ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 08 - 10, 09:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أولا لا أعلم أي دليل صحيح على أن ابن مسعود رضي الله عنه قد رجع عن إنكاره للمعوذتين، وقراءة عاصم هي مزيج من قراءة ابن مسعود الهذلي وقراءة علي القرشي، فليست دليلا على رجوعه. وكذلك قراءة أبي عمرو جمعية لا تثبت رجوع ابن عباس. أما عن أبي بن كعب ففي ثبوت ما ذكرت عنه نظر.
ثانياً النقد ليس لعدم معرفة ابن عباس رضي الله عنه بالقراءة الأخرى، بل طريقة إنكاره وتعليله للأمر بأنه تصحيف من الكاتب. ويراجع النقاط الأربعة السابقة في تبيين نكارة المتن. ولذلك قال ابن حيان: وأما قول من قال: إنما كتبه الكاتب وهو ناعس، فسوى أسنان السين فقول زنديق ملحد"
والله أعلم
ـ[أبوزكريا المهاجر]ــــــــ[13 - 09 - 10, 11:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وبعد
فقد كان لي بحث في هذا الأثر وخلاصة البحث هي
فخلاصة الامر في هذا الأثر وأمثاله و طريقة التعامل معه كالأتي:
أولا: النظر فى صحة الاثر وضعفه والعبرة بما صح فقط
ثانيا: هذا الأثر صحيح على التحقيق وصححه الامام أحمد كما في مسائل الامام لإسحاق بن ابن ابراهيم ص 110 والحافظ ابن حجر في الفتح والشيخ شاكر في تحقيقه للطبري
ثالثا: جمهور المفسرين الذين ليس لهم إعتناء بالحديث طعنوا فيه وحكموا عليه بالوضع كالزمخشري والقرطبي وغيرهم
رابعا:لفظة يتبين قراءة صحيحة عن ابن عباس ورويت عن غيره من الصحابة والتابعين وهي شاذة لمخالفتها الرسم وكذلك عدم تواترها كما هو مذهب الجمهور
خامسا: بهذا الأثر وأمثاله يثبت صحة قول ابن قتيبة و ابن الجزري والسيوطي وغيرهم فى تعريف الأحرف السبعة ألا و هو: الأنواع التي يقع بها التغاير والاختلاف في الكلمات القرآنية وهي سبعة أوجه:
1 - الاختلاف في أوجه الإعراب مثل (فتلقى آدمُ) و (فتلقى آدمَِِ) بالرفع والنصب
2 - الاختلاف في التصريف مثل (يعلمون) وقرأ (تعلمون) في نفس الموضع لدى بعض القراءات في بعض الآيات.
3 - الاختلاف بالزيادة والنقصان مثل (جنات تجري تحتها الأنهار) وقرأ (جنات تجري من تحتها الأنهار).
4 - التقديم والتأخير مثل (فيُقتَلون ويَِقتُلون) وقرأ (فيَقتُلون ويُقتَلون).
5 - الإبدال مثل (ننشزها) وقرأ (ننشرها).
6 - الاختلاف بالجمع والإفراد مثل (أماناتهم) وقرأ (أمانتهم).
7 - الاختلاف في اللهجات كالإمالة والتقليل والإدغام مثل إمالة (مجريها) لدى حفص.
سادسا: وبهذا الأثر وأمثاله مما صح يثبت صحة قول من قال من أهل العلم أن مصحف عثمان قد احتوى على ما احتمله الرسم من أحرف وللعلماء في هذه المسئلة أقوال ثلاثة وهى
1 - أن مصحف عثمان يحتوى على الأحرف السبعة
2 - انه يحتوي على حرف واحد فقط
3 - أنه يحتوي على ما احتمله الرسم من أحرف
والثالث هو الصواب واختيار ابن الجزري وغيره
سابعا: ما صح عن بعض الصحابة في هذا الباب هو من باب الخطأ المعفو عنه إجماعا قال شيخ الاسلام رحمه الله في جامع الرسائل: (وقد وقع الخطأ كثيرا لخلق من هذه الأمة واتفقوا على عدم تكفير من أخطأ، مثل ما أنكر بعض الصحابة أن يكون الميت يسمع نداء الحي، وأنكر بعضهم أن يكون المعراج يقظة، ولبعضهم في الخلافة والتفضيل كلام، وكذلك لبعضهم في قتال بعض وتكفير بعض أقوال معروفة، وكان القاضي شريح ينكر قراءة من قرأ " بل عجبت " ويقول: أن الله لا يعجب، فبلغ ذلك إبراهيم النخعي فقال: إنما شريح شاعر يعجبه علمه، كان عبد الله أفقه منه وكان يقرأ " بل عجبت ". فهذا قد أنكر قراءة ثابتة، وأنكر صفة لله دل عليها الكتاب والسنة، واتفقت الأمة على أن شريحا إمام من الأئمة، وكذلك بعض العلماء أنكر حروفا من القرآن كما أنكر بعضهم: " أفلم ييأس الذين آمنوا " فقال: إنما هي " أو لم يتبين الذين آمنوا "، وآخر أنكر " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " فقال: إنما هي " ووصى ربك "، وبعضهم كان حذف المعوذتين، وآخر يكتب سورتي القنوت. وهذا الخطأ معفو عنه بالإجماع)
ولهذا أمثلة في السنة الصحيحة كقصة هشام بن حكيم مع عمر وهي في الصحيح وخطأ عمر فيها ظاهر لما أنكر الحرف الذي قرأ به هشام رضي الله عنه وهذا الخطأ هو الخطأ في القصد وهو = الجهل وهو كما قال شيخ الاسلام معفو اعنه اجماعا
ثامنا: ثبت بطرق قاطعة تثبت أن ابن عباس ثبت تراجعه عن هذه التخطئة لما بان له ثبوت الحرف الآخر منها:
1 - قراءة أبو عمرو ثابتة متواترة من طريق ابن عباس وهي موافقة لقراءة الجماعة موافقة للرسم ييأس
2 - وردت هذه اللفظة في مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس ولم ينكر ابن عباس هذه اللفظة
تنبيه: في بعض طرق هذا الأثر عن ابن عباس قال أظن الكاتب وهذا يدل على عدم جزم ابن عباس بالتخطئة للحرف الآخر ولو جزم بالتخطئة فهو كما قال شيخ الاسلام من باب الخطأ المعفو عنه إجماعا
هذا ما اسعفتني به الذاكرة الان على وجه الاجمال
وأخيرا: تبقى فائدة وهي الإستفادة بقراءة ابن عباس الشاذة هذه في التفسير وهذا يقوي قول من فسر اليأس في الاية هنا بمعنى اليقين وهذا له اشباه كثيرة في اللغة
دمتم بود
أخوكم
¥