فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حَمِدَنِى عَبْدِى وَإِذَا قَالَ (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِى. وَإِذَا قَالَ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ). قَالَ مَجَّدَنِى عَبْدِى - وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَىَّ عَبْدِى - فَإِذَا قَالَ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ). قَالَ هَذَا بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ). قَالَ هَذَا لِعَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ». رواه مسلم
.....................
وأقول أيضا (مدارسة فقط) ولم أرى من يستشهد به في هذا المسألة فإن أخطأت فأرشدوني وهو تأمل تأملته كثيرا قد يُستدل لهذه المسألة التغني بالدعاء بهذا الحديث الصحيح:
عن سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ فَسِرْنَا لَيْلًا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ لِعَامِرٍ يَا عَامِرُ أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ يَقُولُ اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا أَبْقَيْنَا وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَذَا السَّائِقُ قَالُوا عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ قَالَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ. رواه البخاري
وقد تأملت قول عامر رضي الله عنه وهو يحدو:
فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا أَبْقَيْنَا وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا. أليس هذا دعاء مع الحداء.
قال في فتح الباري:
أَمَّا الْحُدَاء فَهُوَ بِضَمِّ الْحَاء وَتَخْفِيف الدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ يُمَدّ وَيُقْصَر: سَوْق الْإِبِل بِضَرْبٍ مَخْصُوص مِنْ الْغِنَاء، ..
وقال أيضا:
وَأَطْنَبَ الْغَزَالِيّ فِي الِاسْتِدْلَال، وَمُحَصَّله أَنَّ الْحُدَاء بِالرَّجَزِ وَالشِّعْر لَمْ يَزَلْ يُفْعَل فِي الْحَضْرَة النَّبَوِيَّة، وَرُبَّمَا اُلْتُمِسَ ذَلِكَ، وَلَيْسَ هُوَ إِلَّا أَشْعَار تُوزَن بِأَصْوَاتٍ طَيِّبَة وَأَلْحَان مَوْزُونَة،.
أما ورد عن ذم التغني هل نقول إن هذا محمول على الزائد المبالغ فيه أو على طريقة الفساق وليس التغني العادي؟
ألا ترى أننا نقول (حتى من يتغنى بالقرآن بطريقة ألحان أهل الفسق أو المبالغ فيه بحيث يؤدي إلى اختفاء الحرف أو الزيادة المخالفة) أن هذا مذموم!
وأذكر الإخوة ما قصدت إلا المدارسة حتى نخرج بما ينشرح به الصدر.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[13 - 10 - 09, 03:42 م]ـ
أولاً: التغني بالدعاء والحكم فيه الندب قياساً على التغني بالقرآن، والحكم معتبر من حيث مقصد الشارع من الفعل لا من حيث الفعل نفسه. فتحسين الصوت في القرآن أجلب للخشوع والتنبه، لذا كان معتبراً في الدعاء والذكر. يقول الإمام الشافعي المطلبي، رضي الله عنه، في كتابه الأم: "فالحداء مثل الكلام والحديث المحسن باللفظ وإذا كان هذا هكذا في الشعر كان تحسين الصوت بذكر الله والقرآن أولى أن يكون محبوبا"
بارك الله فيك ونفعنا بك ..
عُدتُ إلى كتاب الأمّ، فوجدتُ الشافعيَّ رحمه الله ذَكر هذا القولَ في كتاب الأقضية في شهادة الرجل الذي يتخذ الغناء صناعته أو يغشى بيوت الغناء. وقد فرَّق فيه بين هذا اللون مِن الغناء وبين الحُداء المعروف عن العرب، ثم ساق ما رُوي عن استماع الرسول صلى الله عليه وسلّم الحُداءَ والرَّجَزَ. ثم قال: ((فالحداء مثل الكلام، والحديث المحسن باللفظ. وإذا كان هذا هكذا في الشعر، كان تحسين الصوت بذكر الله والقرآن أولى أن يكون محبوباً، فقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما أذن الله لشيءٍ أذنه لنبيّ حسن الترنّم بالقرآن". وأنه "سمع عبد الله بن قيس يقرأ، فقال: لقد أوتي هذا مِن مزامير آل داود". قال الشافعي رحمه الله تعالى: ولا بأس بالقراءة بالألحان وتحسين الصوت بها بأي وجه كان، وأحبّ ما يُقرأ إليّ حدراً وتحزيناً)). اهـ
ما فهمتُه أن الشافعي هنا يتحدّث عن الترنّم بالقرآن، والنصوص التي ذكرها تؤكّد ذلك. فهل قصد بقوله "ذِكر الله" شيئاً غير القرآن أم هو محمولٌ على سياق كلامه؟
ولي سؤال أيضاً: إن كان التغني بالدعاء مندوباً، فلماذا لم يفعله النبيّ صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا مَن أتى بَعدهم مِن السلف الصالح؟
جزاك الله خيراً على هذه الإحالة إلى كتاب الشافعيّ، ونفعنا الله بكم
¥