تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أم ديالى]ــــــــ[06 - 10 - 09, 03:07 ص]ـ

جزاكم الله خيرا وماذا عن النقول التي وضعتها لكم؟ كيف الجمع لانني منذ مدة طويلة من حين اطلاعي عليها وانا على العمل بها ونشرها .. خصوصا حينا اقرأ في بعض المنديات تصدقي بنية الفرج اقرأي البقرة بنية الزواج استغفري بنية كذا وكذا

ـ[محمد محمود جمعة إبراهيم]ــــــــ[06 - 10 - 09, 09:25 ص]ـ

للتعقييب على ما ذكرت أقول لا شك أن من أراد بعمله الدنيا بحيث أن يكون الباعث له على العمل النفع الدنيوي ولا مطلب له في الأجر الأخروي فهذا ما له في الآخرة من خلاق وكذلك من كان الباعث له طلب الأجر من الله وطلب المدح من الخلوق لكنا نتكلم عمن يرجو بعمله ثواب الله وأن يحصل له نفع دنيوي أو مصالح مما ذكرت فهذا نقول له لو أخلصت لكان خيرا لك وأعظم أجرا لكنا نقول إن عمله ليس باطلا فاسدا لكنه ينقص أجره بذلك لأن الشارع قد حرض على كثير من العبادات بذكر مصالح تحصل للعبد بها ... فيحمل ما نقلت على من أراد بعمله الدنيا ولا نظر له لثواب الآخرة ويحمل ما ذكرت على من شرك في نيته منفعة لا تعلق لها بالمخلوق ........

قال العلامة ابن العثيميين:

إن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا، وحسنى الآخرة فلا شيء عليه في ذلك؛ لأن الله يقول: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) الطلاق/2 - 3، وهذا ترغيب في التقوي بأمر دنيوي.

فإن قيل: من أراد بعمله الدنيا كيف يقال بأنه مخلص؟

فالجواب: أنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقا فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم على عبادته بل قصد أمرا ماديا من ثمرات العبادة، فليس كالمرائي الذي يتقرب إلى الناس بما يتقرب به إلى الله ويريد أن يمدحوه به، لكنه بإرادة هذا الأمر المادي نقص إخلاصه فصار معه نوع من الشرك وصارت منزلته دون منزلة من أراد الآخرة إرادة محضة.

وبهذه المناسبة أود أن أنبه على أن بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية؛ فمثلا يقولون في الصلاة رياضة وإفادة للأعصاب، وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب الوجبات، والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل؛ لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة الآخرة، ولذلك بين الله تعالى في كتابه حكمة الصوم - مثلا أنه سبب للتقوى، فالفوائد الدينية هي الأصل، والدنيوية ثانوية، وعندما نتكلم عند عامة الناس فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية، وعندما نتكلم عند ممن لا يقتنع إلا بشيء مادي فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ولكل مقام مقال " انتهى من كتاب "العلم" للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.

والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير