ووافق السيوطي في "الدرر المنتثرة" (ص214) الزَّرْكَشي على تضعيفه، وقد ذكر الذهبي في "الميزان" (4/ 469) هذا الحديث من مناكير يوسف بن عطية.
وقد رُوي هذا الحديث من حديث ابن مسعود - رضي الله عنهما - مرفوعًا بنحوه؛ أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5/ 356)، و"الكبير" (10/ 86)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 341)، والبيهقي في "الشُّعَب" (6/ 43) وضَعَّفَه.
قال ابن عدي في "الكامل" في ترجمة موسى بن عمير: "وعامَّة ما يرويه مما لا يُتابعه الثِّقات عليه".
وقال ابن حبان في "المجروحين" عنه (2/ 238): "كان ممن يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، حتَّى ربَّما سبق إلى قلب المستمع لها أنه كان المتعمد لها"، ثم أورد هذا الحديث.
وقال ابن الجوزي: "حديث لا يصح"، وقال الهيْثمي في "المجمع" عن روايته عند الطبراني في "الأوسط"، و"الكبير" (8/ 349): "وفيه موسى بن عُمير، وهو أبو هارون القرشي متروك".
وقد ضَعَّف الألباني في "الجامع الصغير" (برقم 2946) حديث أنس، وابن مسعود جدًا.
ورُوي من حديث الحسن البصري مرسلاً بنحو حديث أنس، وابن مسعود، أخرجه عبدالله بن أحمد في زوائد الزهد (الجامع الصغير مع الزيادة 172)، قال المناوي في "فيض القدير" (1/ 174): بإسناد ضعيف، لكن شواهده كثيرة، وحَسَّنَه الألباني في "صحيح الجامع" (برقم 172) ولعلَّه لشواهده المذكورة.
وعزاه في "كشف الخفاء" (2/ 200) للطبراني، من حديث زيد بن خالد - رضي الله عنهما - بلفظ حديث جابر بن عبدالله، ولم أجده فيه.
وعزاه في "الكنز" (برقم 16170) للديلمي من حديث أبي هريرة، وللخطيب من حديث ابن عباس (16171).
قال ابن حجر المكي في "الفتاوى الحديثية" (ص159): "ورد من طرق كثيرة، لكنها ضعيفة".
تنبيه: لفظ الحديث الذي ذكره المصنف أعلاه قال عنه العَجْلوني في "كشف الخفاء" (2/ 234): "لم أرَ من ذكر أنَّه حديث أو لا، فليُراجع، لكن معناه صحيح". اهـ.
ولم أقف على اللفظ المذكور في شيء من الكتب.
أمَّا صحَّة معناه، فهي واضحة؛ ولذلك فإنَّ العلماء المحقِّقين لا زالوا يُردِّدون مَضْمَونه في تصانيفهم، وإن لم ينسبوه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا شكَّ أنَّ كلَّ ما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم - حق، ولكن ليس كل حق قاله الرَّسول، فلا ننسب له إلا ما صَحَّتْ نسبته إليه - صلى الله عليه وسلم.
[6] أخرجه الدارمي في مسنده (1/ 90)، وأحمد في "الزهد" (ص144)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 113)، والبيهقي في "الشعب" (2/ 73)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" من (47/ 132)، ومن طريقٍ آخر (47/ 172)، من طرق عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - موقوفًا. قال حسين سليم أسد في تعليقه على الدارمي: "إسناده ضعيف لانقطاعه؛ سالم لم يُدرك أبا الدرداء - فيما نعلم".
قلت: قد رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 213)، من طريق معاوية بن قرة، عن أبيه، عن أبي الدرداء، وظاهر إسناده النظافة، عدا شيخ أبي نعيم، وشيخ شيخه، فلم أقف على تراجِمهم إلى الآن.
ورواه الحافظ أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (2/ 651) من حديث أبي أمامة مرفوعًا بلفظ: "خذوا العلم قبل أن يُقبض؛ فإن قَبْض العلم ذهابُ العلماء"، وهو من رواية القاسم بن عبدالرحمن الشامي عنه، وقد كان أحمد يحمل في المناكير المروية من طريق القاسم عليه، وذكر غير واحد أن البلاء إنما يكون ممن رووا عنه من الضعفاء، لا منه، لكن الراوي عنه هنا هو الوليد بن عبدالرحمن بن أبي مالك، وقد وثقه كثير من الأئمة، كما أن في إسناده مؤمل بن إسماعيل، وهو مع صدقه وإمامته في السُّنَّة كَثُر خطؤه، حتى قال البخاري عنه: منكر الحديث، وفي إسناده كذلك حجاج بن أرطاة، وهو صدوق كثير التدليس، وكان يُخطئ.
¥