تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الجزية .. هل لها علة؟]

ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[13 - 01 - 09, 01:19 م]ـ

الإخوة الكرام

السلام عليكم ورحمة الله

هناك من يردد بأن الجزية شُرعت أساسًا لحماية أهلة الذمة والدفاع عنهم، فهم يدفعونها مقابل هذه الحماية، وما داموا الآن قد دخلوا التجنيد ويدافعون عن البلاد مع المسلمين فلا جزية واجبة عليهم، لانتفاء هذه العلة التي من أجلها شرعت.

والسؤال:

هل حقا شرعت الجزية لهذه العلة؟ ومن قال بهذا من السلف وفقهاء المذاهب قديما؟ ثم إذا كان كلامهم صحيحا فلماذا لم يحدث في تاريخ المسلمين أن حاول حكام المسلمين أن يُدخلوا الذميين في الجيش المقاتل ويسقطوا الجزية عنهم

لمن كان عنده علم بذلك فليجد به وجزاه الله خيرا

ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[13 - 01 - 09, 06:35 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الجزية هي ما يؤخذ من أهل الذمة، قال القرطبي إنها مشتقة من جزى يجزى إذا كافأ عَمَّا أسدى إليه فكأنهم أعطوها جزاء ما منحوا من الأمن، وهي إنما تؤخذ من الحر البالغ العاقل المقاتل عند القدرة على دفعها، ولا تؤخذ من النساء والصبيان والعبيد والمجانين والشيوخ الهرمين ولا من العاجز عن دفعها فقد أعفى عمر منها يهوديا فقيراً وجده يسأل، وهي من محاسن الإسلام فقد كان ملوك الروم يأخذون من العاملين نصف إنتاجهم، وأحياناً يغتصبون منهم مالهم بغير حد، فجاء الإسلام وأخذ منهم ديناراً واحداً كما في حديث الترمذي عن معاذ بن جبل قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأمرني أن أخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعاً ومن كل أربعين مسنة ومن كل حالم ديناراً. والحديث صححه الألباني.

ثم إن فرض الجزية عليهم لا يعني إكراههم على الإسلام، فإنه لا إكراه في الدين، كما في الآية، وكما في المصنف لعبد الرزاق: كان في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن ومن كره الإسلام من يهودي ونصراني فإنه لا يحول عن دينه وعليه الجزية.

ولكنها فرضت عليهم مقابلة لحماية أرواحهم وأموالهم وتأمينهم على ذلك، وقد كان الصحابة عندما يخافون الخطر على أهل الذمة يردون إليهم ذمتهم، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1672، 8520، 6052، 14614، 39284.

المصدر: http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=59982


قلت: لا يخفى على الجميع أن الجزية فيها الخير لأهل الذمة، وهي من محاسن الشريعة الغراء. لكن الجزية تمثل أيضاً عزة وقوة المسلم وذل الكافر وذلك ظاهر في النظر في قيمة الجزية المفروضة، وكيف أن هناك من يعفى من الجزية لفقره أو لضعفه وما إلى ذلك!

والله أعلم

ـ[ابوالوليد الطاهري]ــــــــ[13 - 01 - 09, 07:29 م]ـ
جزى الله الفاضل ايمن خالد خير الجزاء

وما ذكره صحيح وقد اجاد وافاد

ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[13 - 01 - 09, 10:28 م]ـ
علة الجزية انما هي عقد الذمة ...... فالجزية اذن من مقتضيات عقد الذمة لا علة له ........ كما أن حماية الدولة لرعاياها من اهل الذمة من من مقتضيات العقد نفسه ...... فهذا العقد يلزم الذميين بدفع الذمة و بعض الشروط الاخرى التي تلزم بمجرد العقد ثم تلزم الدولة بحماية اهل الذمة و الدفع عنهم
اما ان تكون الجزية وجبت نظير دفع المسلمين عنهم و حمايتهم اياهم بحيث لو التحق اهل الذمة بالجيش او نحوه سقطت عنهم = فهذا اراه خطأ لأنه لا ينعكس أي أن المسلم لو رفض الالتحاق بالجيش و الدفع عن المسلمين لن يجب عليه جزية قطعا لانه لا جزية على مسلم بالاتفاق. فلو كان ما ذكر هو العلة للجزية لوجبت على المسلم ايضا في هذه الحال.
ثم ان سياق الاية التي ورد فيها الامر البجزية (قاتلوا الذين لا يؤمنون ..... ) الاية من سورة التوبة ..... =سياقها يأبى ذلك كل الإباء
فالجزية تشبه من وجه ما فكرة التجنيس (الجنسية) الآن ..... لأن مناط تقسيم الاسلام للناس انما هو بحسب عقيدته و دينه لا بحسب انتماءه لاشئ آخر ... فجنسية المسلم عقيدته و عقيدته جنسيته و هذا شبيه بالتقسيم السياسي الحديث الناس بحسب انتمائهم لبلادهم فاذا ما قدم عليهم من هو من خارج البلاد دفع رسوما مقابل دخوله .......... هذا تقريب لفكرة الجزية فحسب و الا فهي لا تتطابق مع الجنسية من كل وجه فالامر فيها ليس مجرد رسوم للدخول بل هو اظهار لسيادة العقيدة الاسلامية و سيادة القانون الاسلامي و لذلك كان اقوى الاقوال _حسب ترجيح ابن القيم في تاويل قوله تعالى "و هم صاغرون" _ اي ملتزمون لجريان احكام الاسلام خاضعين لقانونه ما داموا في بلد يحكمه الاسلاام
اما الاقوال التي تتردد بان الجزية وجبت مقابل الحماية و نحو ذلك فاغلبها كان مصدره انهزاما نفسيا اريد به تبرير بعض احكام الاسلام و التي لا تتماشي مع الروح الليبرالية الحديثة التي شكلت المنظموة الثقافية لهذه الاجيال بحيث يعد كل ما خالفها خطأ با تخلفا و لذلك فكل من اراد ان ينظر لمثل هذه القضايا الشائكة فعليه ان ينطلق من الاسلام نفسه و اصوله و روحه غير متأثر باي من الافكار و المفايهم السائدة و التي يعارض بها شرع الله ثم عليه ان يكتشف مكامن الخطأ و الخطل في كل ما يعارض به دين الله جل و علا و انظر اخي الكريم كتاب معالم في الطريق لسيد قطب رحمه الله نموذجا على ما اقول
و مسالة الجزية مسالة ذات شعب كثيرة لا مجال للتطرق اليها
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير