تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حياة السلف، فقد جاء سائل إلى الإمام أحمد، رحمه الله، فدفع إليه رغيفين كان يعدهما لفطره، ثم طوى، وأصبح صائماً. وكان الحسن البصري، رحمه الله، يطعم إخوانه وهو صائم تطوعاً، ويجلس يروحهم وهم يأكلون.

فمن كان ذا جِدَة فهذا أوان البذل، ومن لم يكن، فينبغي أن يكون دالاً على الخير بتوجيه الموسرين إلى أهل العوز والفاقة، والأرامل، واليتامى، والمساكين، المتعففين الذين لا يسألون الناس إلحافاً. والدال على الخير كفاعله.

خامساً: العمرة:

عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عمرة في رمضان تعدل حجة) رواه أحمد وابن ماجه. و (في) للظرفية الزمانية، فيحصل المقصود بإيقاع العمرة في أي يوم من الشهر، فلا يلزم أن يكون في العشر الأواخر، أو في ليلة بعينها، أو في النهار دون الليل، وسواءٌ كان صائماً أو مفطراً، ما دام في رمضان. لكن يخطئ من يُهل بالعمرة قبل ثبوت الشهر، ويجعل طوافه وسعيه وحلقه بعد ثبوته، لأن الإحرام أحد أركان العمرة، فلا بد أن يقع في رمضان أيضاً.

سادساً: الاعتكاف:

قال تعالى: (وطهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) البقرة:125. وقال: (وأنتم عاكفون في المساجد) البقرة: 187. وفي الصحيحين من حديث عائشة، رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل.، ثم اعتكف أزواجه من بعده) والاعتكاف لزوم المسجد لطاعة الله تعالى، وطلباً لليلة القدر.فينبغي أن يشتغل المعتكف بأنواع الطاعات القاصرة؛ من صلاة، وذكر، ودعاء، وقراءة قرءان، ونحو ذلك. وألا يضيع وقته بالأحاديث مع أصحابه، إلا ما ندر، أو الضحك والسمر، كما يقع من بعض المعتكفين. فهذا لون، واعتكاف رسول الله صلى الله عليه وسلم لون.

والاعتكاف المشروع اعتكاف كامل العشر. فإن لم يتمكن من ذلك اعتكف ما تيسر. وأقل الاعتكاف، على الصحيح، ليلة. ويدخل معتكفه قبيل غروب الشمس، ليلة إحدى وعشرين، ويخرج منه ليلة العيد.ولا يخرج أثناء ذلك إلا لما لابد منه، أو لعبادة اشترطها.

سابعاً:الفقه في الدين:

ينبغي للمؤمن أن يتفقه في الدين عموماً، فإنه (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين) رواه البخاري. وأن يتفقه فيما يعرض له من العبادات والمعاملات خصوصاً. ومن ذلك أن يتعلم الصائم فقه الصيام، من شروط الصوم، والنية فيه، وأحوال الناس؛ من حيث وجود سبب الوجوب، أو زوال المانع، وما يفسد الصوم من المفطرات، وما يوجب الكفارة، وأحكام القضاء، وما يستحب للصائم وما يكره، وما يستحب صومه من الأيام، وما يكره وما يحرم، وأحكام الاعتكاف والعيدين، وغير ذلك.

وتحصيل ذلك يكون بأمور متنوعة: بقراءة كتب العلم، وسماع الدروس، وسؤال أهل العلم، ومطالعة الفتاوى. كما ينبغ للصائم أن يستصحب تفسيراً من التفاسير المعتبرة، يفهم فيه عن الله مراده، ويرفع الجهل عن نفسه وعن إخوانه وأهل بيته.

ثامناً:صلة الرحم:

تتيح الأجواء الرمضانية بيئةً صالحة للتواصل بين المسلمين، من أقارب، وجيران، وأصدقاء. فينبغي استغلال هذه الفرص لتقوية الصلة، وغرس المحبة، وتنقية العلاقات مما قد شابها من كدر أو سوء ظن، مما ينزغه الشيطان بين المسلمين.

تاسعاً: الدعوة إلى الله:

في شهر رمضان، لا سيما أوله، يقبل كثير من الناس المفرطين، على ارتياد المساجد، ومحاولة الاستقامة، فإن وجدوا وجوهاً هاشةً باشة، كان ذلك مدعاةً لتثبيتهم على التوبة. وإن وجدوا صدوداً وإعراضاً، وربما تعريضاً وانتقاداً، عادوا لسيرتهم الأولى بعد بضعة أيام. فينبغي للمؤمن الموفق أن يستغل هذا الإقبال لتمسيكهم بالكتاب، وتحبيبهم بالمساجد وأهلها. كما إن رمضان فرصة لتفقد المتخلفين عن الصلاة، والمنحرفين عن الجادة، ومناصحتهم، وموعظتهم.وهو أيضاً فرصة مناسبة لنشر الوعي والعليم عن طريق الكلمات في المساجد، وتوزيع الكتب والأشرطة النافعة.

عاشراً: التوبة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير