تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[21] هو أبو عبدالله، محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق، التلمساني، المالكي، المولود سنة إحدى عشرة وسبعمائة، والمتوفى سنة إحدى وثمانين وسبعمائة، وترجمته في "إنباء الغمر" لابن حجر (1/ 75)، و"نفح الطيب" للمقري (5/ 420 - 433).

[22] شرحه على بُردة البوصيري يُسمى بـ (الاستيعاب لما فيها من البيان والإعراب)، وله شرح آخر يسمى: (إظهار صدق المودة في شرح قصيدة البُردة)، وقد وصف حاجي خليفة في "كشف الظنون" كلا الشرحين بالعظمة.

انظر: "كشف الظنون" (2/ 1331)، وشروحات البردة كثيرة جدًا.

وقد وقع في البردة من الغلو في النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لا يُنكره مُنْصِف، انظر إلى قوله:

دَعْ ما ادَّعَتْهُ النَّصَارَى فِي نَبِيِّهِمُ وَاحْكُمْ بِمَا شِئْتَ مَدْحًا فِيهِ وَاحْتَكِمِ

فكأنَّه ظنَّ أنَّ الغلوَّ المنهيَّ عنْه في النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – هو: أن تعتقِد فيه ما اعتقده النَّصارى في المسيح، من أنَّه هو الله - تعالى الله عن ذلك - أو أنَّه ابن الله - جَلَّ الله عن الولد - وما سوى ذلك من المدْح والإطْراء المبالغ فيه، فلا يَعُدُّه البوصيري غلوًّا، وقوله:

يَا أَكْرَمَ الخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ سِوَاكَ عِنْدَ حُدُوثِ الحَادِثِ العَمَمِ

إِنْ لَمْ تَكُنْ فِي مَعَادِي آخِذًا بِيَدِي فَضْلاً وَإِلاَّ فَقُلْ يَا زَلَّةَ القَدَمِ

فَإِنَّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضُرَّتَهَا وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمَ اللَّوْحِ وَالقَلَمِ

والغلوُّ في المدح لم يقتصر على النبي - صلّى الله عليه وسلَّم - بل شمِل الصالحين والأولياء، ومن قرأ شيئًا من الأشْعار التي قيلت في الشَّيخ عبدالقادر الجيلاني - رحمه الله تعالى - مثلاً، علم ذلك، هذا فضلاً عن غلوِّ الشيعة - الإسماعيلية منهم والإماميَّة - في أئمَّتهم، وإضفاء صفات الألوهية عليهم، بل رأينا من يُصَرِّح بذلك، كقول بعض شعراء الرَّوافض المعاصرين مُخاطبًا عليًّا - رضي الله عنْه -:

أَبَا حَسَنٍ أَنْتَ عَيْنُ الإِلَهِ وَعُنْوَانُ قُدْرَتِهِ السَّامِيَهْ

وَأَنْتَ المُحِيطُ بِعِلْمِ الغُيُوبِ فَهَلْ عَنْكَ تَعْزُبُ مِنْ خَافِيَهْ

لَكَ الأَمْرُ إِنْ شِئْتَ تُنَجِي غَدًا وَإِنْ شِئْتَ تَسْفَعُ بِالنَّاصِيَهْ

وقال آخر - وهو يتكلَّم عن عليٍّ رضِي الله عنْه -:

إِنْ قُلْتُ ذَا بَشَرٌ فَالعَقْلُ يَمْنَعُنِي أَخْشَى مِنَ اللهِ فِي قَوْلِي هو اللهُ

[23] كذا بالأصل، ولعلَّ ثمَّة سبق قلَم من المصنِّف - رحمه الله تعالى - وأظنُّ صوابها (أفضل).

[24] نقل القاضي عياض في ترتيب المدارك (1/ 100) عن ابن القاسم: أن مالكًا قال: "لن يُنال هذا الأمر حتى يُذاق فيه طعم الفقر"، ونقل عن ابن القاسم أيضًا (1/ 54) أنَّه قال: "أفضى بمالك طلب العلم إلى أن نَقَض سقف بيته، فباع خشبه، ثم مالت عليه الدنيا بعد".

قال القاضي عياض: وروي مثل هذا عن ربيعة.

وربيعة المذكور هنا: هو الإمام التابعي الجليل، ربيعة بن أبي عبدالرحمن، القرشي، التَّيْمِي، مولى آل المُنْكدر، المعروف بربيعة الرأي، وكان من كبار فقهاء المدينة والمُفتين فيها، المتوفى سنة ست وثلاثين ومائة - رحمه الله تعالى.

انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (9/ 123 - 130).

وممن اشتهر عنه نحو هذا: الإمام أبو عبدالرحمن، عبيد الله بن محمد بن حفص، القرشي، البصري، المعروف بابن عائشة، روى الخطيب البغدادي في تاريخه (10/ 316): أنَّ يعقوب بن شيْبة قال: أنفق ابن عائشة على إخوانِه أربعمائة ألف دينار في الله - عزَّ وجلَّ - حتَّى التجأ إلى أن باع سقف بيته.

وانظر: "تهذيب الكمال" (10/ 316).

[25] نقل القاضي عياض في "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" (1/ 72) عن سحنون أنه قال: "لا يصلح العلم لمن يأكل حتى يشبع".

[26] أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/ 275،274) من حديث ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - مرفوعًا، وعزاه السيوطي في "الجامع الصغير" (الجامع مع الزيادة 6678) للديلمي في "مسند الفردوس"، قال الألباني في "ضعيف الجامع" (2933): موضوع.

قال المناوي في "فيض القدير" (3/ 500): وذكره ابن عبدالبر مُعَلَّقًا. اهـ.

قلت: إنَّما وجدته في "جامع بيان العلم وفضله" (2/ 237) معلَّقا عن عبدالله بن المبارك - رحمه الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير