وقال جماعة من أهل العلم تحدد الإقامة بعشرة أيام لأنه صلى الله عليه وسلم أقام عشرة أيام في مكة في حجة الوداع وأدخلوا في ذلك إقامته في منى وفي عرفة وقالوا عنها إنها إقامة قد عزم عليها، فتكون المدة التي يجوز فيها القصر عشرة أيام فأقل. لأنه قد عزم عليها. وهذا قول له قوته وله وجاهته لكن الجمهور جعلوا توجهه من مكة إلى منى شروعا في السفر لأنه توجه إلى منى ليؤدي مناسك الحج ثم يسافر إلى المدينة.
وبكل حال فالمقام مقام خلاف بين أهل العلم وفيه عدة أقوال لأهل العلم، لكن أحسن ما قيل في هذا وأحوط ما قيل في هذا المقام، هو ما تقدم من قول الجمهور، وهو: أنه إذا نوى المسافر الإقامة في البلد أو في أي مكان أكثر من أربعة أيام أتم، وإن نوى إقامة أقل قصر، وإذا كانت ليس له نية محددة يقول أسافر غداً أو أسافر بعد غد، يعني له حاجة يطلبها لا يدري متى تنتهي، فإن هذا في حكم السفر وإن طالت المدة.
والله ولي التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - المجلد الثاني عشر.
)
(بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال: الطلبة الذين يدرسون في الخارج يواجهون صعوبة في أداء الصلاة في وقتها بسبب تعارضها مع مواعيد الدراسة هناك وبسبب اختلاف الحياة من النواحي الاجتماعية عما هي عليه في السعودية، وكذلك يواجهون صعوبة في أداء الفرائض في أغلب الأماكن، فما الحكم؟. وهل يجوز لهم القصر والجمع باعتبارهم مسافرين وإن طالت المدة؟.
الجواب: الصلاة أهمُّ أركان الإسلام بعد الشهادتين، وقد قال الله تعالى فيها: [إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً]، وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أوقاتها وحذر أمته من تأخيرها عن أوقاتها، وكان صلى الله عليه وسلم يحافظ على أدائها في أوقاتها ولو في أحرج الأوقات وأشد الأحوال كحال الجهاد في سبيل الله امتثالاً لقوله تعالى: [حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فإن خفتم فرجالا أو ركباناً فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون].
فيجب على كل مسلم أن يحرص على أداء الصلوات الخمس جماعة في أوقاتها، وما ذكر من أن الحياة الاجتماعية تختلف في البلاد الأجنبية عما هي عليه في السعودية ومن أن أغلب الأماكن يصعب تأدية الفرائض فيها لا يعتبر عذراً شرعيا. فإن الأرض كلها مسجد وطهور فأينما أدركت المسلم الصلاة فليصل ولا يجوز له أن يخجل من إظهار شعائر الدين مجاملة للمشركين أو مخافة سخريتهم به، ولا يليق بالمسلم أن يصده ذلك عن أداء ما فرض الله عليه، أما تعارض أداء الصلوات الخمس في أوقاتها مع مواعيد الدراسة فيمكن أن توجد فرصة بين محاضرة وأخرى لأداء ما حضر وقته منها ولو في وسط وقتها أو آخره على أن بعضها في غير وقت الدراسة كصلاة الفجر والعشاء، وعلى تقدير أن يضطر إلى الجمع بين الصلاتين في بعض الأوقات فيجمع أحياناً عند الضرورة بين الظهر والعصر جمع تقديم وجمع تاخير حسب ما تقتضي به الضرورة ويجمع بين المغرب والعشاء كذلك.
أما صلاة العصر فيحرم تأخيرها إلى غروب الشمس على أي حال، وكذلك العشاء يحرم تأخيرها إلى الفجر، والفجر يحرم تأخيره إلى طلوع الشمس، ولا يجوز لهم قصر الصلاة في مثل هذه الحال لأنهم مقيمون فلهم حكم المستوطنين لا المسافرين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - فتوى برقم 1357، في تاريخ 15/ 1/1397هـ
مجلة البحوث الإسلامية، العدد 15، ص 68 - 69
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 01 - 09, 06:16 م]ـ
فتوى الشيخ العلامة
ابن عثيمين - رحمه الله -
(فتاوي الشيخ ابن عثيمين
رسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن طلبة مبتعثون للدراسة في الخارج, هل تنطبق علينا أحكام السفر القصر و عدم وجوب صلاة الجمعة والجماعة ونحو ذلك؟
نرجو التكرم بالإيضاح والتفصيل. جزاكم الله خيراً ووفقكم لما يحبه و يرضاه.
بسم الرحمن الرحيم
¥