ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[10 - 01 - 10, 08:11 م]ـ
جعل ذلك كله اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واستدل لهم بحديث دخوله عليه الصلاة والسلام مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء.
شكراً لك وله، دليل طريفٌ جدّاً!!
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 08:29 ص]ـ
أنت أطرف!، جزاك الله خيرا.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[20 - 01 - 10, 07:11 م]ـ
الفصل الخامس:- بعض من شذ فخالف شيئا من اعتقاد بني العباس
2 - أمير المؤمنين الخليفة المعتصم بالله (227هـ)
كان وليا للعهد بعد المأمون , فلما احتضر المأمون أوصاه بوصايا.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (14\ 231):-
أوصى - أي المأمون - إلى أخيه المعتصم وكتب وصيته بحضرته وبحضرة ابنه العباس وجماعة القضاة والامراء والوزراء والكتاب.
وفيها القول بخلق القرآن ولم يتب من ذلك بل مات عليه وانقطع عمله وهو على ذلك لم يرجع عنه ولم يتب منه، وأوصى أن يكبر عليه الذي يصلي عليه خمسا، وأوصى المعتصم بتقوى الله عز وجل والرفق بالرعية، وأوصاه أن يعتقد ما كان يعتقده أخوه المأمون في القرآن وأن يدعو الناس إلى ذلك، وأوصاه بعبد الله بن طاهر وأحمد بن إبراهيم وأحمد بن أبي دواد، وقال شاوره في أمورك ولا تفارقه، وإياك ويحيى بن أكثم أن تصحبه، ثم نهاه عنه وذمه وقال خانني ونفر الناس عني ففارقته غير راض عنه. اهـ.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (14\ 286):-
وكان أميا لا يحسن الكتابة، وكان سبب ذلك أنه كان يتردد معه إلى الكتاب غلام فمات الغلام فقال له أبوه الرشيد: ما فعل غلامك؟ قال: مات فاستراح من الكتاب، فقال الرشيد: وقد بلغ منك كراهة الكتاب إلى أن تجعل الموت راحة منه؟ والله يا بني لا تذهب بعد اليوم إلى الكتاب.
فتركوه فكان أميا. اهـ.
قلنا: فهذه الأسباب وهي محبة المعتصم للمأمون , ووصية المأمون له , وكون المعتصم لا علم له , جعلته يسير على خطى أخيه في الإمتحان بخلق القرآن لكنه وكل ذلك إلى ابن أبي دؤاد.
ولكنه أمر بعد ذلك برفع المحنة، فقد قال ابن كثير (14\ 399):-
ثم قال المعتصم لأحمد بن حنبل لولا أنك كنت في يد من كان قبلي لم أتعرض إليك، ثم قال: يا عبدالرحمن ألم آمرك أن ترفع المحنة؟ قال أحمد: فقلت، الله أكبر، هذا فرج للمسلمين. انتهى.
قلنا: وحتى أنه لم يرد امتحان أحمد بن حنبل فقد قال المعتصم لأحمد بن حنبل لولا أنك كنت في يد من كان قبلي لم أتعرض إليك , وأراد أيضا أن يخلي سبيله من غير شيء.
قال الذهبي في السير (11\ 253):- قال حنبل: سمعت أبا عبد الله، يقول: ذهب عقلي مرارا، فكان إذارفع عني الضرب، رجعت إلي نفسي , وإذا استرخيت وسقطت، رفع الضرب، أصابني ذلك مرارا.
ورأيته، يعني: المعتصم، قاعدا في الشمس بغير مظلة، فسمعته، وقد أفقت، يقول لابن أبي دواد، لقد ارتكبت (إثما) في أمر هذا الرجل.
فقال: يا أمير المؤمنين، إنه - والله - كافر مشرك، قد أشرك من غير وجه.
فلا يزال به حتى يصرفه عما يريد , وقد كان أراد تخليتي بلا ضرب، فلم يدعه، ولا إسحاق بن إبراهيم. اهـ.
قلنا: وعندما كان يسمع ردود أحمد عليهم يلين ويسكت فيحرضونه ويحلفون له كثيرا أنه كافر ضال مضل.
قال ابن كثير (14\ 400):- فقال ابن أبي دؤاد: هو والله يا أمير المؤمنين ضال مضل مبتدع، وهنا قضاتك والفقهاء فسلهم، فقال لهم: ما تقولون؟ فأجابوا بمثل ما قال ابن أبي دؤاد.
وقال أيضا (14\ 402):-فقالوا يا أمير المؤمنين هذا كافر ضال مضل , وقال له إسحاق بن إبراهيم نائب بغداد: يا أمير المؤمنين ليس من تدبير الخلافة أن تخلي سبيله ويغلب خليفتين، فعند ذلك حمي واشتد غضبه، وكان ألينهم عريكة، وهو يظن أنهم على شيء.
قال أحمد فعند ذلك قال لي: لعنك الله، طمعت فيك أن تجيبني فلم تجبني، ثم قال: خذوه واخلعوه واسحبوه.
وقال أيضا (14\ 403):- ثم لم يزالوا يقولون له: يا أمير المؤمنين إنه ضال مضل كافر.
قلنا: وقد كان المعتصم رحمه الله مع ذلك كله أرأف الناس بالإمام أحمد.
قال الذهبي في السير (11\ 265):-
قال أبو جعفر لقيت أبا عبد الله، فرأيت في يديه مجمرة يسخن خرقة، ثم يجعلها على جنبه من الضرب, فقال: يا أبا جعفر، ما كان في القوم أرأف بي من المعتصم. اهـ.
¥