تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أيضا لمذا الصلاة في العالم تختلف باختلاف الأقاليم والمناطق والصيام لا يختلف، هل يصلون جميعا الآن في دقيقة واحدة في وقت واحد على جميع وجه الأرض، عندنا ليل وعند الآخرين نهار لا يمكن ان يصلوا في وقت واحد؛ لأنَّ المطالع تختلف والأرض تختلف ويحصل التفاوت في التوقيت بيننا وبين الىخرين، لا يمكن أن نصلي في وقت واحد، لماذا لا يقولون يجب على الناس ان يصلوا في وقت واحد، الظهر والعصر حتى يتحد المسلمون، تصح الصلاة عل هذه الطريقة؟ يصلون العصر وهم عندهم ليل أو فجر وعندهم نهار أو العشاء وعندهم نهار، لا يجوز هذا، إذا كان هذا في الصلاة فكذا في الصوم، هذا أمر ضروري مسألة اختلاف التوقيت في الصلوات وفي الأعياد وفي الصيام، هذا أمر ضروري، الله خلق الكون هكذا، يكون عند هؤلاء الليل وعند هؤلاء نهار، عند هؤلاء العصر وعند هؤلاء صلاة الظهر، والحمد لله، الله لم يكلف المسلمين حرجاً، كل بحسب موقعه وحسب توقيته الزمني ما كلف الله المسلمين بهذا المر، فهلاء الذين يحاولون توحيد الرؤية والصيام والإفطار، والقول بأنه لا ينضبط إلاَّ بالعمل بالحساب، كل هذا هراء، جهل في جهل، تكلف ما أنزل الله به من سلطان".اهـ

- - ثم نبَّه الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله-بعد ذلك على مسألة مهمة جداً وهي رؤية الهلال في بلد، فهل يلزم الناس كلَّهم الصومُ لرؤية ذلك البلد؟ فأجاب بقوله:

" بقيت مسألة مهمة جداً يعني إذا رُؤي الهلال في بلد، فهل يلزم الناس كلَّهم الصومُ لرؤية ذلك البلد؟ الجواب أنه إذا كان البلد لا تختلف فيه المطالع فيلزم الجميعَ الصومُ، أما إذا كان تختلف المطالع من إقليم إلى إقليم آخر لِما بينهم من المسافات فلا يلزم هذا الإقليم الصوم حتى يروا الهلال بأنفسهم، كل قوم لهم رؤيتهم، لقوله صلى الله عليه وسلم ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)) [أخرجه البخاري (1909)، ومسلم (1081)].

فإذا كانت المطالع تختلف وهناك فرق بين الأقاليم أ بين القارات، فإن لكل قوم رؤيتهم، ولا يلزم أهل الإقليم أن يصوموا برؤية الإقليم البعيد عنهم لاختلاف المطلع، هذا قول لأهل العلم، وهذا الراجح عند المحققين؛ لأنَّ المطالع تختلف باتفاق أهل النظر والمحسوس أيضا. والقول الثاني: أنه يلزم المسلمين في جميع الأقطار أن يصوموا، والمسألة فيها خلاف بين العلماء فهي محل النظر والترجيح، هذا يرجع إلى أهل العلم في هذا البلد، فإذا رأوا توحيد الصيام ولم يعتبروا اختلاف المطالع فلهم اجتهادهم، وإذا رأوا العمل باختلاف المطالع فهذا هو الصحيح وهو الراجح، وابن عباس رضي الله عنهما في المدينة لم يعمل برؤية أهل الشام، أهل الشام راوه يوم الجمعة وصاموا، أهل المدينة لم يروه إلا يوم السبت، بدؤوا من يوم السبت ومعلوم أنه صار بينهم تفاوت يوم، فقال ابن عباس لكنا لا نفطر حتى نرى الهلال، ولم يعمل برؤية أهل الشام، هذا دليل على الأخذ باختلاف المطالع، وهذا هو الراجح.

ولا يتعارض هذا مع ما ذكرنا من عدم العمل بالحساب، هذا عمل بالهلال بالرؤية، أما الذي أنكرناه هو على الذين يقولون بالعمل بالحساب " الفلك " حتى إن بعض غلاتهم-والعياذ بالله-يقولون: إنه إذا تعارضت الرؤية مع الحساب الفلكي لا يُعمل بالرؤية، يعني يهدر أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وكلامنا على هذا على من يقولون يجب العمل بالرؤية وتوحيد الصيام في أقطار الأرض بناء على الحساب الفلكي، الذي يقول: يجب توحيد الصيام بين المسلمين على الحساب الفلكي، أما الذي يقول يجب توحيد الصيام بين الأقطار الإسلامية بناء على الرؤية في بعضها، فهذا موضع الاختلاف على القولين اللذين ذكرتهما، فلا يلتبس هذا بهذا". اهـ

- وبالله التوفيق.

.

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[10 - 08 - 10, 11:05 م]ـ

جزاك الله خير أخي الفاضل، وجزى الشيخ عنا كل خير، كلام قوي وجميل، فلينادوا بتصحيح العقيدة لكثير من الطوائف، وتحكيم بكتاب الله، لآن هذا هو السبب الرئيسي لاتفاق المسلمين، ومتى كان الهلال سببا في توحيد المسلمين، فلله در الشيخ ..

ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[11 - 08 - 10, 01:45 ص]ـ

مع جلالة قدر الشيخ -حفظه الله- فإن فيما رجحه من كون كل إقليم لهم رؤيتهم الخاصة نظرٌ، وفي نسبة هذا القول إلى المحققين أيضا نظر آخر، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -وهو على رأس المحققين-: "إن العبرة في أمر الهلال ببلوغ الخبر" كما أن قياس اختلاف مطالع القمر بالاختلاف في أوقات الصلوات أمر عجيب؛ إذ يوم الأربعاء في مكة المكرمة هو يوم الأربعاء في باريس وموسكو ولاغوس والرباط، فلم يؤثر هذا الاختلاف تأثيرا يجعل يوم الجمعة في مكة هو يوم السب في الشام، وهذا التقرير كان مقبولا قديما قبل ظهور وسائل نقل الأخبار من إذاعة وتلفاز وشبكة،، وأما ما قرره -حفظه الله- بشأن الحساب الفلكي فهو الحق الذي لا يتجه غيره، ولا يقبل سواه ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير