تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال المناوي في فيض القدير (3/ 481)، بعد أن ذكر عزو السيوطي الحديث لمسند الشهاب: وفيه عمرو بن أبي بكر - كذا والصواب عمرو بن بكر- السَّكْسَكي الرَّمْلي، قال في الميزان: واهٍ، وقال ابن عدي: له مناكير، وقال ابن حبان: يروي عن الثِّقات الطَّامَّات، ثم أورد له أخبارًا هذا منها.

قلت: الحديث إنما ذكره السيوطي في هذا الموضع من "الجامع الصغير" مَعْزوًا للقضاعي كما سبق، وقد رواه في موضعين من مسنده ذكرتهما آنفًا بإسنادٍ واحدٍ، وليس فيه السَّكْسَكي المذكور، وإنما وجدته في إسناد ابن عساكر في الموضع المذكور سابقًا.

وأورد ابن حبان هذا الحديث في ترجمته من المجروحين (2/ 79)، بعد أن قال فيه: يروي عن إبراهيم بن أبي عبلة، وابن جريج، وغيرهما من الثقات - الأَوَابَدَ والطَّامَّات التي لا يَشُكُّ مَنْ هذا الشَّأنُ صِنَاعَتُه أنها مَعْمُولَةٌ أو مَقْلُوبَةٌ، لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ به، وذكر أنه روى هذا الحديث عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر.

لكن الحديث في مسند الشهاب، و كذا المصدرين الآخرين اللذين عزوت إليهما - وهما المعجم الأوسط وفوائد العراقيين - من طريق علي بن بُهرام، عن عبدالملك بن أبي كريمة، عن ابن جريج بالإسناد المذكور، وعبدالملك ثقة.

وقال الطبراني عقب روايته للحديث: "لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا عبدالملك بن أبي كريمة، تَفَرَّد به علي ابن بُهرام". اهـ.

فلعلَّ السَّكْسَكي المذكور سَرَقه من عبدالملك، فرواه، لكن علي بن بُهرام لم أقف على تعديل فيه ولا تجريح، وترجمته في "تاريخ بغداد" (11/ 353)، وذكر أربعة رووا عنه، وإكمال ابن ماكولا (2/ 395)، وقد صَرَّح الهَيْثَمَي في "مَجْمَع الزَّوائد" (10/ 484): أنَّه لم يعرف علي بن بهرام هذا، وذكر في موضع أنَّه لم يقف على من تَرْجَمَه (3/ 614)، والأغرب من هذا أنَّه قال في حديث (8/ 166،165): "رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق عليِّ بن بهرام عن عبدالملك بن أبي كريمة ولم أعرِفْهما، وبقيَّة رجاله رجال الصحيح". اهـ؛ فإنَّ عبدالملك مُتَرْجَم في "تهذيب الكمال" (18/ 396،395).

وقد عَزَا السَّيوطي الحديث في "الجامع الصغير"، في موضع آخر (برقم 11608 بترقيم الجامع مع الزيادة) للدَّارقطني في "الأفْراد"، والضياء في "المختارة"، وحَسَّنَه العَلاَّمة الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (6662، 3289)، وصَحَّحَه في "السلسلة الصحيحة" (426).

وقد رُوي من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - بلفظ ((أَحَبُّ الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس))؛ أخرجه الطبراني في الصغير (2/ 106)، والأوسط (6/ 139)، والكبير (12/ 453)، قال الهيثمي في "المجمع" (8/ 349): "رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه سكين بن سراج، وهو ضعيف". اهـ.

قلت: قال البخاري - كما في لسان الميزان (3/ 56) -: منكر الحديث، ونقل الخطيب عن أبي علي الحافظ (14/ 297) مثل قول البخاري، وزاد وَصْفَه بالجََهَالة، وقال ابن حبان في المجروحين (1/ 360): يروي الموضوعات عن الأثبات، وقال أبو نعيم في الضعفاء (ص90) نحو قوله.

وقد رُوي الحديث بإسناد آخر عن ابن عمر، رَكَّبَه أحد الوضّاعين.

انظر "لسان الميزان" (5/ 201).

والحديث حَسَّنَه الألباني في "صحيح الترغيب" (برقم 2623) لغيره، وهو في "السلسلة الصحيحة" (برقم 906).

ورواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحَوائج" (برقم36) عن عبدالله بن دينار عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يُسَمِّ الصَّحابي، وهو من التابعين، وكان مولى لابن عمر، وقد سبق أنَّ الحديث روي عنه.

ورُوي من حديث أنس بلفظ "الخلق عيال الله، فأحبهم إليه أنفعهم لعياله"؛ رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية الباحث 2/ 857)، وأبو يعلى في مسنده (6/ 65)، وابن عدي في "الكامل" (7/ 153)، والقضاعي في مسنده (2/ 255)، والبيهقي في "الشُّعَب" (6/ 43،42) وغيرهم.

قال ابن عدي - بعد أن أورد هذا الحديث ضمن أحاديث أخرى في ترجمة يوسف بن عطية -: "وكلُّها غير محفوظة"، وقال البيهقي: "تَفَرَّد به يوسف بن عطية"، وضعَّفه النَّوَوي في فتاويه، وقال الهيثمي في "المجمع" (8/ 349): "رواه أبو يعلى، والبزَّار، وفيه يوسف بن عطيَّة الصَّفَّار، وهو متروك".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير