وتسميه العامة الإزار، وهو الإزار الكبير الذي يغطي رأس المرأة وسائر بدنها"

وإذا كان كذلك فجلباب السلفيات الذي يرتدينه يسمى جلبابا شرعيا لأنه يستر جميع البدن بثوب واحد من الرأس إلى أسفل القدمين، وهذا هو المروي عن ابن عباس قال رضي الله عنه: "الذي يستر من فوق إلى أسفل." [روح البيان للألوسي11/ص88].

تنبه: كون الجلباب من قطعة واحدة فيه فائدة دقيقة قلَّ من يتنبه لها وهي: أن المرأة إذا ارتدت الجلباب فإنه يستر جميع بدنها ولا يحدِّد كتفيها ولا أليتيها، بخلاف الجلاّبة والخمار المتعارف عليه في عصرنا فإنهما يحدِّدان الكتفين والأليتين، وخاصة أن أغلب النساء يتَّصفن بالبدانة، فالحذر الحذر أيتها النساء المسلمات لا تميِّعن الجلباب فإنه رمز الحياء والعفة والشرف. والحمد لله رب العلمين

ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[24 - 01 - 09, 10:33 م]ـ
بارك الله فيك

ـ[سمير زمال]ــــــــ[02 - 02 - 09, 07:53 م]ـ
وفيك بارك الله أخي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير