فأثنى الله عليه في أوّل البلاء بالصبر فقال سبحانه: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً} ولمّا رجع إلى ربّه والتمس فضله ورحمته، أثنى عليه بتحقيق العبودية قائلا: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} وقوله: {وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}، فلا إله إلاّ الله ما ألذّها من نعمة، ولا إله إلاّ الله ما أجلّها من منّة.
وكتب: أبو وائل غُندر
(يتبع)
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1) وممّا ينبغي أن يُعلم: أنّه مهما بالغ البعض وتفانى في تقرير هذه الكلمة، وبيان مدلولها، ونواقضها، حتّى ولو استهلكت جلّ وقته، وأفنى فيها جميع حياته، لا يجوز لأحدنا بحال من الأحوال أن يجد في نفسه حرجا من ذلك، فضلا عن أن تسوّل له نفسه أن ينكر على من كانت تلكم هي حاله، وذلك أنّ الكلام فيها كلام على أعظم حقوق الربّ سبحانه جلّ في علاه، فكيف يضيق أحدنا ذرعا من الكلام على حق الربّ الأعظم، ولو زاد عن حدّه في نظره القاصر نعوذ بالله من الحرمان!!
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2) ولذا نجد أحدنا على صلة قويّة متينة بربّه عزّ وجلّ قبل أن تُقضى حاجته، وتُفرج كربته، فيجد من لذّة المناجاة، وحرارة الالتجاء ما يعجز اللسان عن وصفه، ولكن سرعان ما تنقطع هذه الصّلة، وتخمد تلك الرّوحانية التي كان يعيشها وخالطت بشاشة فؤاده إذا ما قُضيت حاجته، وكُشفت كربته، وهذا هو السرّ الذي جعل بعض السلف رحمهم الله تعالى يفضل البلاء والضِّيق على السعة والدَّعة.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref3) كذا في المطبوع، ولعلّ الأقرب: لقبول الله توبة عبده والله أعلم.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref4) تفسير القرآن الكريم (الفاتحة والبقرة) (1/ 135) لصاحب الفضيلة الشيخ العلاّمة، شيخ الإسلام وفقيه الأمّة محمّد بن صالح بن عثيمين المتوفى سنة1421هـ رحمه الله تعالى، العالم الرّباني، ولقد امتاز رحمه الله بميزة خصّه الله بها دون سائر علماء عصره ـ وهذا لا ينقص من قدر علمائنا الأخيار أئمتنا الأبرار شيئا ـ وهو أنّه لا يُعرف في هذا العصر الذي نعيش فيه عالمٌ سهّل العلم على طلاّبه مثل الشيخ رحمه الله، فلا تقرأ له في أيّ فن ومهما كان تخصّصك إلاّ حصلت لك الفائدة التامة، فرحمه الله رحمة واسعة وجزاه خير ما جزى عالما عن العلم وأهله.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref5) جزء من حديث متفق عليه عن البراء بن عازب tالبخاري (6311) مسلم (2710).
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref6) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها البخاري (4873) مسلم (2820).
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref7) قال في القاموس (4/ 121) الجذام كغُراب عِلّة تحدث من انتشار السوداء في البدن كلّه، فيفسد مزاج الأعضاء وهيأتُها، وربّما انتهى إلى تآكل الأعضاء و سقوطها عن تقرّح. اهـ
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref8) قلت: في هذا دليل على أنّ الله عزّ وجلّ قد يبتلي بمثل هذه الأمراض المستعصية أكرم عباده عليه وأخشاهم له، فمثل هذه الأمراض لا تعني سخطَ الله على من ابتلي بها، ولا رضاه على من عُوفي منها، وإنّما العبرة بالعمل الصالح، فهو الفارق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref9) فهي مثال للمرأة الصالحة التي تثبت عند الأزمات ـ لله درّها ـ.
(4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref10) تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير (5/ 359) وانظر كلاما له أكثر تفصيلا في قصّة أيوب في سورة ص.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref11) تيسير الكريم الرحمن (3/ 1079).
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref12) الكشاف (4/ 69)
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref13) المصدر السابق.
¥