تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجواب: من يحترم أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما- ويرى فضلهما من المسلمين فهو على أصل الإسلام، وتفضيل علي - رضي الله عنه- على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما- وتقديمه عليهما بدعة غير مخرجة من الإسلام، لكن الشيعة الجعفرية تقوم أصولها على سب أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما- واعتقاد ردتهما وغيرهما من الصحابة - رضي الله عنهم- سوى بضعة رجال، ومجيء المهدي ونزول عيسى -عليه السلام-، ولكن الإيمان بالمهدي يقوم لدى الجعفرية على عقائد وتصورات خرافية أخرى تختلف جذرياً عما جاءت به الأخبار الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، ولا يصح اعتقاد أن من سلالة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يرتكبون إثماً، فإن ذلك لا أصل له في الدين.

المجيب أ. د. ناصر بن عبدالكريم العقل.

أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

العقائد والمذاهب الفكرية/الأديان والمذاهب الفكرية المعاصرة

التاريخ: 5/ 12/ 1424 هـ

فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (3/ 180)

فرقة الإباضية

من هم الإباضية؟.

أولاً: التعريف:

الإباضية إحدى فرق الخوارج، وتنسب إلى مؤسسها عبد الله بن إباض التميمي، ويدعي أصحابها أنهم ليسوا من الخوارج، وينفون عن أنفسهم هذه

النسبة، والحقيقة أنهم ليسوا من غلاة الخوارج كالأزارقة مثلاً، لكنهم يتفقون مع الخوارج في مسائل عديدة منها: تعطيل الصفات والقول بخلق القرآن وتجويز

الخروج على أئمة الجور.

ثانياً: لمن تنسب الإباضية:

* مؤسسها الأول عبد الله بن إباض من بني مرة بن عبيد بن تميم، ويرجع نسبه إلى إباض وهي قرية العارض باليمامة، وعبد الله عاصر معاوية

وتوفي في أواخر أيام عبد الملك بن مروان.

ثالثاً: أهم العقائد:

* يظهر من خلال كتبهم تعطيل الصفات الإلهية، وهم يلتقون إلى حد بعيد مع المعتزلة في تأويل الصفات، ولكنهم يدعون أنهم ينطلقون في ذلك من

منطلق عقدي، حيث يذهبون إلى تأويل الصفة تأويلاً مجازياً بما يفيد المعنى دون أن يؤدي ذلك إلى التشبيه، ولكن كلمة الحق في هذا الصدد تبقى دائماً مع أهل السنة والجماعة المتبعين للدليل، من حيث إثبات الأسماء الحسنى والصفات العليا لله تعالى كما أثبتها لنفسه، بلا تعطيل ولا تكييف ولا تحريف ولا تمثيل.

* ينكرون رؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة.

* يحرفون بعض أمور الآخرة وينفون حقيقتها كالميزان والصراط.

* صفات الله ليست زائدة على ذات الله ولكنها هي عين ذاته.

* القرآن لديهم مخلوق، وقد وافقوا الخوارج في ذلك، يقول الأشعري في مقالات الإسلاميين (والخوارج جميعاً يقولون بخلق القرآن) مقالات الإسلاميين 1/ 203.

* مرتكب الكبيرة عندهم كافر كفر نعمة أو كفر نفاق.

* الناس في نظرهم ثلاثة أصناف:

- مؤمنون أوفياء بإيمانهم.

- مشركون واضحون في شركهم.

- قوم أعلنوا كلمة التوحيد وأقروا بالإسلام لكنهم لم يلتزموا به سلوكاً وعبادة فهم ليسوا مشركين لأنهم يقرون بالتوحيد، وهم كذلك ليسوا

بمؤمنين لأنهم لا يلتزمون بما يقتضيه الإيمان، فهم إذن مع المسلمين في أحكام الدنيا لإقرارهم بالتوحيد وهم مع المشركين في أحكام الآخرة لعدم وفائهم

بإيمانهم ولمخالفتهم ما يستلزمه التوحيد من عمل أو ترك.

* يعتقدون بأن مخالفيهم من أهل القبلة كفار غير مشركين، ومناكحتهم جائزة وموارثتهم حلال، وغنيمة أموالهم من السلاح والخيل وكل ما فيه من

قوة الحرب حلال وما سواه حرام.

* مرتكب الكبيرة كافر ولا يمكن في حال معصيته وإصراره عليها أن يدخل الجنة إذا لم يتب منها، فإن الله لا يغفر الكبائر لمرتكبيها إلا إذا

تابوا منها قبل الموت.

* الذي يرتكب كبيرة من الكبائر يطلقون عليه لفظة (كافر) زاعمين بأن هذا كفر نعمة أو كفر نفاق لا كفر ملة، بينما يطلق عليه أهل السنة

والجماعة كلمة العصيان أو الفسوق، ومن مات على ذلك - في اعتقاد أهل السنة - فهو في مشيئة الله، إن شاء غفر له بكرمه وإن شاء عذبه بعدله حتى يطهُر من

عصيانه ثم ينتقل إلى الجنة، أما الإباضية فيقولون بأن العاصي مخلد في النار، وهي بذلك تتفق مع بقية الخوارج والمعتزلة في تخليد العصاة في جهنم.

* ينكرون الشفاعة لعصاة الموحدين، لأن العصاة - عندهم - مخلدون في النار فلا شفاعة لهم حتى يخرجوا من النار.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير