قلت: لقد كرر هذه المقولة في أكثر من موضع وخاصة عند ذكر حكم الغناء،ويغض النظر عن الحكم ويأتي بالمقطع من الغناء الذي يريده.
وهذا الفعل على ماذا يدل؟ يدل أنه قد أختار للمشاهدين هذا القول وبثه بينهم، وإلا الواجب عليه سؤال أهل العلم والفتيا ويصرح بما أفتوه له.
أما هذا الفعل فكأنه يقول: يقول أهل العلم ما يقولوا فهذا الذي أريده. ويجرئ العوام على سماع الأغاني.
والذي يشاهد حلقات خواطر 2 يجد أنه يختار القول بجواز سماع الأغاني بل ويعمل مقابلات مع أفسق المغنيين، ويظهر أنهم يغنون للدين،ويدعوا لمحمد المازم الذي انتقل من الناء للحب والهوى إلى الغناء للدين (كالمستجير بالرمضاء من النار).
2 - ومن أقواله ايضاً: لا فرق بيننا وبين الصحابة،سوى أنهم رأوه ولم نره.
قلت: الفرق الذي بيننا وبينهم فوق ما تتصوره أخي في الدين،ولكن أفكارك التي صيغت في رؤوس مشايخك الذين تخرجوا من أمريكا لا تستطيع إدراك ذلك الفرق.
قال صلى الله عليه وسلم:خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجىء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته. (عن عبد الله بن مسعود و النعمان بن بشير)
حديث ابن مسعود: رواه وأحمد (1/ 434، رقم 4130)، والبخارى (2/ 938، رقم 2509)، ومسلم (4/ 1962، رقم 2533)، والترمذى (5/ 695، رقم 3859) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (2/ 791، رقم 2362)، وابن حبان (16/ 205، رقم 7222)،
وحديث النعمان بن بشير: أخرجه ابن أبى شيبة (6/ 404، رقم 32413)، وأحمد (4/ 267، رقم 18374).
قال ابن مسعود رضي الله عنه": إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ. [مسند الإمام أحمد رقم (3600)] "
وصدق فيهم وصف ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال: "من كان متأسيا فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، قوم اختارهم الله لصحبه نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوا آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم." جامع بيان العلم وفضله (2/ 119)
وقد غلّظ جندب بن عبد الله رضي الله عنه القول عندما رأي من يفضل أحد من الناس على الصحابة فقال لفرقه دخلت عليه من الخوارج، فقالوا إنا ندعوك إلى كتاب الله، فقال: أنتم؟! قالوا: نحن، قال: أنتم؟! قالوا: نحن، فقال: يا أخابيث خلق الله في أتباعنا تختارون الضلالة، أم في غير سنتنا تلتمسون الهدى اخرجوا عنى [ذكره ابن القيم في كتاب " إعلام الموقعين" (4/ 139)]."
قال البيهقي في المفهم [المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 502)]:" أن من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورآه ولو مرة من عمره، أفضل من كل من يأتي بَعدُ، وأن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل.
تفكر في هذا الكلام أخي أحمد وراجع نفسك، فإن ما تدعوا الناس إليه له أبعاد قد لا تردكها أنت الآن، وقد كان شأن المنافقين في الماضي والحاضر التشكيك في نقلة هذا الدين لضرب الإسلام من خلال عدالة نقلته.!!!
3 - ومن أقواله: لا إنكار في الخلافيات.
قلت:
الرد عليه:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مسائل الخلاف هل فيها إنكار؟
وقال في إبطال التحليل، قولهم: ومسائل الخلاف لا إنكار فيها ليس بصحيح، فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول بالحكم، أو العمل، أما الأول فإن كان القول يخالف سنة أو إجماعًا قديمًا، وجب إنكاره وفاقا، وإن لم يكن كذلك فإنه ينكر بمعنى بيان ضعفه عند من يقول: المصيب واحد، وهم عامة السلف والفقهاء.
¥