تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي أحد ألفاظ الأثر "إن كنت لأغيب"، وليس في شيء من ألفاظه لفظة "العلم" المذكورة أعلاه.

[11] لم أقف على أثر بهذا اللفظ إلى الآن، ولكن رواه محمد بن مخلد في "ما رواه الأكابر عن مالك بن أنس" (ص58) بلفظ "رُحْتُ إلى الظهر من بيت ابن هرمز اثنتي عشرة سنة"، وأورده الذهبي في ترجمة عبدالله بن يزيد بن هرمز من "تاريخ الإسلام" (8/ 159)، وهو المراد هنا، لا عبدالرحمن بن هرمز الأعرج، صاحب أبي هريرة.

وعبدالله بن يزيد بن هرمز كان أحد فقهاء المدينة وصالحيها، ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 12)، وابن شاهين في الثقات (ص131)، ونقل عن أبي مُسْهِر توثيقه، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، يُكتب حديثه، وهو أحد فقهاء أهل المدينة، وذكر ابن عبدالبر في "التَّمهيد" (19/ 171): أنَّ مالكًا لم يرو في الموطأ حديثًا واحدًا مسندًا عن عبدالله بن يزيد، والله أعلم.

وذكر القاضي عياض في ترتيب المدارك (1/ 81)، نقلاً عن بهلول بن راشد - وهو واحد من كبار أصحاب مالك - رواية فيها: أنَّ مالكًا جالس ابن هرمز ثلاث عشرة سنة، وقيل: ست عشرة، ونقل القاضي (1/ 55) عن مالك أنه قال: إن كان الرجل ليختلف للرَّجُل ثلاثين سنة يتعلَّم منه، قال الراوي عنه: فظنَنَّا أنَّه يريد نفسه مع ابن هرمز.

ونقل عن مصعب الزبيري أنَّ مالكًا قال: كنت آتي ابن هرمز بكرة، فما أخرج من بيته حتى الليل، وهذا القول الأخير قد رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 287).

وأورد الذهبي أيضًا في ترجمة مالك من تاريخه قول مالك: جلست إلى ابن هرمز ثلاث عشرة سنة، وكنت قد اتخذت في الشتاء سراويل، محشوًا، كنا نجلس معه في الصحن في الشتاء.

[12] هو الإمام، أبو عبدالله عبدالرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة، العُتَقي، المصري، الفقيه، راوية المسائل عن مالك، قال النسائي: ثقة مأمون، أحد الفقهاء، وقال ابن حبان: كان خَيِّرًا فاضلاً، ممن تَفَقَّه على مذهب مالك، وفَرَّع على أصوله، وذَبَّ عنها، ونصر من انتحلها، وقال أبو زرعة الرازي: ثقة، رجل صالح، كان عنده ثلاثمائة جلد أو نحوه عن مالك مسائل.

تُوفي سنة إحدى وتسعين ومائة.

انظر: ترتيب المدارك (2/ 433 وما بعدها)، وتهذيب الكمال (17/ 344 - 346).

وأمَّا كونه صحب مالكًا عشرين سنة، فقد قال هذا الإمام أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء" (ص150)، وقد نقل المزي في "تهذيب الكمال" (17/ 346)، عن الحافظ أبي نعيم بإسناده إلى ابن القاسم أنه قال: خرجت إلى مالك بن أنس اثنتي عشرة خَرْجَة، أنفقت في كل خَرْجَة ألف دينار.

[13] هو الإمام، أبو سعيد، عبدالسلام بن سعيد بن حبيب، التنوخي، المغربي، الملقب بسحنون، وهو اسم نوع من أنواع الطيور، راوية مسائل مالك عن ابن القاسم.

وترجمته في ترتيب المدارك (2/ 585 وما بعدها) مطولة، وثناء العلماء عليه كثير جدًا، وأفرده بعضهم بالتصنيف، كأبي العرب القيراوني، وكان سيد أهل المغرب، وهو الذي نشر علم مالك بالمغرب - رحمه الله تعالى - وكان إلى جانب حفظه وفقهه، وورعه وزهده، وكرم أخلاقه وصرامته في الحق، وتجافيه عن السلاطين - مرابطًا مجاهدًا كشيخه ابن القاسم، وكم من علماء رابطوا في الثغور، وجمعوا بين عقد الدروس وتقديم النفوس والرؤوس، ولا يحصيهم إلا الله تعالى، رحمهم الله وأجزل لهم المثوبة.

وقد خرج سحنون إلى ابن القاسم وهو ابن خمس وعشرين سنة، وقدم من عنده وهو ابن ثلاثين سنة.

[14] قال الشيرازي: اقتصر النَّاس - يقصد المتفقِّهين على مذهب مالك في تلك الطبقة وما بعدها - على التفقُّه في كتب سحنون، ونظر سحنون فيها نظرًا آخر، فهَذَّبَها، وبَوَّبها، ودَوَّنها، وألحق فيها من خِلاف كبار أصحاب مالك ما اختار ذكره، وذيَّل أبوابها بالحديث والآثار، إلا كتباً منها مُفَرّقة، بقيت على أصل اختلاطِها في السَّماع، فهذه هي كتب سحنون: المُدَوَّنة والمُخْتَلِطة، وهي أصل المذهب، المُرَجَّح روايتها على غيرها عند المغاربة، وإيَّاها اختصر مُخْتَصِروهم، وشرح شارِحُوههم، وبها مُناظرتهم ومُذاكرتهم.

وانظر: "طبقات الفقهاء" للشيرازي (157،156)، و"ترتيب المدارك" (2/ 585).

[15] البيت من قصيدة لمحمد بن بشير الرِّياشي.

انظر: "البيان والتبيين" للجاحظ (ص390)، و"ديوان الحماسة" (2/ 34)، و"الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني (14/ 43).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير